مدونة الدكتور هلال السفياني التربوية


المنهج الاستقرائي (The Inductive Method):

د. هلال محمد علي السفياني | Dr: Helal Mohammed Ail Alsofeany


24/08/2020 القراءات: 2536  


المنهج الاستقرائي (The Inductive Method): هو منهج البحث في العلوم التجريبية كالطبيعة والكيمياء والأحياء، كما تستخدمه بعض العلوم الإنسانية كالتاريخ وعلم النفس والاجتماع. ويهدف إلى الكشف عن اطراد الظواهر وانطوائها تحت قوانين بعينها (العسكري، 2004، 5).
والمنهج الاستقرائي يقصد به " دراسة بعض الجزئيات والوصول منها إلى حكم عام ينطبق عليها وعلى غيرها"، أو هو كما يعرفه الغزالي: عبارة عن تصفح أمور جزئية ليحكم بحكمها على أمور يشتمل تلك الجزئيات (العمراني، 2010، 28):
والاستقراء ليس منهجًا مستقلا ولكنه يقع ضمن المناهج الأخرى فهو خطوة من خطوات البحوث الوصفية والاجتماعية على اختلافها. ويتمثل هذا المنهج في السير من الخاص إلى العام().
فالاستقراء يستخدم من أجل التحقق من صدق المعرفة الجزئية بالاعتماد على الملاحظة والتجربة الحسية. ونتيجة لتكرار حصول الإنسان على نفس النتائج، فإنه يعمد إلى تكوين تعميمات ونتائج عامة. فإذا استطاع الإنسان أن يحصر كل الحالات الفردية في فئة معينة، ويتحقق من صحتها بالخبرة المباشرة عن طريق الحواس؛ فإنه قد قام بعملية استقراء تام، وحصل على معرفة يقينية يستطيع تعميمها دون شك، لكن الإنسان عادة لا يستطيع أن يحقق ذلك وإنما بملاحظة عدد من الحالات على شكل عينة ممثلة، ويستخلص منها نتيجة عامة، يفترض انطباقها على بقية الحالات المشابهة(العمراني، 2010، 28-29).

ويستلزم هذا المنهج تطبيقًا دقيقًا وواعيًا لمجموعة من الخطوات والإجراءات يمكن تصنيفها في ثلاث مراحل هي الملاحظة والتجربة ومرحلة تكوين الفروض العلمية ومرحلة تحقيقها. أما الإجراءات فهي (العسكري، 2004، 5-6):
الملاحظة وأدواتها المختلفة وتصنيف المشاهدات في ضوء التحليل والمقارنة.
اختيار الوقائع المتشابهة. وضع فروق تدور حول تعيين العلة أو القانون.
التحقق باستخدام القواعد التجريبية.
الاستنباط وما يتعلق به من برهان وتفسير.
ترتيب النتائج.
صيغة القانون العلمي أو تكوين النظرية المناسبة في قضية.
فالاستقراء إذن يدرس الجزئيات والظواهر؛ بغية الكشف عن العلل والعلاقات التي تجمع بينها؛ ليصل بهذا إلى معرفة القوانين العامة، أو القضايا العلمية؛ لأن إدراك العلل والأسباب للظواهر، ومعرفة القوانين التي تخضع لها يعني إمكانية التنبؤ بعودتها متى تحققت الشروط التي أدت إلى وجودها من قبل، طبقًا لمبدأ اطراد الطبيعة واتساقها، أو الارتباط الضروري بين العلل والمعلولات، وهو ما يعبر عنه بالحتمية، ويعد أساس الاستقراء، أو تعليل الاكتفاء بدراسة بعض الظواهر، لتعميم الحكم واستخلاص القوانين، وهذا يعني إمكانية المعرفة دون معاودة الملاحظة والتجربة، والربط بين الظواهر، فضلا عن تجاوز هذه المعرفة النظرية بالقوانين إلى التطبيقات العملية لها في شتى العلوم(العمراني، 2010، 29).


المنهج الاستقرائي (The Inductive Method):


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع