مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(23)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


01/04/2023 القراءات: 345  


فصل في مشروع صلاة الوتر ، وحكمها .
ووقت صلاة الوتر .
والقراءة المستحبة فيها .
وعدد ركعاتها .
ودعاء القنوت في الوتر .
1- مشروعية صلاة الوتر ، وحكمها :
الوتر سنة مؤكدة لمداومته  عليه في حضره وفي سفر ، ولما ورد عن
علي - رضي الله عنه - قال : ( ليس الوتر بحتم كهيئة المكتوبة ، ولكن سنة سنها رسول الله  ) رواه الترمذي ، والنسائي وحسنه ، والحاكم وصححه ، ورواه ابن ماجة ) ولفظه : إن الوتر ليس بحتم ولا كصلاتكم ، ولكن رسول الله  أوتر ، فقال : « يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر » .
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله  قام شهر رمضان ، ثم انتظروه من القابلة فلم يخرج وقال : « خشيت أن يكتب عليكم الوتر » . رواه ابن حبان .
وعن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر على بعيره . رواه الجماعة .
2- وقت صلاة الوتر :
ووقت الوتر بعد صلاة العشاء وسنتها لما روى خاجة بن حذافة قال : خرج علينا رسول الله  ذات غداة ، فقال : « لقد أكرمكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النعم » ، قلنا : وما هي يا رسول الله ؟ قال : « الوتر فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر » . رواه الخمسة إلا النسائي. وروى أبو بصرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله زادكم صلاة فصلوها ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح ، الوتر » . رواه الإمام أحمد . ولحديث أبي سعيد مرفوعا : « أوتروا قبل أن تصبحوا » . رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : « فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة » . متفق عليه .
والأفضل فعله سحرا ، لقول عائشة : من كل الليل قد أوتر رسول
الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره إلى السحر . متفق عليه .
ومن كان له تهجد جعل الوتر بعده ، ومن خشي أن لا يقوم ، أوتر قبل أن ينام ، لما ورد عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل » . رواه مسلم .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » . متفق عليه .
وإن أحب من له تهجد متابعة الإمام في وتره قام إذا سلم الإمام وأتى بركعة بعد الوتر شفع بها ركعة الوتر . ثم إذا تهجد أوتر فينال فضيلة متابعة الإمام حتى ينصرف ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة » . صححه الترمذي . وينال فضيلة جعل وتره آخر صلاته لحديث : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » . متفق عليه . ويقضيه مع شفعه إذا فات وقته لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أو ذكره » . رواه أبو داود .
ولا يصح الوتر قبل صلاة العشاء لعدم دخول وقته ، وأقل الوتر ركعة ، ولا يكره الإتيان بها مفردة ولو بلا عذر من سفر أو مرض ونحوهما لما ورد عن ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهما - أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « الوتر ركعة من آخر الليل » . رواه أحمد ، ومسلم .
وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الوتر حق ، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل » . رواه الخمسة إلا الترمذي .
وثبت عن عشرة من الصحابة أن الوتر ركعة منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعائشة رضي الله عنهم - وهو مذهب جمهور أهل العلم : مالك ، والشافعي وغيرهم - رحمهم الله تعالى .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ما بين صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ، ويوتر بواحدة ) .
وفي لفظ : كان صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة ويوتر بواحدة . وأدنى الكمال في الوتر ثلاث ركعات بسلامين ، لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « افصل بين الواحدة والثنتين بالتسليم » . رواه الأثرم .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان يسلم بين الركعتين والركعة بالتسليم في الوتر ، حتى أنه كان يأمر ببعض حاجته . رواه البخاري .
ويجوز سرد الثلاث بسلام واحد ، فلا يجلس إلا في آخرهن ، وتجوز كمغرب . ومن أدرك مع الإمام ركعة من الثلاث فإن كان الإمام يسلم من كل اثنتين أجزأ لأن أقل الوتر ركعة ، وإن لم يكن الإمام يسلم من كل اثنتين قضى ، لحديث : « ما أدركتموه فصلوا ، وما فاتكم فاقضوا » . ولأن القضاء يحكي الأداء .
اللهم وفقنا لتدبر كتابك وإطالة التأمل فيه وجمع الفكر على معاني آياته اللهم ثبت قواعد الإيمان في قلوبنا وشيد فيها بنيانه ووطد فيها أركانه وألهمنا ذكرك وشكرك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
( فصل ) : ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى : ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ ، وفي الثانية : ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ ، وفي الثالثة : ﴿ قل هو الله أحد ﴾ لحديث عائشة : ( كان النبي  يوتر بثلاث لا يفصل فيهن ) . رواه أحمد ، والنسائي .
وعن أبى بن كعب - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ ( سبح اسم ربك الأعلى ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ) . رواه أبو داود ، والنسائي ، وزاد : ولا يسلم إلا في آخرهن ، ولأبي داود ، والترمذي عن عائشة نحوه ، وفيه كل سورة في ركعة ، وفي الأخيرة : ﴿ قل هو الله أحد ﴾ والمعوذتين .
والسنة لمن أوتر بما زاد على ركعة أن يسلم من كل ركعتين لما روى ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع والوتر ، ويسن فعل الركعة عقب الشفع بلا تأخير لها عنه ، وإن صلى الإحدى عشرة كلها بسلام واحد بأن سرد عشرا وتشهد
التشهد الأول ، ثم قام فأتى بالركعة جاز ،


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(23)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع