مروان جوابرة


الخطاب البصري وأنواعه في مفهوم الصورة

مروان أحمد جوابرة | Marwan Ahmad Jawabreh


30/09/2023 القراءات: 674  


الخطاب البصري: يتألف مصطلح الخطاب البصري من مصطلحين: الخطاب والصورة، فالخطاب يمثل لغة يتم من خلالها الاتصال بالأخر اذ تصدر هذه اللغة من مرسل إلى مستقبل وعادة ما تكون بصيغة ألفاظ أو إشارة أو ايماءة أو حركة أو صوت بهدف المرسل من وراء هذه اللغة إلى اخبار وتبليغ المستقبل بشيء ما أو حدث ما أو بخبر ما، أما خطاب الصورة فهو الاتصال الحادث بين المرسل والمستقبل عبر وسيط مرئي بهدف تبليغه لرسائل تنطوي على مضمون معين فخطاب الصورة هو تبليغ الاخر برسائل معينة عبر الصور. إن كلمة الصورة المشتقة من الكلمة اللاتينية "Imago" مصدرها السيميولوجي "Imatari"، التي تعني التماثل مع الواقع وبهذا يصبح معنى الصورة سيميولوجيا "كل تصوير يرتبط مباشرة بالمرجع الممثل بعلاقة التشابه المظهري أو بمعنى أوسع كل تقليد الرؤية في بعدين "رسم وصورة" أو في ثلاث أبعاد "نقش، فن، التماثل" وهي دعامة أو سند الاتصال البصري، تجسد مقتطفًا من المحيط المدرك "الواقع"، قابلة للدوام والاستمرار على مر الوقت، وتنقسم عمومًا إلى صور ثابتة ومتحركة. للخطاب البصري خصائص: أنه لا يقبل التقطيع المزدوج فهو عبارة عن وحدة شاملة، حيث أنه يؤسس أنظمة متعددة بعضها أيقوني خالصة لأن تمفصلاته لا تقع على الدال دون المدلول لتقاربهما على عكس الخطاب اللفظي. فإمكانية صنع الرموز وصياغة الدلالات وتجسيد القيم لما يحتويه من عناصر تعبيرية سواء تمثلت فيما هو شكلي، أو لوني، أو حجمي، أو جمالي. الاختصار والشمولية وهما صفتان في الخطاب البصري الذي يختصر عدة صفحات من الكتابة في خطاب واضح وشامل. حيث لا يستند الخطاب البصري في انتاج دلالته إلى عناصر أولية مالكة لمعاني سابقة، وانما يستند إلى تنظيم يستحضر السنن التي تحكم الأشياء في بنيتها الأصلية، وإن الخطاب البصري منفتح على عدة تأويلات وذلك باختلاف قدرات المدركين، ويستند إلى خاصية التعليل، والمماثلة والتشابه. أنواع الخطاب البصري: إن كل نوع من أنواع الخطاب البصري يعني بمجال معين حسب المضمون والمحتوى، غير أن جل الخطابات وإن تنوهت يبقى الخطاب البصري هو الوعاء الحاوي لها والحامل لقواعد التسنين والدلالة، فلكل مجتمع وسائله في ضبط أنواع الخطاب فيه كالقوانين الاجتماعية والفكرية السائدة في حقبة معينة، وعليه تنوعت الخطابات البصرية فيما يأتي: - الخطاب الإشهاري: يعد صناعة إعلامية وثقافية بأتم معنى الكلمة، فيحظى باهتمام كبير في مختلف المجتمعات وخصوصًا المتطورة منها، لما يتميز به من قدرة عالية على بلورة الرأي وتشكيل الوعي وفي التأثير على الثقافة وتوجيهها في أبعادها المختلفة الأخلاقية والفلسفية. - الخطاب الفني: ارتبط الخطاب الفني منذ ظهوره بالأعمال اليدوية ولم ينظر له كفن يملك جمالية إلا في اللحظة التي أصبح فيها نشاطًا ثقافيًا، حيث أنه عرف في بداياته الأولى كخطاب بسيط يحاول أن يماثل بين الحقيقة والواقع ولم يكون سوى وسيلة للتصوير، ومحاولة تقليد الطبيعة سواء بتشكيل بعض الايقونات أو بخط بعض الصور على الكهوف والمغارات، فالهاجس الأول الذي ربط الإنسان بالفن هو الخوف الدائم مما هو غيبي وسرعان ما تطورت وتيرة الحياة باكتشاف وسائل الاتصال من مطبعة وورق ووسائل اتصالية أخرى. - الخطاب الفوتوغرافي: هو عبارة عن علامة تمتلك بعض خصوصيات الموضوع الممثل في تحديده للأيقونة إذ إن هذا الخطاب يمتلك دلالة خاصة بامتزاجه مع الخطاب اللفظي الإعلامي فهدفه توصيل الرسالة من مرسل إلى متلقي، بأقل قدر من التحريف والتشويش الذي يقلل من مصداقيته إن أكتشف المتلقي ذلك، إذ أنه يخضع إلى ضوابط خمسة: من؟ ماذا؟ أين؟ متى؟ أين؟ - الخطاب الذهني: يعتبر نشاط ذهني باطني يقوم الفرد من خلاله بتخيل وتركيب وبناء مجموعة من الأفكار والتخيلات وسجها لتكون على شكل خطاب ذهني، يتميز بالأحادية في الإنتاج أو حتى في الإرسال. - الخطاب السينمائي: هو خطاب ابداعي فني ولغة خاصة توظف عدة عناصر لإنجازها "الكاميرا، سلم اللقطات، المؤثرات الخاصة.." والمونتاج الذي يعد عملية هامة في إنجاز هذا الخطاب ويتم بموجبه تركيب اللقطات لإنجاز جسم ذا معنى ودلالة "فيلم". - الخطاب الكاريكاتيري: هو نص سيميائي حسب السيميولوجيين الذي يتبنون فكرة أنه لا شيء خارج النص، وتعد الأشكال المحورة جزء لا يتجزأ منه، لها قدرة دلالية قادرة على بعث الفكرة في زمن قياسي مقارنة بالزمن الذي يستغرقه القارئ في إدراك اللغة، يتسم بالبساطة والتلقائية، وهو خطاب مفتوح للمتلقي بغض النظر عن مستواه الثقافي. 


الخطاب البصري


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع