مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (160)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


03/03/2024 القراءات: 282  


-كلام السخاوي على كتب مناقب الإمام:
قال السخاوي: «أفرد ‌مناقبَ الإمام أبي حنيفة:
أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي.
وأبو عبدالله الحسين بن علي بن محمد الصيمري.
وأبو عبدالله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي.
وأبو محمد عبدالله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي، وسمّاه: "كشف الأسرار".
وأبو محمد عبدالقادر بن محمد بن محمد القُرشي مصنِّف "طبقات الحنيفة"، وسمّاه: "البستان في ‌مناقب ‌النعمان".
وأبو القاسم عبدالله بن محمد بن أبي العوّام السعدي، قال السِّلفي: إنه جمع فضانل الإمام، وأخباره، وأخبار أصحابه، ومَنْ روى عنه. وأورد السِّلفي إسنادَه إليه في "فهرسته".
وأبو القاسم علي بن محمد بن كأس الفقيه القاضي، أفرد "فضائل الإمام" في جزء لطيف.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون الشعيبي في مجلدٍ عشرين جزءًا.
وأبو عبدالله بن محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
وأبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخُوارزمي.
وأبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمد العبدي.
وأبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الرخيل الصيدلاني.
وأبو المظفر يوسف بن قزغلي، سبط ابن الجوزي
وآخرون، أجمعُهم كتاب الخُوارزمي، وهو في أربعين بابًا، ضمَّ إليه مناقبَ صاحبيه وغيرهما.
وكذا أفرد الذهبيُّ لكلٍّ مِنْ أبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة ترجمةً» .
***
-لو كان الإمامان حيَّين:
قال التاج السبكي: "ومنهم مَنْ تأخذُه في الفروع الحميةُ لبعض المذاهب، ويركبُ الصعبَ والذلولَ في العصبية، وهذا مِن أسوأ أخلاقهم، ولقد رأيتُ في طوائف المذاهب مَن يبالغ في العصبية بحيث يمتنعُ بعضُهم من الصلاة خلف بعض، إلى غير هذا ممّا يُستقبح ذكرُه، ويا ويح هؤلاء! أين هُم من الله! ولو كان الشافعيُّ وأبو حنيفة رحمهما الله حيين لشدَّدا النكير على هذه الطائفة" .
***
-سبب تسمية الصُّنبور بالحنفية:
جاء في مقال: "تعرَّفْ على قصةِ تركيبِ أولِ صُنبور مياه فى مصر وسببِ تسميتهِ بالحنفية" للكاتب سيد الخلفاوي، المنشور في جريدة "اليوم السابع"، بتاريخ (الأحد، 28 نوفمبر 2021م):
"... هناك روايةٌ ثالثةٌ تحدَّثتْ عن سببِ تسميةِ الصنبور بالحنفية، والتي هي الرواية الأرجح، مفادُها: بعد الاحتلال البريطاني لمصر، شرعتْ بريطانيا في إقامة مشاريع عصريةٍ ينفذها مهندسون بريطانيون وشركاتٌ بريطانية، وكان منها مدُّ شبكات عمومية لمياه الشرب والصَّرف الصِّحي في المُدن، وقد أشرفَ عليها المهندسان وليام ويلكوكس Willcocks وپرايس باي Price Bey.
وفي يوم 7 مايو سنة 1884، أصدرتْ حكومة الاحتلال البريطاني في مصر القانون نمرة 68، ينص على استبدال الميضأة -(إناء فيه ماء يتوضّأ به)- في الجوامع بصنابير مربوطة بشبكة الإمداد بمياه الشرب التي بدأتْ الحكومة في تركيبها، على أن يـُلزم ديوان الأوقاف بمصاريف الإحلال، وحسب قرار مجلس النظار (مجلس الوزراء)، تقرر الآتي:
أولًا: أنْ يستمر استبدال الميضأة بحنفيات، ولكن على وجه السرعة مهما أمكن.
ثانيًا: أنَّ الطريقة الجديدة للمراحيض يصير تجربتُها في ثلاثةِ جوامع في مصر وجهتين أُخريين، بملاحظة نظارة الأشغال، وبالاتفاق مع مهندس عموم الأوقاف، لأجل معرفة مزاياها ومقدار تكاليفها.
في البداية عارضَ أئمةُ مذاهب الشافعية، والمالكية، والحنبلية، بالجامع الأزهر استبدال الميضأة التي ينال المتوضئون فيها بركة الشيخ الذي يفتتح الوضوء من مائها، [كذا!] ولم يوافقْ عليها إلا فقهاء الحنفية الذين يحبذون الوضوء مِنْ ماء جارٍ؛ ولذلك فقد أُطلق على الصنبور اسم (الحنفية) للمساعدة على قبول الشعبِ لها، وقد انتشر استعمالُ الحنفية بعد ذلك في باقي البلدان العربية والإسلامية"!
***
-مدرسة أبي حنيفة:
قال ابنُ الجوزي:
«في هذه الأيام [سنة 459] بنى أبو سعد المستوفي الملقبُ شرفَ الملك مشهدَ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ، وعملَ لقبره ملبنًا، وعقدَ القبة، وعمل المدرسة بإزائه، وأنزلها الفقهاءَ، ورتَّب لهم مدرِّسًا، فدخل أبو جعفر ابنُ البياضي إلى الزيارة فقال ارتجالًا:
ألم تر أنَّ العلم كان مضيَّعًا … فجمَّعَهُ هذا المغيَّبُ في اللحدِ
كذلك كانت هذه الأرضُ ميتةً … فأنشرَها جودُ العميد أبي سعدِ»
وقد ألَّف الأستاذ وليد الأعظمي كتابًا قيّمًا عنها باسم: "مدرسة الإمام أبي حنيفة: تاريخها وتراجم شيوخها ومدرسيها"، وهو مطبوع متداول.
***
-ابن الجوزي في "الأعظمية":
قال أبو شجاع الذهلي: "مات محمد ويُعرف بأخي حمّادي، مِن أهل الجانب الشرقي، يوم الخميس سادس [الـ]محرم سنة ثلاث وخمس مئة، وكان رجلًا صالحًا، كان له مرضٌ شارفَ منه التلف، فرأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في منامه، فعُوفيَ من ذلك المرض، فانقطع عن مخالطة الناس، فلزم المسجدَ نحو أربعين سنة، وكان لا يخرجُ منه إلا في أيام الجُمعات لصلاة الجمعة، ثم يعود إليه".
قال ابنُ الجوزي: "وحدَّثني أبو محمد عبدالله بن علي المقرئ، عن أخي حمّادي قال: خرجتْ في يدي عيونٌ فانتفختْ فأجمع الأطباءُ على قطعها، فبتُّ ليلة على سطح قد رقيتُ إليه، فقلتُ في الليل: يا صاحبَ هذا المُلك الذي لا ينبغي لغيره هبْ لي شيئًا بلا شيء، فنمتُ فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فقلتُ: يا رسول الله يدي انظرْ إليها فقال: مدَّها، فمددتُّها فأمرَّ يدَه عليها وأعادَها، وقال: قم، فقمتُ وانتبهتُ والخرقُ التي قد شدت بها مخانقُ، فقمتُ في الليل، ومضيتُ إلى باب الأزج إلى قرابةٍ لي، فطرقتُ الباب، فقالتْ المرأة لزوجها: قد مات فلانٌ، تعنيني، وظنّتْ أني مخبرٌ قد جاء يخبرُها بذلك، فلما فتحتْ الباب فرأتني تعجبتْ.
ورجعتُ إلى باب الطاق، فرأيتُ الناس مِن عند دار السُّلطان إلى منزلي خلقًا لا يُحصى معهم الجرارُ والأباريقُ، فقلتُ: ما لكم؟ فقالوا: قيلَ لنا إنَّ رجلًا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا يتوضأ مِنْ بئر، فقلتُ في نفسي: إنْ مضيتُ لم يكن لي معهم عيشٌ، فاختفيتُ في الخرابات طولَ النهار.
وهذا الرجل مدفونٌ في زاويةٍ كانت له بالجانب الشرقي ممّا يلي قبر أبي حنيفة، وقد زرتُ قبرَهُ".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع