مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


آدابِ ومواعِظ ونصائِح وأخْلاق فاضِلة (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


02/12/2022 القراءات: 297  


الأدب الثالِث : يعود أكْل الْخبْزِ مِنْ غيْرِ الإِدامِ فِي بعْضِ الأوْقاتِ
حتى يصِير بِحيْث لا يرى الإِدام حتْما واجِبا لأنه ربما فقده .
ويقبح عِنْده كثْرة الأكْلِ بِأنْ يشبه منْ يكْثِر الأكْل بِالْبهائِمِ .
ويذم الصبِي الذِي يكْثِر الأكْل عِنْده ويمْدح الصبِي الْقلِيل الأكْلِ حتى يقْتدِي بِذلِك لِئلا يصِير شرها لا يهمه إلا بطْنه .
الأدب الرابِع : يحبب إِليْهِ الإِيثار بالطعامِ وقِلةِ الْمبالاةِ ، ويمْدح عِنْده الطعامِ الذِي فِيهِ خشونة أي طعام كان بِحيْث لا يكون مولعا بِالطعامِ اللينِ فيصْعب عليْهِ مفارقته .
الأدب الْخامِس : يسْتحب أنْ يكون لِباسه مِن الثيابِ الْبِيضِ دون الثيابِ الْملونةِ بِالصباغاتِ الْمزغْفرةِ والمعصفرة وأنْواعِ الديباجِ والأبريسمِ .
ويقرر عِنْده أن ذلِك إِنما هو مِنْ لِباسِ النسْوانِ والرجالِ الذِينِ لا خيْر فِيهِمْ ولا دِين لهمْ وأن الرجال يستنكفون عن ذلك .
الأدب السادِس : أنه مهْما رأى على صبي ثوْبا مِنْ دِيباج أوْ حرِير أوْ أبريسم فينبغي أن ينْكر عليْهِ فيذم على لبْسِهِ ويزال عنْه بِكل حال ولا يغْتفر له ذلِك ويذم .
الأدب السابِع : ينْبغِي أنْ يحْفظ الصبِي عنْ الصبيان الذين عِودوا التنعم والترفه ولبس الثيابِ الفاخِرةِ وعنْ مخالطةِ منْ يرْغب فيما ذكرناه .
فإِن الصبِي إِذا أهْمِل فِي أولِ النشْأة خرج فِي الأغْلبِ ردِي الأخْلاقِ كذابا حسودا سروقا نماما لجوجا ذا فضول ومجون ، وإِنما يحْفظ عنْ ذلِك كلهِ بِحسْنِ الأدبِ .
الأدب الثامِن : ثم إِنه يسْتحب أنْ يشْغل في المكتب يتعلم القرآن وتفْسِيره وأحاديث الرسول  والفقه ويحرص على حفظ القرْآن عن ظهر قلب وكذلك الأحاديث الصحيحة كالعمدة وكذلك مختصر المقنع أو دليل الطالب لأن الحفظ هو العلم فمن لم يحفظ لا يقدر على اسْتِخْراجِ المسائل غالبا . والله أعلم .

ويعْتمِد في حفظ المواعظ الحسنة وأخبار الأبرار وحكاية أهل الصلاح في الزهدِ في الدنْيا وحسْنِ الرياضةِ لِلنفْسِ فينْغرِس في قلبِهِ حب الصالِحِين والإِقتداء بهم . قلْت : ويحذر عن كتبِ المعتزلة والرافضة وجميع أهل البدع .
الأدب التاسِع : ينْبغِي أنْ يحْفظ عن الأشعارِ التي فيها ذكر الهجاء والعشاق ويحْفظ عن مخالطةِ من هذه حاله في إتباعِ الهوى فإِن ذاك مهْما انْغرس فِي قلوبِ الصبيان فإنه يبْذر الْفساد في النفوس .
الأدب العاشر : أنْ يعود كتابة الْخط وحِفْظ الأمثال الشعرية والأشعار الزهدية فإن ذلك صفة كمال وزينة ، وقد قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : عليكم بِحسْنِ الخطِ فإِنه مِنْ مفاتيح الرزق .
الأدب الْحادِي عشر : إِذا ظهر مِنْ جِهةِ الصبي فِعْل جمِيل وخلق حسن فينْبغِي أنْ يكْرم عليْهِ ويجازى بِما يفْرح بِهِ ويمْدح بيْن أظْهر الناسِ .
فإن خالف ذلِك في بعض الأحوالِ مرة واحدة فينْبغِي أنْ يتغافل عنه ولا يهْتك سِتْره في ملأ مِن الْخلقِ ولا يكاشف في وْجِهِه ويظْهر له أن مِثْل هذا لا يتجاسر عليْهِ أحد لاسِيما إِذا ستره الصبِي وأخْفاه .
الأدب الثانِي عشر : أنه إِنْ عاد إلى ذلك فينْبغِي أن يعاتب سرا ويعظم عليه الأمر ويقال له إِياك أنْ يطلع عليْك فِي مِثْلِ هذا فتفْتضِح بيْن الناسِ .
ولا يكْثر عليْهِ الْعِتاب فِي كل حِين فإِن ذلِك يهون سماع الملامةِ فِي حقهِ ويسْقط وقْع الكلام في قلْبِهِ .
الأدب الثالِث عشر : أن يكون الأب حافِظا لِهيْبةِ الْكلامِ معه ولا يوبخه إِلا أحْيانا ، والأم تخوفه بِالأبِ وتزْجره عن الْقبائِحِ وتظْهِر له الْوعِيد بِشِدةِ الأب وخوْفِهِ مِنْه .
الأم مدْرسة إِذا أعْددْتها أعْددْت شعْبا طيب الأعْراقِ
الأم روْض إِنْ تعْهده الْحيا بِالدينِ أوْرق أيما إِيراقِ الأدب الرابِع عشر : ينْبغِي أنْ يمْنع مِن النوْمِ نهارا فإِن ذلِك يورِث الْكسل فِي حقهِ ولا يمْنع مِن النوْمِ ليْلا لأن منعه مِن النوْمِ فِي الليْلِ يورِث الْملالة والتسخن ويضْعِف عنْ مكابدةِ النوْمِ وشِدةِ النعاسِ .
الأدب الْخامِس عشر : ينْبغِي أنْ يمْنع مِن اسْتِعْمالِ الْفرشِ الْوطِيةِ حتى تتصلب أعْضاؤه ويسْتخِف بدنه فلا يصْبِر عن التنعمِ .
بلْ يعود الْخشونةِ فِي الْملْبسِ والْمفْرشِ والْمطْعمِ والْمشْربِ . فقدْ قال رسول اللهِ  : (( إِياكمْ وفضول الْمطْعمِ فإِنه يسِم الْقلْب بِالْقسْوةِ )) .
الأدب السادِس عشر : ينْبغِي أنْ يمْنع مِن كل ما يفْعله في خفْية فإِنه لا يخْفِيهِ إِلا وهو يعْتقِد أن قبِيح فيدْعو ذلِك إلى أنه يتعود فِعْل كل قبِيح .
الأدب السابِع عشر : ينْبغِي أنْ يعود فِي بعْضِ النهارِ الْمشْي فِي الْحركةِ والرياضةِ حتى لا يغْلِب عليه الكسل ويتعود الميل إليه .
وإِنْ كان مِمنْ يعْتاد الرمْي ويحِبه فلا بأْس بِشغْلِهِ ، وهكذا الْحال فِي ركوبِ الْخيْلِ فقدْ قال  : (( ثلاثة لا تعد مِن اللهْوِ ، لهْو الإِنْسانِ بِفرسِهِ ولهْوه بِقوسِهِ ولهْوه بِأهْلِهِ )) .
الأدب الثامِن عشر : ينْبغِي أنْ يعود أنْ لا يكْشِف أطْرافه ولا يسْرِع فِي الْمشْيِ ولا يرْخِي يديْهِ يحركهما وراءه فِعْل الْمتبخْتِرِ .
فقدْ نهى رسول اللهِ  عنْ هذِه الْمشْيةِ ، وهكذا حال التمططِ عِنْد الْمشي مكْروه أيْضا وقدْ نهى عنْه .
الأدب التاسِع عشر : ينْبغِي أنْ يمْنع مِن الافْتخارِ على أقْرانِهِ وأمْثالِهِ بِشيْء مِما يمْلِكه أبواه أوْ بِشيْء مِنْ مطاعِمِهِ وملابِسِهِ ونحْو ذلِك ويعود التواضع والإِكْرامِ لِكل منْ عاشره مِن الصبْيانِ ويلطف فِي الْكلامِ معهمْ .

يتبع إن شاء الله


آدابِ ومواعِظ ونصائِح وأخْلاق فاضِلة(1 )


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع