مآسي العالم ومسؤولية المسلمون
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
12/03/2023 القراءات: 758
كلنا مسؤولون عن المنسوب الحضاري للأمة، فقد ابتلانا الله بالدنيا معمرين ومصلحين، وبعث إلينا رسولا مبشيرا ونذيرا بوحي يهدي السبيل وينير الطريق؛ لنكون بحضارتنا شهودا على الأمم، يحاسبهم الله بهذا الشهود الذي يمثل القرآن في تجلياته، وشهودنا على الأمم يقتضي منا الإسهام الحضاري وفق قدرات كل فرد منا- ذكر وأنثى- وما يمكن أن تصل إليه قدرات كل فرد بلا كسل أو تباطوء.
والإسهام الحضاري يستهدف كل ما من شأنه أن يكون إعمارا للكون وإصلاحا للأرض لكل من فيها بكل ما فيها، وهذا الأمر يستلزم اتباع منهج القرآن في العمل وقيمه التي توجه السلوك، مثل العدل والسلام والتسامح...
ومن أخطر المثبطات والملهيات عن الإسهام الحضاري: هو الانشغال بأمور هامشية بعيدة عن الغاية التي ابتلينا بها وما بعدها جنة أو نار، هذه التوافه من الأمور أربكت أولوياتنا وأضعفت إيماننا وهزمتنا نفسيا، وقتلت فينا مواهبنا وقدراتنا، ولله در الغزالي حين قال: عدم ترتيب الأولويات من جملة الشرور.
الاستغراق في إشباع مطالب النفس وحظوظها نكس أولوياتنا، فاكتفينا بل وتباهينا بالاستهلاك المادي والثقافي للأمم فصرنا عالة عليهم وتبع لهم، بدلا من أن نتصدر ميادين الانتاج المادي والثقافي، بما في أيدينا من وحي يملك الحقيقة المطلقة التي لا تملكها أي أمة غير أمة الإسلام.
إن التأخر الحضاري لأمة الشهود الحضاري أثر تأثيرا بالغا على استمرار الحياة على الأرض، حيث انتشرت الحروب والنزاعات بسبب الفكر أو الأرض، فاحتضت الأرض ملايين أبناءها وشربت دمائهم المسفوكة، فضلا عن الكوراث البيئة التي خلفها جشع الرأسمالية، أما مع الإسلام فلا تجد إلا السلام والإمان والعمران وإصلاح ما يفسده الآخرون.
وأخيرا: إن الوصول بالأمة إلى شهودها الحضاري المأمول؛ مسؤولية جميع أبنائها مع اختلاف درجاتهم، ويقتضي ذلك إسهام الجميع في هذا الأمر العظيم ولو بجهد المقل، والجهود الصغيرة مع كثرتها تصبح كبيرة، ويكفينا أن نعذر أمام الله يوم العرض الأكبر.
حضارة، قراءة، تربية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
احسنت النشر
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة