مدونة الدكتور عقيل محمد زيد المقطري


سيعود المجد للأمة إن انفكت عن الأمم الأخرى وعادت لقيمها وعملت بدينها.

الدكتور عقيل محمد زيد المقطري | aqil mohammed zaid almaqtari


31/10/2020 القراءات: 1615  



بسم الله الرحمن الرحيم

عودة المجد للأمة

الحمد لله وبعد فمن قرأ السيرة النبوية وجد أن سنة الله ماضية بأن الفرج بعد الشدة ، فما وجده النبي عليه الصلاة والسلام في مكة ليس بالقليل ، فلقد أوذي أذى شديدا : كذب ، وطرد وقالوا عنه مجنون ، وقالوا ساحر ، وقالوا إنما يعلمه بشر ….. الخ

وأما أصحابه فقد حبسوا ، ومنع عنهم الطعام والشراب ، وسلسلوا بالسلاسل وعذبوا عذابا شديدا – سحبوا بالرمضاء ، وكووا بالنار ، وبالحديد الحار ، وحوصروا في شعب أبي طالب حصارا شديدا حتى إنهم كانوا يأكلون أوراق الشجر ؛ مما جعل الصحابة رضي الله عنهم مضطرين للهجرة إلى الحبشة الهجرة الأولى والثانية ، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مع أن مكة المكرمة هي أحب البلاد إلى قلوبهم وقلبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما هاجر : (والله إنك لأحب البقاع إلى الله ولولا أن قومك أحرجوني ما خرجت منك )

ولما تجمع المسلمون في المدينة النبوية جاءت جحافل الشرك من كل حدب وصوب يريدون القضاء على الإسلام والمسلمين ، وتآمر اليهود مع عبدة الأصنام ، وقامت المعارك بين الطرفين ، كل هذه ضوائق مر بها المسلمون

طوال هذه الحقبة الزمنية لكنهم كانوا مؤملين بقرب نصر الله لهم ، وصدق الله : ( إن مع العسر يسرا ) وكان أول انتصار للمسلمين في غزوة بدر الكبرى ، وكان أول بداية هجوم المسلمين على الكفار فى غزوة الأحزاب حين قال عليه الصلاة والسلام : (الآن نغزوهم ولا يغزونا ) وفعلا لم يعد المشركون يهاجمون المسلمين ولا يبتدئونهم ، بل كان المسلمون يضربون الكفار في عقر دارهم وهذا هو منطق القوة وبقي المسلمون بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فترة طويلة على قوة ومهابة من الأعداء ، ثم بدأوا بالنزول واستهان بهم أعداؤهم نتيجة لمعاصيهم وبعدهم عن شريعة الله ، فبدأ الصليبيون يشنون حملاتهم ضد لمسلمين واستولوا على كثير من بلاد المسلمين ، ولا يزال هذا الإذلال للمسلمين إلى يومنا هذا ، وتتوالى الضربات تارة على البوسنة ، وتارة على كوسوفا ، ثم الشيشان فأفغانستان فالعراق ، ولا ننس فلسطين : تضييق وحصار على بعض البلدان وتلاعب بالاقتصاد …. استهزاء بالدين وسب للرسول عليه الصلاة والسلام في الدنمارك وفرنسا والنرويج واليوم البابا في روما .

هذا وذاك من سخرية واستهزاء وضربات ستجعل المسلمين يفيقون من غفلتهم وينتفضون مما هم فيه من التفرق والتشرذم ، وستعيدهم هذه الأحداث الى دينهم وإلى الأخذ بأسباب الاعتصام والقوة سواء كانت : عقدية ،أو سلوكية ،أو غيرها .

وإلى الأخذ بأسباب القوة : العلمية والعملية ، وذلك بتشجيع التخصص في جميع المجالات العلمية ، ومن ثم الأسباب العملية كالزراعية والصناعية .الخ

هذا وإني لأرى بوادر النصر لهذه الأمة في الأفق ، وستعود بإذن الله إلى عزها ومجدها وسيادتها ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله ليتمن الله هذا الأمر ـ يعني الدين ـ حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عز يعز الله به الإسلام والمسلمين ، وذلا يذل الله به الكفر والكافرين )

وقال أيضا ) تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم يكون ملكا عاضا ماشاء الله أن يكون ثم يرفعه إذا شاء الله أن يرفعه ، ثم يكون ملكا جبريا ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعه إذا شاء الله أن يرفعه ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت) .أسأل الله أن يعجل بالعزة لهذه الأمة إنه سميع مجيب

وكتب : د.عقيل المقطري


عودة-المجد- للأمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع