مدونة أرسيلان صبري صادق


المستقبل الهجين للتعليم في مواجهة جائحة كورونا COVID-19

أرسيلان صبري صادق | Arcelan Sadiq


13/11/2020 القراءات: 1396  


ألقت جائحة فايروس كورونا ( COVID-19) بظلالها على كامل القطاعات الحياتية للمجتماعات الأنسانية بمختلف ثقافاتها ومستوياتها الأقتصادية والتي وضعتها في صدمه ستبقى تاثيراتها واضحة على مدى المستقبل القريب، أحد هذه القطاعات المُتأثرة بشكل ملفت للنظر هو قطاع التعليم والذي تزامن مواسمه الدراسية مع تنامي عدد الأصابات بهذه الجائحة عالمياً وبما استدعى الى أيجاد الحل البديل عن التعليم التقليدي مشيراً الى أختلاف مستوى التقدم التكنولوجي بين دول العالم وخصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات والأتصالات والتي أجبرت العديد من الدول ذات المستويات الدُنيا في هذا المجال الى العمل على قفزة ( يمكن ان تُحسب على انها قفزة نوعيه لعبور الفجوة الرقمية للمعلوماتية ) لتدارك تاثيرات الجائحة على أعتبارات ان قطاع التعليم مفصل مهم في ديمومه مواكبة التطور العالمي.
لقد ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومفاهيمها وتقنياتها الحديثة ( المنصات التعليمية ، التقنيات السحابية ، وبرمجيات المصادر المفتوحة ) في تدارك التاثيرات السلبية للجائحة من خلال أستثمارها من قبل المؤسسات التربوية والتعليمية للتواصل بين مكونات العملية التعليمية وأن كانت ليس بشكل كاملة ( هجين )، فكلنا يعلم بأن من العناصر الأساسية للعملية التعليمية هم ( الطالب، المادة العلمية، الاستاذ أو المحاضر ) مرتبطين بأصرة التواصل والتفاعل بشكل مباشر بهيئتها التقليدية التي كانت قبل الجائحة وأن كانت هناك العديد من الدول قد قطعت شوطا كبيرا في استخدام أساليب وتقنيات التعلم عن بُعد ، وهذا مما استدعى على الدول الأخرى التي كانت تعتمد على التعليم التقليدي متابعة واكمال العملية التعلمية بشكل هجين نصف تقليدي ونص الكتروني مؤتمت وبغض النظر عن الأخطار والهفوات التي صاحبته فأن هذه التجربة صُنفت بالناجحة وبديل مؤقت خلال فترة جائحة كورونا.
وللوقوف على التعليم الهجين بأيجابياته وسلبياته يجب الأشارة اليها في مقالتنا هذه حيث حقق العزل الصحي لفئات عديدة مرتبطة بالعملية التعليمي وبما جنب الاصابات وأيقاف انتشارها بشكل او بأخر، وفي نفس الوقت أستمرار العام الدراسي وتلقي الطلبة المادة العلمية واجراء الواجبات وأداء الأمتحانات عن بُعد وتوفير الوقت والمال، أما بما يتعلق بالسلبيات فيجدر الأشارة فقدان عنصر اساسي من عناصر التعليم وهو عنصر التفاعل والتواصل داخل البيئة التعليمي والتي تعتبر أحد العوامل التحفيزية للطالب للأرتقاء بالمسنوى العلمي والتنافسي بالأضافة الى فقدان الجدولة الواقعية للتواصل بين الطالب والأستاذ او المحاضر حيث يتطلب من الاستاذ ان يكون برتبط بخدمة الأنترنت بشكل دائم لتلقي التغذية الراجعة من الطلبة (أستفسارات ، واجبات بيتيه و أداء الامتحانات اليومية ) والتي كانت تُجرى داخل الصف وفي وقت المحاضرة المجدوله أسبوعا حيث القت عليه جهود اضافية ( صحية كانت أو نفسية ) متعلقة في بيئته الأجتماعية.
وأخيرا فأن التجربة الحالية للتعليم الهجين تستدعي من الجهات المعنية المسؤولة عن العملية التعليمية وبأعلى مستوياتها التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتلبية المتطلبات والبُنى التحتية وحل معوقاتها ( خدمة أنترنت ، شبكات أتصالات ) بشكلها الصحيح لأنجاحها كتجربة فتية تحقق قفزة نوعيه للحاق بركب التطوير التعليمي والمعلوماتي للدول الأخرى .


التعليم الهجين، التعلُم عن بُعد، جائحة كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع