مدونة محمود محمد عمرو


اثر المهارات الوالدية في سلوكيات الابناء

محمود محمد عمرو | Mahmoud M Amro


13/05/2020 القراءات: 672  


ظاهرة التذمر من سلوك الابناء وعنادهم تكاد تكون في كل بيوتات المجتمع العربي. الا القليل . وبعد الدراسة المتانية ومتابعة الكثير من الحالات، اتضح ان المشكلة الحقيقية تكمن في الوالدين اكثر منها في الابناء.
نفرح كثيرا بالخطوبة والزواج وما تلبث الاسرة ان تستقبل الطفل الاول. كل هذا يحصل دون ادنى تاهيل او معرفة لدى الزوجين حول عملية الحمل والولادة علاوة على المعرفة بعملية تطور ونمو هذا الطفل. هذا الفقر في المعلومة يجعل الوالدين يعتمدان على الطريقة التقليدية للتربية والتي تعرضا لها. مما يؤثر سلبا على الية التعامل مع ابنائهم. والذين لا يناسبهم الاسلوب البديم للتربية حيث ان البيئة مختلفة كليا واسلوب الحياة وتعقيداتها وما طرأ عليها سيؤثر بشكل كبير على صياغة الجيل الجديد.
من هنا فان تاهيل الوالدين حول عملية نمو وتطور الطفل عبر مراحل العمر الممتلفة ، والاحتياجات اللازمة لكل مرحلة ،هو امر في غاية الاهمية.
كيف يمكن للطفل ان ينمو بعيدا عن الامراض الجسمية؟ وكيف يمكن له ان ينموا بعيدا عن العقد والامراض النفسية؟ وكيف يمكن له ان ينمو بقدراته ويتميز بابداعاتة وسماته؟ كل هذه الاسئلة وغيرها، تضع الخريطة اللازم على الوالدين معرفتها، من اجل ايصال الابناء الى المستوى المراد من التميز في سلوكه واخلاقه ومعتقداته وافكاره.
ان اهم عناصر التربية الواجب معرفتها وجعلها عنوانا للتربية هي كلمة. الحب. نعم ان هذه الكلمة وهذا الشعار هواساس العملية التربوية. الحب بين الوالدين يولد الانسجام والبيئة التي ينشأ فيها الطفل. الحب للابناء يجعل من البيئة الاسرية مكانا مرغوبا فيه فالحب يشعر الطفل بالتقبل من الوالدين والرعاية والاهتمام. وهو يعطي الطفل الشعور بالامن.
وعكس ذلك فان بيىة اسرية يسودها النزاع والتفكك، والمشاحنات ستعطي الطفل شعورا بالضياع، وعدم وضوح في حياته اليومية، وعدم القدرة على الاستقرار او التخطيط للمستقبل. اضافة الى الشعور بان البيت غير امن مما يجعل الطفل في مرحلة معينة يفضل العلاقة من الاقران على علاقته بالاسرة وقد يكون ذلك عنصرا هاما في الانحراف المستقبلي للطفل. سيما اذا كانت مجموعة الاقران فاسدة ومنحرفة.
ان الحب هو اساس الطاعة بين الزوجين وهو اساس لطاعة الابناء للوالدين. وهو بذلك عنصر منم واسلوب فعال للتوجيه وتعديل الخطأ عندما يحصل. فالكلمة اللطيفة المحبة واللمسة الحانية للابن تعمل كالسحر فؤ نفسية الابناء.
وان من مقتضيات الحب للابناء، ان يشعر الابناء بحب الوالدين، وهنا لا بد للوالدين من التعبير للابناء عن حبهم لهم. واذا كان رسولنا امرنا ان اذا احب الرجل الرجل ان يخبره بذلك، لما له من عظيم الاثر في حياة المجتمع. فان اخبار الابناء به اولى. كما ان هناك سلوكيات كثيرة ممكن للوالدين التعبير بها عن حبهم للابناء، انظر الى توجيه المصطفى لوضع اليد على راس اليتيم او ضمه او دعوته الى الطعام. ان وضع اليد على الراس او التربيت على الكتفين، او احضار شيء مما يحبه الابناء له تاثير الف ساعة من النصائح والمواعظ الجافة. انظر الى الله سبحانه في القرآن الكريم في قوله تعالى(فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) اي ان يسبق الدعاء صدقة لما لها من ترطيب للنفس.
فلا ضير ان يتعلم الوالدان اليات ومهارات التعبير عن الحب من اجل ان يحسنا التعبير عن حبهما لابنائهما.


العلاقة مع الابناء. الحب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع