مدونة د. محمد عبد الجواد محمد البطة


بين الكتب والقراطيس ينشط العقل والاحاسيس

د. محمد عبد الجواد محمد البطة | Mohammed Abd aljwwad Albatta


18/06/2020 القراءات: 1803  



بين الكتب والقراطيس ينشط العقل والاحاسيس

بقلم دكتور محمد عبد الجواد البطة،،،
تعلمت يومًا حكمة جميلة، من أحد علمائنا الأتقياء، وهي(لا يخلوا كتابٌ من فائدة)، وأيضا عبارة ضابطة لهذا المعنى مفادها لا تسلم عقلك لكل ما تقرأ وهي حرفيًا( لا تكن كحاطب ليل)، والحكمة من هذه العبارة أن الذي يجمع الحطب ليلًا قد يلتقط ما يضره من زواحف أو سوابح سامة فيلدغ لأنه لم يرى ما جمع أو التقط.. والمعنى واضح الدلالة.
كما وتعلمت أيضا أن العلماء سروجًا لا نعلم متى تنطفئ، لهذا يجب الحرص على مجالستهم والاستنارة بنور علمهم. فهم أيضا ورثة الأنبياء، ونسأل الله أن يكون نصيبنا من هذا الميراث كبير. ويطيب لي دومًا الاسترشاد بعبارة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله "معي المحبرة حتى المقبرة" فهي تعني لا توقف عن طلب العلم ما دام القلب ينبض.
إلا أن واقعنا الحالي المرير يحول دوما من مجالسة أهل العلم وخصوصًا أن كلُ منهم له حياته وانشغالاته التي فرضت نفسها على الجميع في زماننا، وعوضًا عن هذا زوروا المكتبات العامة وطالعوا الكتب فهي تحمل بين دفتيها تراكم معرفي وخبرات وتجارب لعلماء وأعلام في مجالات عدة، خذوا ما ينفعكم واسألوا أهل العلم عن ما التبس عليكم فالسؤال أهم أدوات المعرفة والفهم أيضًا.
وأُصارحكم أحبابي وأصدقائي عن عشقي للكتب والقراءة فعندما أُطالع كتابًا في مكتبة عامة يسرقني الوقت دون أن أشعر بشيء إلا من نشاط العقل والروح، حتى يأتي أمينها ليذكرني بانتهاء معاد الدوام، ومن الجميل أني مثلكم لا احب الغبار والتراب المتراكم على أي شيء ومن الطريف أن غبرة الكتب مهما كانت كثافتها تستهويني ورائحة الكتب وحبرها وطباعتها وحتى رائحة الرطوبة الناتجة من الإهمال في حفظها تطيب لي، اذكر ذات مرة عندما وصلت البيت وصافحت زوجتي تبسمت لي قائلة انك آتي من إحدى المكتبات، قولت وما أدراكي؟ ردت على؛ كثرة الغبار التي غيرت لون يدك، تبسمت لها وقلت أني لم انتبه لهذا أنا لم أمسك سوى بعض الكتب. وخصوصًا التاريخية والقديم منها، والتي تحفظ جزءً كبيرًا من تراثنا الحضاري والثقافي والمعرفي، ومطالعتها تمنحني أعمارا طويلة بجانب عمري الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
فعندما أغوص في هذه الكتب أجد أشياء لا أخال في وقعنا أشباهها. مثل الحكمة والفراسة، وأشياء قل وجودها مثل العفو والكرم والإيثار، وأُخرى كادت تختفى مثل، النخوة والمرؤة وحب الجار، عندما نقرأ كتب التاريخ ننتقل لبره من زمننا إلى زمن أسلافنا، حيث الأسماء والأماكن وبعض الكلمات والمأكولات، والعادات ومواقف الرجال المنقرضة، التي لو استدعيناها لكان وقعنا أجمل وأكثر وحدة وأقل ضررًا، كتب التاريخ خذوا منها العبرة قبل أن يؤدبكم زمانكم فهي ليست لتسلية، اقرأوا التاريخ فهو علم يمنحكم فقه الحاضر وفهم المستقبل.
دكتور محمد عبد الجواد البطة،


القراءة، كتب التاريخ،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اشاطرك الرأي لا يوجد شيء اكثر متعه من قراءه الكتب.. على الرغم من أن البعض قد استعاض عن الكتاب بالتكنلوجيا الحديثه المتمثله بالشبكه العنكبوتية لكثره المعلومات الموجوده فيها ولسهوله الوصول إلى تلك المعلومات.. لكن قراءه كتاب متعه وسلام نفسي لا يعرفه الكثيرون


موضوع مميز ، ونصيحة يسندها مخالطة بالرجال،ووعي بالتاريخ، وبركة من أثر العلماء، فهنيئا لنا جميعا يا ابن الأرض المباركة ، لكن ياستاذ محمد، أطالع منذ أربعة عقود وما توقفت يوما عن مطالعة ، ولم يكن لنا موجه، واعتقد من خلال تجربتي أن أفضل السبل للمطالعة أن تتحول إلى مشروع كتابة بأمرين اثنين: بتلخيص ما طالعت في كراسات مستقلة بأسلوبنا، الثاني: أن تكتب بلغة المشاريع وكأنك تكتب بحثا .ماريكم أستاذي تحياتي