سؤال وجواب في الوتس اب (76)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
20/01/2024 القراءات: 494
السؤال (775):
شيخي: يراودني دائمًا سؤالٌ أخشى منه ولكني أفعله، فبعد قراءتي للقصيدة: (من أنا) رأيت أن أغلب العلماء والمشايخ حين يكتبون بعض قصائدهم يذمون أنفسهم كما في قصيدة أنا من أنا (عاصي، مذنب)، وأيضًا هناك من كتب:
أنا مُخطئٌ أنا مُذنبٌ أنا عاصي ... هوَ راحمٌ هو غافرٌ هو كافي
قابلتهنّ ثلاثةٌ بثلاثةٍ ... ولتغلبنْ أوصافُه أوصافي
وأنا أيضًا أقول أنا أكيد مذنبة حتى لو أني ما أعرف ما هو ذنبي، لأني بشر والإنسان خطاء، وإنْ شاء الله ندخل الجنة برحمة الله عز وجل.
وهنا يخطر ببالي السؤال: لما نكتب أو نقول: أنا مذنب أنا عاصي أنا إلخ … أليس هذا تشاؤمًا، أليست ألسنتنا تحصد ما نقول فتؤَمّن عليه الملائكة فتصبح حقيقة فتزل قدم بعد ثبوتها؟
الجواب:
هذا من باب هضم النفس، والاعتراف بالذنب والتقصير بين يدي الله، ورجاء العفو والعافية منه، وليس من باب التشاؤم، وفيه دعاء، وعسى أن تؤمن الملائكة على الدعاء.
والتشاؤم هو توقع حصول المكروه، أما الذي هنا فهو اعترافُ بالماضي، ورجاء العفو والرحمة والمغفرة والرضا في الحاضر والمستقبل.
***
السؤال (776):
هل كلمة الذنب تعادل كلمة المعصية؟
الجواب:
يَجمعُ بينهما مخالفةُ أمر الله تعالى، وقد يفرَّق بينهما باعتبار التعلق:
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في "تفسيره" (4/ 199-200):
"الغفر والتكفير متقاربان في المادة المشتقين منها، إلا أنه شاع الغفرُ والغفرانُ في العفو عن الذنب، والتكفيرُ في تعويض الذنب بعوض، فكأن العوض: كَفْر الذنب، أي ستره، ومنه سُميت كفارة الإفطار في رمضان، وكفارة الحنث في اليمين.
إلا أنهم أرادوا بالذنوب ما كان قاصرًا على ذواتهم، ولذلك طلبوا مغفرته.
وأرادوا من السيئات ما كان فيه حقُّ الناس، فلذلك سألوا تكفيرَها عنهم".
وهناك أقوال أخرى.
***
السؤال (777):
"علماء فقدوا مؤلفاتهم، ذكرتموه-ذكركم الله فيمن عنده-في بداية محاضرتكم: ثقافة اكتشاف المؤلف الحقيقي. فهل تعلمون من جمع فيه؟ حفظكم الله ورعاكم
الجواب:
الفقير جمع فيه كتابا، فيه أكثر من مئة عالم، وشرطي أن يفقده في حياته.
س: هلا أتحفتموني به.
ج: لم يُطبع.
س: الله المستعان، يسر الله إتمامه في أقرب الآجال، ولا شك منهم أبو الفرج رحمه الله.
ج: نعم، بسبب محنته وابنه.
س: نعم. قرأتُها في "مرآة الزمان" لسبطه، محنة عظيمة.
ج: نعم، رحم الله العلماء.
س: آمين.
***
السؤال (778):
شيخنا: أحدهم يسأل لو توفر مخطوط في الفقه ولو كان صغيرًا، لديهم تكليفٌ من الجامعة بمحاولة تحقيق باب من مخطوط فقهي. جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الوجهُ في هذا النظرُ في فهارس المخطوطات ليستفيد الطالبُ ويتعلم ويعتمد على نفسه، ويأتي البيوت من أبوابها.
***
السؤال (779):
كان مما أعجبني جدًّا وقرأته قديمًا، والعهدة على الذاكرة، أن الشيخ ابن الصلاح في بحثه عن معنى الذاكرين كثيرًا، قال ما معناه: أن من داوم على أذكار الصباح والمساء، وأذكار المناسبات كبعد الأذان والصلوات والطعام والشراب ودخول المسجد والركوب والنوم وغيرها، يعتبر من الذاكرين الله كثيرًا؟
الجواب:
هذا في فتاواه:
جاء في «فتاوى ابن الصلاح» (1/ 149-150):
"مسألة: قوله عز وجل: (الذاكرين الله كثيرًا والذكرات):
-ما هو الذكر؟
-وما هو مقدارُه الذي يصير به المؤمنُ من الذاكرين الله كثيرًا؟
-وهل قراءة القرآن أفضلُ من سائر الأذكار من التسبيح والتهليل والتكبير؟
-وما معنى الحديث الذي رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَنْ قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات"، مع أنا نعلمُ ذلك بقوله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فتخصيص الخير [كذا ولعلها: الخبر] بقراءة القرآن بكل حرف عشر حسنات لا بد له من فائدةٍ، وما الحكمة في ذلك؟
-وأفضل أوقات الذكر ما هيَ؟
أجاب رضي الله عنه:
-إذا واظبَ على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساء، وفي الأوقات والأحوال المختلفة في ليل العبد ونهاره، وهي مبينة في كتاب "عمل اليوم والليلة" كان من الذاكرين الله تبارك وتعالى كثيرًا.
-وقراءة القرآن أفضلُ من سائر الأذكار.
-وقوله: "له بكل حرف عشر حسنات" فيه فائدةٌ زائدةٌ وهي الإعلام بأن الحسنة هنا ليستْ مخصوصة في أن يأتي بالكلمة محصورة بكمالها، بل تحصلُ بحرف منها.
-وأفضلُ أوقات الأذكار هي الأوقاتُ الشريفة المعروفة إذا اقترنتْ بالأحوال الصافية».
***
السؤال (780):
هل ثبت هذا الآتي عن الإمام النووي:
"سُئل الإمام النووي مرة في مسجد دمشق سؤالًا: هل الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم ثوابًا أم صلاة الفرض الذي قرره الله تعالى؟ فسكت الإمام النووي قليلًا ثم قال: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال السائل: كيف تقول؟ فإن الله تعالی فرض فرضه على العباد كيف يفضله أمر آخر؟
فقال الإمام النووي: نعم فرض عليك خمس صلوات في اليوم وفرض عليك الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا) فهذا فرضٌ أيضًا، فأنت إذًا بين فرضين: فرض الصلاة وفرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
فسكت الرجل قليلًا ثم قال: فهما إذًا يتساويان.
قال: لا ، لا يتساوى فرضٌ طلبه الله منك مع فرض يؤديه الله معك ومعه ملائكته، فإن الفرض الذي يؤديه الله وملائكته والعباد، أعظمُ من الفرض الذي تؤديه أنت بمفردك".
الجواب:
هذه حكاية مصنوعة.
***
السؤال (781):
عندي سؤال يخص السيوطي، بحكم تخصصكم في مؤلفاته، لعل الله ينفعني بكم، أريد سبيلًا لمعرفة تاريخ التأليف عند السيوطي رحمه الله تعالى. الإشكال عندي: كيف أستطيع أن أعرف أي كتب السيوطي الآتية أسبق في التأليف:
الإتقان في علوم القرآن.
معترك الأقران في إعجاز القرآن.
عقود الجمان في المعاني والبيان.
وجزاكم الله عني خيرًا.
الجواب:
انظر أواخر الكتب فهو يؤرخ الانتهاء منها، وانظر الإحالات في هذه الكتب.
***
أسئلة وأجوبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة