مدونة عبدالحكيم الأنيس


المنتقيات من ظهور المخطوطات (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


04/01/2023 القراءات: 964  


ورأيتُ في مخطوطٍ -لم أجد الآن اسمَه- في دار المخطوطات في بغداد:
قال كاتب "التنقيح":
ووجدتُّ بخطه أيضًا -رحمه الله تعالى- ما صورتُه:
قال شيخُنا الحافظُ ابنُ المحب: رأيتُ بخط الحافظ أبي الحجّاج المزي:
مليحةٌ أحسنُ مِنْ حليها ... والحلي فيه الدرُّ والجوهرْ
وريحُها أطيبُ مِنْ طيبِها ... والطيبُ فيه المسكُ والعنبرْ
زاد المزي بيتًا ثالثًا فقال:
ودينُها أشرفُ مِنْ ذا وذا ... والدينُ فيه الفخرُ والمفخرْ... إلخ
***
وجاء على ظهر "موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب" للشيخ خالد الأزهري، بيتان للأديب الشاعر عبدالباقي العُمَري (ت: 1278) هما:
إني وحقِّ منزل الكُتْبِ ... مِنْ شغفي في الكتبِ لا التربِ
أودُّ بعد الموت دفني بما ... يعلو على كُتْبي من التربِ
نقلهما الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف في "الآثار الخطية في المكتبة القادرية" (3/297).
***
ورأيتُ على ظهر "الموشح على كافية ابن الحاجب" للخبيصي - وهو مخطوط عند الصديق الدكتور عمر حمدان الكبيسي، اشتراه في صنعاء-:
قبَحَ الإلهُ مفرِّقًا ... بين الصحابةِ والقرابهْ
مَن كان هذا دينه ... فهُوَ الشقيُّ بلا استرابهْ
***
ورأيتُ في صنعاء مجموعًا مخطوطًا عند الشيخ الدكتور إسماعيل كاظم العيساوي استعاره من أخٍ يمني فيه رسائل متعددة، منها: "تحذير الثقات عن ترك الصلوات، وإخراجها عن الأوقات" للشيخ محمد بن حسن بن فرج (من أهل القرن الثالث عشر). وعلى ظهر هذه الرسالة، هذه الأبيات:
إنما الدنيا بلاءٌ ... ليس في الدنيا ثبوتْ
إنما الدنيا كبيتٍ ... نسجته العنكبوتْ
اترك الدنيا ودعها ... واقنعنْ منها بقوتْ
ولقد يكفيك منها ... أيها الطالبُ قوتْ
ولعمري عن قريب ... كل مَن فيها يموتْ
***
ورأيتُ على "الجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة" للمختار بن بونه الجكني الموريتاني:
قال أبو حيّان:
إذا رمتَ العلومَ بغير شيخٍ ... ضللتَ عن الصراط المستقيمِ
وتلتبسُ الأمورُ عليك حتى ... تكون أضلَّ مِن توما الحكيمِ
وقال:
ألا إنَّ تسهيلَ الفوائد في النحو ... كتابٌ عزيزٌ كل نادرة يحوي
هل الكتبُ إلا أنجمٌ هو شمسُها ... سناهنَّ يمحى عنده أيما محوِ
***
وجاء على ظهر "الرياض الأنيقة" للسيوطي -نسخة الأزهرية -:
"للحافظ جلال الدين السيوطي قال: قلتُ اقتباسًا:
إذا كان عند المرء منا أمانةٌ ... وهمَّ بجهلٍ أنْ يخاونَ صحبَهُ
فلا يتبع النفسَ الخبيثةَ وليُعدْ ... أمانته، وليتقِ اللهَ ربَّهُ
***
وجاء على ظهر "تاريخ المدينة المنورة" لقطب الدين النهروالي (ت: 988) -نسخة رضا رامبور بالهند المكتوبة سنة (1008)-:
الكريم: الذي لا يأكلُ، ويعطي.
السخي: الذي يأكلُ، ويعطي.
البخيل: يأكلُ، ولا يعطي.
اللئيم: الذي لا يأكلُ، ولا يعطي.
***
ورأيتُ على ظهر "مطلع البدرين فيمَنْ يُؤتى أجرين" للسيوطي -نسخة الظاهرية المصورة في مركز جمعة الماجد برقم (1685)-:
"وإذا حضرتَ لدى الرجالِ وأشرقتْ ... في جَـوِّ باطنك المعاني الشُرَّدُ
فاحذرْ مناظرةَ الجهول فإنّما ... تغتاظُ أنت ويَستفيدُ ويَحردُ" .
***
وجاء على ظهر الثالث من "تفسير القرآن" لابن فورك:
هذا كتابٌ نفيسٌ ... لكشفِ همّي ادخرتُه
وقد حلفتُ [بالله] ... صادقًا لا أعرتُه
إلا برهنٍ و[إلا ... لـ] صاحبٍ قد عرفتُه
فمَنْ أرادَ كتابي ... [فليرضَ ما قد] شرطتُه
***
ورأيتُ على ظهر "عوارف المعارف" للسُّهروردي نسخة تريم في اليمن، مؤرخة بـسنة (1052):
وإذا الفتى للهِ أخلصَ سرَّه ... فعليهِ منه رداءُ طيبٍ يظهرُ
وإذا الفتى جعلَ الإلهَ مرادَهُ ... فلذكرهِ عَرْفٌ ذكيٌّ يُنشَرُ
قلتُ: والإشارة هنا إلى حديث: مَن كانت سريرته صالحة نشر اللهُ عليه رداء منها يُعرف به، وهو من أحاديث القضاعي. انظر: مسامرة الصديق (ص: 37).
***
وجاء على ظهر "عيون الأسولة وفنون الأجوبة" لأبي القاسم عبدالكريم القشيري في آخر "الآداب والأحكام المتعلقة بالحمّام" لابن كثير:
صبرتُ على مُرِّ الأمور كراهةً ... وأيقنتُ في ذاك الصوابَ من الأمر
إذا كنتَ لا تدري ولم تكُ سائلًا ... عن العلم مَن يدري جهلتَ ولا تدري
***
وجاء على ظهر "الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمّام" لابن كثير -نسخة مخطوطة في المكتبة المركزية بجامعة الملك سعود-:
للأديب ابن الوردي كما في "نفح الطيب" للمقري:
وما أشبهَ الحمّامَ بالموت لا مرىءٍ ... تذكَّرَ لكنْ أين مَن يتذكرُ؟
تجرَّدَ عن أهلٍ ومالٍ وملبسٍ ... [ويصحبُهُ] مِنْ كلِّ ذلك مئزرُ
قلتُ: البيتان في نفح الطيب (3/314) ط دار الكتب العلمية، والنصُّ فيه: قول ابن الوردي فيما أظنُّ. وعزاهما المحققان إلى "مطالع البدور" (2/13).
***
ورأيتُ على ظهر "مختار لقط المنافع في الطب" لابن الجوزي -مصور في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، رقم المصور (3949)-:
وأكرمُ نفسي عن أمورٍ كثيرةٍ ... ألا إنَّ إكرامَ النفوسِ من العقلِ
وألزمُها عزَّ القنوع تعظُّمًا ... لها أنْ تُرى في موقفِ الحرصِ والذُّلِّ
***
ورأيتُ على ظهر "المُنتخب في النوب" لابن الجوزي -نسخة شستربتي المصورة في مركز جمعة الماجد-:
أهوى رشأ عرَّضني للبلوى ... ما عنهُ لمهجةِ المُعنَّى سلوى
كم جئتُ لأشتكي فمذ أبصرَني ... مِن لذةِ قربهِ نسيتُ الشكوى
***
ورأيتُ على ظهر ورقة وباطنِها قبل "سوابغ النوابغ" لرضي الدين محمد ابن الحنبلي -نسخة شستربتي المصورة في مركز الماجد، رقم المصورة (774)-:
لبعضهم :
أقضى عليَّ منَ الأجلْ ... عذلُ العذول إذا عذلْ
وأشدُّ مِنْ عذلِ العذول ... صدودُ إلْفٍ قد وصلْ
وأشدُّ مِنْ هذا وذا ... طلبُ النوالِ من السفلْ


ظهور المخطوطات. منتقيات. فوائد.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


منتقياتٌ جميلةٌ ومفيدة فعلاً


جزاكم الله خيرا