مدونة هجيرة هاشم


تحدي التأليف في 24 ساعة تحدي لذاتك وظروفك انطلق

د. هجيرة هاشم | Dr. Hadjira Hachem


07/07/2023 القراءات: 587  


إنّ المصلحة في تأليف الكتاب مقتصر في قول الرّسول -عليه السّلام-: " إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له"،[٢]لذلك لا بدّ للكاتب أن يتعرّف على خطوات طريقة تأليف كتاب؛ ليكون كتابه ممّا يُنتفع به، وفيما يأتي خطوات التّأليف، لا بُدّ من وجود رغبة شديدة في الكتابة؛ لأنّ انعدام الرّغبة يعني انعدام المعرفة. أن يرجع الكاتب إلى جميع وسائل المعرفة لتتوسّع مداركه ممّا يعني سقي الكتاب بالمعلومات التي يحتاج إليها المُجتمع. أن يعرض الكاتب كتابه حال الانتهاء منه على من هو أعلم منه علمًا وخبرةً لتجنّب الأخطاء. أن يكون صادقًا فيما يعرضه في كتابه؛ بالتّحدُّث الجيّد والفقرات المُنسّقة والمنهجيّة المفهومة.
إنّ الكتابة هي وسيلة للتّنظيم وحفظ المعلومات من الضياع والنسيان، فأنت حين تحفظ في عقلك معلومة معيّنة قد تنساها بسبب انشغالك بأمور الحياة، بينما إذا قمت بكتابتها وتدوينها فإنّك تحفظها بطريقة تمكّنك من استرجاعها عندما تريدها
الكتابة هي صورة من صور النهضة والرقيّ في حياة الشعوب، وكلّما كثرت الكتابة النافعة وتأليف الكتب كلّما دلّ ذلك على ثقافة الشعب وحضارته المتجذّرة، وإنّ الكتابة هي شكل من أشكال التّعبير عن الإبداع؛ حيث تمكّن المبدع من إفراز مخزونه الإبداعيّ والثقافيّ في شكلٍ مكتوب على الورق .
ومما يحسن ذكره هنا أن الإمام الشيرازي لم يكن غافلاً يوماً ما عن دعوته للمرأة أيضا،ً على أن تشق طريقها في مجال الكتابة والتأليف، وصناعة الفكر الهادف. بما تمتلك من أفكار وتجارب، قد يفتقر إليها الرجال عادةً؛ وذلك خدمةً منها لأهداف الأمة الإسلامية وتطلعاتها..
وكلنا نعلم بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يختص (الرجال بالعلم والتعليم، بل كان يحرص على أن يكون حظ المرأة من ذلك موفوراً). ولذلك قال عليه السلام: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)... (وليس أدل على نصيب المرأة المسلمة من العلم من محاجة إحدى نساء المدينة لعمر ابن الخطاب حين قام يخطب المسلمين ويحثهم على ألا يزيدوا في مهور نسائهم عن مهور زوجات الرسول، إذ قالت له تلك المرأة: وماذا تقول في قوله تعالى: )وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا(؟ فقال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر).
فمن خلال هذه الحادثة تبين لنا إن المرأة لا تقل مكانة عن الرجل في فهم التعاليم والأحكام الشرعية؛ بل هاهي تتفوق عليه وتجادله بالقرآن الكريم، وتجبره على أن يقر بخطئه ويعلنها صريحة أمام الملأ، بأنه لم يفهم ما فهمته المرأة من القرآن!!
فالمرأة وكما هي مطالبة بتعلم العلم؛ فهي أيضاً وعلى نفس المستوى مطالبة بنشره.
من خلال ما ذكر أعلاه يمكن أن نخرج بفوائد عديدة، منها:
(1) انتهاز الفرص للعمل على إيصال معتقداتنا وقيمنا وأفكارنا للآخرين، كما فعل الإمام الشيرازي عندما سارع بالتعريف بشخصية الإمام الحسين عليه السلام للطرف الآخر، المسيحي. وهذا أسلوب حسن ينبغي علينا اتباعه.
(2) المبادرة بإهداء الكتب للطرف الآخر وعدم الاكتفاء بالحديث الشفوي، في تبيان الحقائق والأفكار؛ (لأنه لا يسدّ مسد العلم الذي نحصل عليه من الكتب)(14).
(3) تشجيع الآخرين على لملمة خواطرهم وأفكارهم، ومساندتهم للعمل على نشرها.
(4) تشجيع المؤلفين من خلال العمل على شراء ما يكتبون من مؤلفات، وعدم الإثقال عليهم بطلب النسخ المجانية، كما هو الحاصل من قبل الكثير من الفئات الاجتماعية.


التأليف ، التحدي، الذات،الكاتب، البحث العلمي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا لكل قاريء ومتابع ومهتم