مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (44)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


23/03/2024 القراءات: 96  


صدقة الفطر
روى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرث، وطعمة للمساكين، فمن أذاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أذاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" رواه أبو داود
زكاة الفطر هي التي شرعها رسول الله صلى الله علي وسلم، وفرضها على أعيان المسلمين كلهم، فهي واجبة علة أفرادهم ذكورا وإناثا، كبارا وصغارا، عبيدا وأحرارا، وهي مقدار يخرجه المسلم قبل صلاة عيد الفطر، شكرا لله تعالى على أن أنعم عليه فأتم شهر الصيام والقيام.
وقد جاء في الحديث السابق الحكمة من فرضيتها، من أنها زكاة لنفس المؤمن، وتطهير لها، لما قد يكون علق بها من آثار اللغو والرفث خلال أيام صيام الشهر، وفي الوقت نفسه تتجلى فيها مظاهر الترابط بين أفراد المجتمع المسلم، إذ يعطف الأغنياء على الفقراء، فيوزعون فطرهم على المساكين والمحتاجين، وتراهم يسألون ويبحثون عن المستقين لها، مما يضفي نوعا من التآلف داخل المجتمع الإسلامي، ثم هي تمنح هؤلاء المحتاجين فرصة لمشاركة بقية إخوانهم المسلمين، أفراح عيد الفطر وبهجته، فيتبادلون مع بني جنسهم من جيرانهم وأصدقائهم وأقربائهم التهنئة بهذا العيد السعيد.
وتُخرج زكاة الفطر من الطعام الذي يأكله غالب أهل البلد، تمرا أو برا أو أرزا أو شعيرا أو غير ذلك، وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كنا
نخرج زكاة الفطر صاعا من بر، أو صاعا من شعير، أو صاعا من ثمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب"، متفق عليه،. ولا يجوز العدول عن الطعام إلى القيمة؟ لأنها لم يرد ذكرها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم ولا التابعين لهم بإحسان رحمهم الله، وقد كانت الدراهم والدنانير متداولة بينهم، فلو كان إخراجها جائزا لنقل إلينا، ولظهر بيانه للناس.
وأفضل وقت لإخراج زكاة الفطر ما بين صلاة فجر يوم العيد إلى قبيل صلاة عيد الفطر، ويجوز أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين؟ لورود ذلك من فعل ابن عمر رضي الله عنهما.
ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، فإن فعل ذلك فهي صدقة، إلا أن يكون تأخيره لها لعذر شرعي، كأن يكون في مكان ناء ولم يصله خبر العيد إلا متأخرا، أو نام ولم يستيقظ إلا بعد صلاة العيد، أو نحو ذلك.
وتدفع زكاة الفطر إلى فقراء المكان الذي يوافيه العيد وهو فيه، ومقدار زكاة الفطر كيلوان وربع الكيلو جرام، ومن العلماء من قال ثلاثة كيلو جرامات وهو الأحوط.
لقد أناط الله تعالى بزكاة الفطر وبالتكبير وبصلاة العيد الفوز والفلاح والسعادة، فقال جل شأنه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [سورة الأعلى الآيتان (14-15) ]
وقد فرضت زكاة الفطر في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، من السنة الثانية لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (44)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع