مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(16)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


30/03/2023 القراءات: 331  


وعن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : « يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة » . رواه أحمد ، والترمذي ، وأبو داود ، والدارمي .
وفي حديث جرير - رضي الله عنه - قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال : « اصرف بصرك » . وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم من امرأة
ما يعجبه فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه » .
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان » . رواه الترمذي .
وعن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء » . رواه مسلم .
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة أول مرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها » . رواه أحمد .
اللهم نجنا برحمتك من النار وعافنا من دار الخزي والبوار ، وأدخلنا بفضلك الجنة دار القرار وعاملنا بكرمك وجودك يا كريم يا غفار واغفر لنا يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج يا قاضي الحاجات ، ومجيب الدعوات ، هب لنا ما سألناه ، وحقق رجاءنا فيما تمنيناه ، يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ما في صدور الصامتين أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
( فصل ) : قال شيخ الإسلام رحمه الله : يقال إن غض البصر عن الصورة التي ينهى عن النظر إليها كالمرأة والأمرد الحسن يورث ثلاث فوائد
إحداها : حلاوة الإيمان ، ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله ، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
الفائدة الثانية : أن غض البصر يورث نور القلب والفراسة .
الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة ، فإن في الأثر ( الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ) .
وإذا كان النظر إلي من لا يحل النظر إليه محرما فالخلوة بمن لا تحل محرمة من باب أولى وأحرى لأن الوساوس الشيطانية تجد لها مجالا في هذه الحالة وثوران الشهوة يجد له مبررا فيضعف العقل عند هذا ، ولا يكون له تأثير على زجر الشهوة فتسوقه نفسه الأمارة بالسوء إلى الفاحشة ، لهذا نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الخلوة فقد روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم » . متفق عليه.
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إياكم والدخول على النساء » . فقال رجل من الأنصار : أفرأيت الحمو ؟ قال : « الحمو الموت » . متفق عليه .
والحمو : قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه .
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا لا يخلو رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان » . رواه الإمام أحمد في مسنده ، والترمذي في جامعه .
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم » . رواه الطبراني في الكبير .
وروى الطبراني أيضا عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما ولأن يزحم الرجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له » .
ومن أخطر ما يكون على النساء خدمة الرجال في البيوت إذا كان هناك اختلاط بينهم وبينهن خصوصا إذا كان الرجل المستخدم من الشبان وإن كان له وسمة جمال فأقرب إلى الخطر وقد يكون أشب من صاحب البيت وأجمل وهو ملازم للبيت ليله ونهاره وهو تحت أمر الزوجة أو نحوها وفي إمكانها إبقاؤه أو طرده فالخطر عظيم ، وإن كانت المرأة ذا شرف ومكانة ، وتأمل قصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام حين راودته عن نفسه فاستعاذ بالله من شرهن وكيدهن فعصمه الله عصمة عظيمة وحماه فامتنع أشد الامتناع عنها واختار السجن على ذلك وهذا في غاية
مقامات الكمال أنه مع شبابه وجماله وكماله تدعوه سيدته وهي امرأة عزيز مصر وهي مع هذا في غاية الجمال والمال والرياسة ويمتنع من ذلك ويختار السجن على ذلك خوفا من الله ورجاء ثوابه ولهذا ثبت في الصحيحين أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : « رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله » . والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم .


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(16)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع