رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (113)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
30/12/2023 القراءات: 499
أين التخصص؟
الكلُّ في هذي الديارِ مدرّسٌ ... والكلُّ فيها شاعرٌ وأديبُ
والكلُّ إنْ شئتَ البناﺀَ مهندسٌ ... والكلُّ إنْ شئتَ الدواﺀَ طبيبُ
والكلُّ في علمِ الحديثِ مُحَدِّثٌ ... والكلُّ في علمِ الكلامِ خطيبُ
والكلُّ قدْ درسَ الحقوقَ وعلمَها ... والكلُّ في علمِ القضاﺀِ رهيبُ
والفقهُ عندَ الناسِ أمرٌ هيّنٌ ... فالكلّ يفتي دائمًا ويصيبُ
ما عادَ في هذي الديارِ تخصّصٌ ... هذا لعمري مُخْجِلٌ ومُعِيبُ
لو كلّنا عَلِمَ الحدودَ لعقلهِ ... ما عاثَ فينا جاهلٌ وكذوبُ
نشرها الشيخ حسان بن ثابت الديري - دبي.
***
الرجوع إلى الحق:
• لقد عشتُ على هذه الأرض زمانًا طويلًا.
• واعتقدتُّ منذ عقلتُ آراء كثيرة.
• ثم تبيَّن لي أن الحق في خلافها، فرجعتُ عنها جملة، ولم أبال بما كنتُ أرى.
جمهرة المقالات: محمود شاكر (1/ 582).
نشرها وليد الحلبوسي - العراق.
***
من صيغ التّملكات:
(التحذير من إعارة الكتب:
مضى معنا في سلسلة تملكات المخطوطات السَّنوات الماضية صيغٌ كثيرة للتَّملكات، الجانب الأكبر فيها دعوات وابتهالات، وتضرعات وافتقارات، ومن الصَّيغ التي لم أجد لها الكثير من النَّظائر: هذه الصِّيغة التي فيها تألُّمٌ من إعارة الكتب، ودعاء لمن لا يستعير الكتب، قال المُقَيِّد:
"من إحسانه تعالى إلى العبد الفقير مصطفى بن عثمان عُفي عنهما. معه ختم المالك نُقِشَ فيه: مصطفى في إطار ثمانيّ مزدوج، وفوق الاسم وتحته زخرفة نباتية.
إعارة الكتاب: أشدُّ العذاب
رحم الله امرءًا لا يستعيرُه منَّا.
المصدر: الغازي: 3634".
ضياء الدين جعرير/ الجزائر).
***
اقتراح:
(ليتكم تعقدون دروسًا تتضمن شرح أسماء الله الحسنى للإمام ابن برجان، الذي بتوفيق من الله قرأتُه مع تلميذ لي كله، والذي تميّز بتخصيص جزء من الشرح لكل اسم، وهو التعبُّد لله به، وأرى الناس بأمسّ الحاجة إلى معرفة معاني الأسماء الحسنى).
أ.د. سعدي الهاشمي.
***
العلامة المدرّس والفتوى:
(مِن لطائف ما يُذكر لفضيلة العلامة الشيخ عبدالكريم المدرس أنه كان يُعطي الدروس في غرفته في المدرسة القادرية (جامع الشيخ عبدالقادر الجيلاني)، وكنا نتبرك بزيارته بين الفينة والفينة، نأتيه من الرمادي لنكحل عيوننا ونشنف أسماعنا لمدة دقائق عنده.
وكان من طبيعته أنه يأتيه المستفتي في أي مسالة فيجيبه، وبما أنه شافعي المذهب كان لا يفتي إلا على مذهبه، لكن بعض المشاكل الفقهية تحتاج إلى أن يتم الفتوى فيها على مذهب آخر تحقيقًا لمصلحة المستفتي (السائل)، خصوصًا في قضايا الطلاق، والقضايا التجارية، فكان يشفق على السائل لأنه لا يرى لها مخرجًا عند الشافعية، فكان يقول للسائل: "روح يا ابني إلى عبدالملك السعدي في الرمادي وهو يفتيك". وذلك لعلمه أن الشيخ عبدالملك سيجد له مخرجًا عند غير الشافعية، أما هو فلا يريد أن يفتي إلا على مذهبه. والله ولي التوفيق.
عبدالحكيم السعدي
٢٧/ ١٢/ ٢٠٢٣م).
***
ابقَ في مسجدك:
(في ذكرى وفاة علامة العراق الشيخ عبد الكريم بيارة المدرس رحمه الله تعالى أقول: كنت أزور الشيخ بين الحين والآخر مع والدي الذي كان قارئًا للقرآن الكريم في محفل الحضرة القادرية -رحمه الله تعالى-، وكذلك كنت أزوره مع الشيخ الدكتور عبدالمجيد الحمداني حفظه الله تعالى، وأسمع وأرى كثرة مَن يزرونه، وهنا أودُّ أنْ أذكر مسألة بحقه فأقول: في بداية التسعينات من القرن الماضي زرتُ الشيخ العلامة عبدالكريم مع ثلة من العلماء والمشايخ في داره الواقعة في حي الأمانة ببغداد. وتحدث العلماء عن كراماته، وكيف أنه يجيب السائلَ قبل أن يسأله فسكتُّ ولم أعلق، وكنتُ حينها شابًّا.
وفي اليوم الثاني طلبَ مني أحدُ الأساتذة الكرام أنْ آخذه إلى بيت الشيخ بيارة، وفي الطريق قال لي الأستاذ: في نيتي السفر خارج العراق، وترك المسجد؛ لأني تعبتُ جدًّا. وانتهى كلامُه حال وصولنا إلى بيت الشيخ عبدالكريم، ونزلنا عنده ورحب بنا وعرف الأستاذَ الذي معي، وبقيا يتكلمان وأنا أسمع، ثم استأذن من الشيخ بيارة بالمغادرة، فأمسك الشيخ بيارة يدَه وقال له: ابني لا تسافرْ، وابقَ في مسجدك. ثم خرجنا.
وحقيقة أقولُها بأن الأستاذ لم يسأل الشيخ عن نية سفره ولم يستشره، لكنها كرامة تُحسب لهذا الرجل الصادق المخلص بإذن الله تعالى. أسأل الله تعالى أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
كتبه العبد الفقير الى الله أ د صلاح الدين محمد النعيمي .
١٠ من المحرم سنة 1442 = 29 من آب سنة 2020م).
***
الماء إلى البحر:
(قرأتُ في رسالة المستشرق الفرنسي جورج كولان إلى السيد الإمام محمد عبدالحي الكتاني: "اعلموا أنه أثناء سياحتي الأخيرة إلى مراكش عثرتُ على نسخة خطية من طبقات السبكي الوسطى، ومِن طبيعة الماء جريانُه إلى البحر، فها أنا اليوم أبعث بها إلى جنابكم".
فأعجبني قولُه، والحكمة ضالة المؤمن، وطابق حاله حالي في ما أتطفلُ ببعثه إلى الجناب السعيد أبقاه الله.
خالد السباعي – طنجة).
***
نظم لغات الأضحية مع جموعها:
(قال ابن فارس رحمه الله في مقاييس اللغة: "والضحية معروفة، وهي الأضحية. قال الأصمعي: فيها أربع لغات: أُضحية وإِضحية، والجمع: أضاحي، وضَحِيّة، والجمع: ضحايا، وأضحاةٌ، وجمعها: أضحى". اه.
والأضحاة وأضحى، كالأرطاة وأرطى.
وكنت نظمتها قديمًا، فقلتُ:
أُضْحِيَّةٌ إِضْحِيَّةٌ أَضْحاةُ... ضَـحِـيَّـةٌ أربـعـةٌ لُـغـاتُ
فالأُولَيانِ اجْمَعْ على أَضاحي... أَضْحى ضَحايا رُتِّبَتْ يا صاحِ
وحين قرأت اليوم المقال (رؤوس أقلام 105)، وما نقل فيه من ثلاث لغات أخر، زدتُّها في هذا البيت، وبالله التوفيق:
ضِحِيَّةٌ زادوا كذا الإِضْحاةُ... وخَفَّفَ الأُضْحِيَّةَ الثِّقُاتُ
أمين السعدي الجزائري، كان الله له في الدارين).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة