مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 بنـاء المسجـد

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


22/02/2023 القراءات: 421  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 بنـاء المسجـد

كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامي يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين, ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا

لقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية, ويتخذون فيه قراراتهم, ويناقشون فيه مشاكلهم, ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك و الأمراء من هنا وهناك, فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون, وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم

وقد اشترى النبي صلى الله عليه وسلم أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده كما ذكرنا, وأبى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، وافتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة***لا عيش إلا عيش الآخرة"
وزاد ذلك من حماسة المسلمين في العمل

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم طول المسجد مما يلي القبلة إلى المؤخرة مائة ذراع والجانبين مثل ذلك أو دونه، وجعل أساسه قريبًا من ثلاثة أذرع ثم بنوه باللبن, وجعل قبلته إلى بيت المقدس, وصنع له ثلاثة أبواب، وجعل عمده الجذوع وسقفه بالجريد

وبنى بيوتًا بالحجر واللبن وسقفها بالجريد والجزوع إلى جانب المسجد،وهي حجرات أزواجه صلي الله عليه وسلم ، فلما فرغ من البناء انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت أبي أيوب رضي الله عنه إلى مساكنه بعد أن مكث في بيت أبي أيوب سبعة أشهر

وكان في المسجد موضع مظلل يأوي إليه المساكين يسمى الصفة وكان أهله يسمون أهل الصفة وكان عليه الصلاة و السلام يدعوهم بالليل فيفرقهم على أصحابه لاحتياجهم وعدم وجود ما يكفيهم عنده وتتعشى طائفة منهم معه عليه أفضل الصلاة و السلام

ولقد شرع الأذان في السنة الأولى للهجرة ، فقد كان المسلمون يجتمعون للصلاة في مواقيتها بغير دعوة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة أن يجعل بوقًا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس فنخت ليضرب به للمسلمين الصلاة

وبينما هم على ذلك إذ رأى الصحابي عبد الله بن زيد رضي الله عنه رؤيا الآذان فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله أنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال:قلت ندعو به إلى الصلاة, قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟قال:تقول: "الله أكبر الله أكبر-الله أكبر الله أكبر–أشهد أن لا أله إلا الله-أشهد أن لا إله إلا الله–أشهد أن محمدًا رسول الله -أشهد أن محمدًا رسول الله–حي على الصلاة–حي على الصلاة–حي على الفلاح–حي على الفلاح–الله أكبر–الله أكبر–لا إله إلا الله"

فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فانه أندى صوتًا منك"

فلما أذن بها بلال رضي الله عنه سمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه يقول: يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلله الحمد على ذلك"
واختير بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه للآذان فكان مؤذن صلى الله عليه وسلم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 بنـاء المسجـد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع