مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


الكتابة والكتب والكتاب وأدواتهم الكتابية

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


03/07/2023 القراءات: 332  


الكتابة والكتب والكتاب وأدواتهم الكتابية
. قال الخلال: التوقي أن لا يترب الكتاب إلا من المباحات ثم روي عن المروزي أن أبا عبد الله كان يجيء معه بشيء، ولا يأخذ من تراب المسجد قال المروذي سمعت عبد الصمد بن مقاتل سمعت أبي يقول: رأيتهم يكتبون الكتاب في دور السبيل، فإذا أرادوا أن يختموه أرسلوا إلى البحر فأخذوا الطين. وذكر بعض الشافعية في كتاب فاتحة العلم ما يدل على أن هذا لا يحرم.
وعن جابر مرفوعا «تربوا صحفكم أنجح لها فإن التراب مبارك» وعن زيد بن ثابت مرفوعا «ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي» رواهما الترمذي وضعفهما، وروى ابن ماجه الأول.
قال ابن عبد البر: وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «تربوا الكتب وسحوها من أسفلها فإنه أنجح للحاجة» وذكر أيضا الخبر المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب» .
وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويفيض المال، ويكثر التجار، ويظهر القلم» يعني الكتابة، كذا ذكره ابن عبد البر والصحيح المشهور «يرفع العلم ويفيض المال» حسب. قال الحسن البصري: لقد أتى علينا زمان وإنما يقال: تاجر بني فلان وكاتب بني فلان، ما يكون في الحي إلا التاجر الواحد والكاتب الواحد. وقال الحسن أيضا: لقد كان الرجل يأتي الحي العظيم فما يجد به كاتبا.
وفي الحديث المرفوع أيضا «فشو القلم وفشو التجارة من أشراط الساعة» يعني بقوله " فشو القلم " ظهور الكتابة وكثرة الكتاب.
وعن بعض المفسرين في قوله تعالى حاكيا عن يوسف - عليه السلام -
{اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55] .
قال: كاتب حاسب. وقد كتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة منهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعلي وعثمان وحنظلة الأسدي ومعاوية وعبد الله بن الأرقم، وكان كاتبه المواظب على الرسائل والأجوبة، وهو الذي كتب الوحي كله وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلم كتاب السريانية ليجيب عنه من كتب إليه بها، فتعلمها في ثمانية عشر يوما.
وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: إذا كتبت فألق دواتك. وأطل سن قلمك، وفرج السطور، وقارب بين الحروف.
وقالت العرب: القلم أحد اللسانين، وقالوا: الخط الحسن يزيد الحق وضوحا.
وقال المأمون: الخط لسان السيد وهو أفضل أجزاء اليد، وأمر أبو جعفر المنصور بسجن طائفة من الكتاب عتب عليهم فكتب إليه بعضهم من طريق السجن:
أطال الله عمرك في صلاح ... وعز يا أمير المؤمنينا
بعفوك نستجير فإن تجرنا ... فإنك رحمة للعالمينا
ونحن الكاتبون وقد أسأنا ... فهبنا للكرام الكاتبينا
قال: فعفا عنهم وأمر بتخليتهم.

واسم الكاتب بالفارسية ديوان أي شياطين لحذقهم بالأمور ولطفهم، فسمي الديوان باسمهم كذا ذكره ابن عبد البر وقال أبو جعفر النحاس واسمه أحمد بن محمد توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة قال: معنى الديوان الأصل الذي يرجع إليه ويعمل بما فيه كما قال ابن عباس: إذا سألتموني عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب، أي: أصله ويقال: دون هذا أي: أثبته وجعله أصلا. وزعم بعض أهل اللغة أن أصله عجمي وبعضهم يقول: عربي وقد ذكره
سيبويه في كتابه وتكلم على أن أصله دوان، واستدل على ذلك بقولهم في الجمع دواوين. وهذا قول حسن أبدلوا من أحد الواوين ياء. ونظيره دينار الأصل فيه دنار وكذا قيراط الأصل فيه قراط. فأما الفراء فيزعم أنك إذا سميت رجلا بديوان، وأنت تريد كلام الأعاجم لم تصرفه، وهذا عندي غلط لأنك إذا سميت رجلا ديوانا على أنه أعجمي لم يجز إلا صرفه؛ لأن الألف واللام لا يدخلان فيه فقد صار بمنزلة طاوس وراقود وما أشبههما، وإن جعلته عربيا صرفته أيضا لأنه فعال، الدليل على ذلك قولهم دواوين، وديوان بالفتح غلط، ولو كان بالفتح لم يجز قلب الواو ياء، فإن قيل: الياء أصل قيل هذا خطأ، ولو كان كذا لقيل في الجمع دياوين، فديوان لا يقال كما لا يقال دينار ولا قيراط، وزعم الأصمعي أن أصله أعجمي.
وروى أن كسرى أمر الكتاب أن يجتمعوا في دار فيعلموا حساب السواد في ثلاثة أيام فاجتمعوا في الدار واجتهدوا فأشرف عليهم، وبعضهم يعقد وبعضهم يكتب فقال: " إيشان ديواشد " أي: هؤلاء مجانين، فلزم موضع الكتابة هذا الاسم من ذلك الدهر ثم عربته العرب فقالت: ديوان انتهى ما ذكره
أبو جعفر.
قال والدفتر اسم عربي لا نعلم له اشتقاقا، وكان أبو إسحاق يذهب إلى أن كل اسم عربي، فهو مشتق إلا أنه ربما غاب عن العالم شيء وعرفه غيره، يقال له: دفتر ودفتر وتفتر ثلاث لغات.
وقال الجوهري: الدفتر واحد الدفاتر وهي الكراريس قال أبو جعفر: والكراسة معناها الكتب المضمومة بعضها إلى بعض، والورق الذي ألصق بعضه إلى بعض مشتق من قولهم: رسم مكرس إذا ألصقت الريح التراب به.
وقال الخليل: الكراسة مأخوذة من كراس الغنم وهو أن يبول في الموضع شيئا بعد شيء فيتلبد انتهى كلامه.
وقال الماوردي: أصل الكراس والكراريس العلم، ومنه قيل لصحيفة
يكون فيها علم مكتوب: كراسة.
وقال الجوهري: والكراسة واحدة الكراس
والصحيفة الكتاب والجمع صحف وصحائف قال أبو جعفر وقيل: مصحف لأنه مجمع الورق الذي يصحف فيه من أصحف كمكرم، ومن قال مصحف بفتح الميم جعله من صحفت مصحفا مثل جلست مجلسا، ومن كسر الميم شبهه بمنقل.

وأما السفر فمشتق من أسفر الشيء إذا تبين فهو الذي فيه البيان، ومنه أسفر الصبح إذا تبين، وأسفر وجه المرأة إذا أضاء. يتبع


الكتابة والكتب والكتاب وأدواتهم الكتابية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع