مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


الوباء في مصر قديما كان سببه الظروف الاقتصادية وجفاف النيل

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


08/04/2020 القراءات: 4700  


قبل عهد المحن وتحديدا في نهاية القرن السادس الهجري، في 598 هجريا، جاءت إحدى الأزمات وظهر الوباء الأعظم كما كان يسمى حينها، وذكر تفاصيله عبداللطيف البغدادى في كتاب الإفادة والاعتبار، وكان بيتكلم عن عدد القتلى حينها"، ويتابع قائلا إنه في منتصف القرن الثامن الهجري، جاء ما يعرف بالوباء الأسود، واستمر لما يقرب من 15 سنة، وحينها فقدت دول حوض البحر الأبيض المتوسط ما يقرب من ثلث سكانها.إن مصر تعد بيئة فيضية تعتمد على نهر النيل، وهذا يعد أحد أسباب الأوبئة وذلك لأنه عندما كان يقل الفيض، دائما ما كانت تظهر الأمراض والأوبئة، إلى جانب ارتباط تلك الأزمات بالأوضاع الاقتصادية، حيث يعد العامل الاقتصادي أحد أهم عوامل انتشار الأوبئة، هذا عن العامل الداخلي وأما العامل الخارجي في نقل الأوبئة وانتشارها فيتمثل في السفن التي تأتي من بعض الدول التي تنتشر بها الأمراض حيث كانت تحمل مأكولات تشتم رائحتها الفئران وعند اقتراب السفينة من الشاطئ تقفز إليه وتنتشر حاملة الأمراض، مشيرا إلى أنه كان هناك نظام حجر صحي يسمى "كارنتينه" وكان لزاما على أي أجنبي يدخل إلى مصر أن يمكث في هذا الحجر لمدة 30 يوما وربما يصل الأمر إلى 40 يوما، ويطبق هذا الإجراء أيضا على المصريين القادمين من الخارج.إن الأوبئة ظلت تنهش في الجسد المصري حتى تطوير أساليب الري وعدم ترك النيل يتحكم في الأمور، بعدما تم إنشاء القناطر الخيرية إلى جانب بناء السد العالي فمن هنا لم تتعرض مصر لمجاعات نتيجة نقص المياه، ومن ثم قلت الأوبئة في الظهور، وكان انتشار الوباء يقتصر فقط على القادمين من دول أوروبا أو غيرها عبر السفن: "كان لما يظهر مرض في دولة ممكن يوصل لينا بعدها بشهور عكس اليومين دول بيوصل سريعا بسبب الطيران"، ويؤكد "الدالي" أن القرن السابع عشر يعد أكثر القرون التي انتشرت فيها الأوبئة في مصر، حيث حصدت الأوبئة أرواح مئات الآلاف من المصريين، وفي تلك الأثناء لم يكن هناك جهاز تعبئة وإحصاء يمكنه الكشف الدقيق عن عدد الموتى: "بعض المؤرخين، ذكروا في كتبهم إن عدد الموتى كان زايد بشكل مخيف، لدرجة إن صلاة الجنازة كانت ممكن تكون على 5 أو 6 متوفين داخل مسجد واحد".


الوباء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع