مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


الأشغال الهندسية والمنشآت التي تحتوي على قوى خطرة

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


02/02/2024 القراءات: 299   الملف المرفق


تراعي القواعد الحمائية في القانون الدولي الإنساني المخاطر المستقبلية الناجمة عن قيام اطراف النزاع ببعض الممارسات التي من شانها أن تلحق أضرار لا يمكن التوقع بمخاطرها ولا يمكن التنبؤ بأثارها وفي جميع الأحيان تلك المخاطر الناجمة عنها كبيرة للغاية وأثارها واسعة وغير محدودة، ومن هنا تم صياغة بعض القواعد الحضرية في ذلك القانون بالشكل الذي تكون هناك المزيد من التحوطات والمحاذير قبل القيام باي فعل يدخل ضمن طائفة محددة من الأعمال العسكرية التي قد تستهدف أعيان مدينة لها أهميتها الخاصة ولها مكانتها الواضحة في اطار أحكام هذا القانون، وتنبني فلسفة القانون الدولي الإنساني في تحريم هذه الأهداف من فرضية صعوبة التكهن بالأثار الناشئة عن تلك الأفعال، ولخطورة ما ينشأ عنها من نتائج في حال استهدافها، ولان هذه المواقع يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الأعمال العدائية ما بين طرفي النزاع، وبالتالي القانون الدولي الإنساني واجه تحدي حقيقي في مجال التصدي لمعالجة الوضع القانوني للاعيان المدنية ذات الأهمية الخاصة أو الأشغال والمنشآت التي تحوي قوة خطرة. فوجود السدود ومحطات الطاقة النووية داخل إقليم احد طرفي النزاع يشكل عبئ حقيقي في مجال إدارة الأعمال العدائية، فلا جدال في التسليم بالأهمية الاستراتيجية لمثل هذه المنشآت وهي في الوقت الحاضر تمثل حاجة حقيقية للدولة في مجال تامين احتياجاتها من الموارد المائية ومن الطاقة الكهربائية بالدرجة الأساس، وبالتالي فهناك تحديات وتعقيدات حقيقية تقف أمام الدول أثناء تنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني.


القانون الدولي الانساني - الهجمات المسلحة - النزاعات المسلحة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع