مدونة مريم فيلالي


ظاهرة التسول بين الفاقة والحاجة وبين ابراز العنف والابتزاز العاطفي

مريم فيلالي | meriem filali


06/11/2020 القراءات: 2275  


*مما يشهد في الآونة الأخيرة انتشار التسول بكثرة ، (يطرقون أبواب البيوت، على مقارع الطريق، أو المساجد أو المدارس...الالكتروني) ، وللأسف من مختلف الفئات العمرية (6-12-20-40-60)، وحتى من الجنسين (ذكور واناث)، من الغريب أن تجد شبابا في كامل طاقتهم ويتسولون عادي وكأنه أمر طبيعي مع أنه أمر مخزي حين تجد هؤلاء في كامل لياقتهم البدنية ويتسولون والتسول مازال على الطريقة التقليدية وبرز على السوشل ميديا كذلك بكثرة اما بالاعلانات واظهار مظاهر المعيشة او بغيرها من الطرق .
*كان الصفة فقراء في العهد النبوي لكن لم يتسول أحدهم بل كان مجلسهم بآخر المسجد لا يستعطفون الناس ولا يستغلون فاقتهم وكانوا من أوائل صفوف المصلين والمجاهدين .
*إذا أردنا ارجاع التسول الى عدم الحصول على الوظيفة بسبب المناصب والمستوى التعليمي، هناك مئات الطرق عوضا عن التسول يبقى التسول آخرها لكنه اسرع الطرق لتحصيل المال مما يجعله اول طرق تجميع المال.
*بخصوص الاناث والنساء باعمار متوسطة وصغيرة قضية التسول في حقهم مؤسفة، من الأسباب عدم توفر مستوى تعليمي مناسب بسبب مغادرة المدارس والزواج المبكر أو بسبب تقليد الأقران والاعتقاد بعدم أهمية التعليم للإناث ، عدم تحديد النسل وفاة الزوج دون سقف مادي متروك... هنا يلام حقيقة المجتمع والوالدين خصوصا لأن التعليم ليس الهدف منه فقط المنصب والراتب كذلك الانشغال بالتعليم كفيل بانشاء الوعي والالتزام بالطريق المستقيم والابتعاد عن حياة اللهو ومساقطها كذلك مسألة الزواج المبكر دون مستوى تعليمي ثم يحدث الطلاق ورفض المجتمع اللاحق لها ، ينبغي الاعتبار ان التعليم الديني والدنيوي ضروري للاناث لو لم يكن كذلك لما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على نساء الأنصار ورغبتهن في تحصيل العلم الشرعي. الفكر المجتمعي مازال يحاصر المرأة بطريقة فوضويوية لا يدعها تحصل الوعي الذي يكفل لها كرامتها ويسهل سبل الاهانة ولا يحاول اصلاحه.
*قلت في العنوان ابراز العنف فعلا ، فئة كبيرة من المتسولين اذا رفض المارة منحهم يصبحون يلاحقون ويضيقون الخناق عليهم وللاسف هناك من يدعمهم ويستنكر على المارين رفض التجاوب معهم كذلك العنف والتهديد الالكتروني لاجبار الناس على منح المال هو نوع حديث من التسول والاحتيال ولأن شرطة الجرائم الالكترونية غير متواجدة ولا يظهر دورها فهاته الظواهر في ازدياد.
*ما يمكن الحديث عنه هو تناول القضايا الاجتماعية بطريقة آلية وجامدة وحتى وان تناولت من قلب الواقع انحصار معالجة هاته القضايا في المراكز والجامعات دون مشاركة بقية الفئات لا جدوى منه هو تكديس لا غير من يتحدث عن التسول، البطالة، الفقر.. في مكان نظيف مضبط الحرارة و من يحتاج لتعديل السلوك والفكر لا يشارك ولا ينتفع بتلك المحاضرات والمناظرات يحتاج الوعي للمشاركة ويحتاج ان تقتنع تلك الفئات بان منهجها يحتاج تعادة هيكلة ويحتاج المسؤولون للتنظيم الفعلي للمجتمع . هؤلاء الافراد ان لقوا دعما باللين او قوة للانضباط سيتم تعديلهم . في الدول الغربية توفير العمل وتجريم التسول ما يجعل الحياة جاذبة ومحفزة للهجرة ناهيك عن توفير مناصب للمهاجرين وبلد عربي واحد عاجز عن توفير مناصب لسكانها، هي ليست قضية مناصب هي قضية الرغبة في البقاء في العيش بفوضى وعدم جدية في الاصلاح وهاته الظاهرة يمكن تعميمها على البلدان العربية ليس كلها لكن هو منهجها.


التسول/الفاقة/الابتزاز


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع