مدونة د.عبد الله كركيش


العقيدة وعلاتها بالتربية والقيم

د.عبد الله كركيش. | ABDELLAH KERKECH


13/12/2023 القراءات: 482  


إن موضوع العقيدة، وعلاقتها بالتربية، موضوع جدير بالبحث والاهتمام، كيف لا وإن العقيدة هي المعيار الحقيقي، والميزان الصحيح لجميع حركات الإنسان، وسكناته، فإن صحت عقيدة العبد، صحت جميع أعماله، إن بناها على مبدئها، ثم إنها منبع القيم ومؤسسة لها، ومرسخة لها لدى الفرد والجماعات؛ ذلك أن قيم العقيدة ليست كأي قيم أخرى المنبثقة من عقائد فاسدة تتحكم فيها أهواء بشرية ضالة مضلة، بينما العقيدة الصحيحة هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات، ويوجه السلوك، فالعقيدة هي منبع القيم، ومؤسسة لها، ودافعة نحوها، ومدخل من مداخلها، وأن القيم بلا عقيدة لا تعد قيماً في المنظور الإسلامي، ثم إنه يتوقف على مدى انضباطها وإحكامها، كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التي تساور القلب والمشاعر والتي تعمل في جنبات النفس، كالهواجس التي تمر في الخيال.
فالعقيدة إذا هي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فساداً كبيراً في التصرفات، وانفراجاً هائبلاً عن سوي الصراط.
ولذا فقد عني القرآن الكريم ببناء العقيدة، فلا تكاد تخلو أية سورة -مكية كانت أو مدنية- من شد الإنسان بكليته إلى ربه، وربط كل تصرف بهذه العقيدة التي تمثل القاعدة الأساسية لهذا
الدين الذي لا يقوم بدونها، وبخاصة السور المكية التي خصصت حيزاً هاماً منها لبناء هذه العقيدة، فلقد كانت العقيدة هي أكثر المواضيع التي عالجتها السور المكية.
وعلى هذا فإن كل الانحرافات التي نعانيها في سلوكنا -أفرادا أو جماعات- راجعة بكليتها إلى الانحراف في التصور العقدي، فما احوجنا اليوم إلى بناء العقيدة من جديد، وإلى تصحيح التصور الاعتقادي.
هذه العقيدة التي بناها النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بناء راسخاً، وبها انتصرت على عدوها الداخلي الأول "النفس"، ثم على عدوها الخارجي ثانياً، وبها تصلح أحوالها في العاجل والآجل، وعليها بنيت الأحكام التكليفية بناء متكاملاً لا تفرق بين الحق والواجب –كما هو حال الأمة اليوم - فرقت بين الحق والواجب، فكم من أصوات ترفع اليوم بالشعارات المنادية بالحقوق وهي لا تعرف للواجب سبيلاً ولا نداء.


العقيديدة- التربية- القيم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع