مدونة محمد سلامة الغنيمي


الأنشطة التي تعتمد على ذكر الأعداد والتواريخ

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


13/06/2022 القراءات: 483  


الأنشطة التي تعتمد على ذكر الأعداد والتواريخ:
___________________________________
مثل: اذكر تاريخ كذا؟! كم عدد كذا؟! ... إلخ.
اعتقد أن مردود مثل هذه الفعاليات أو المسابقات دعائي أكثر منه تربوي، حيث أن الأمم والمجتمعات لا تتقدم بالمعلومات الصماء، لاسيما التي لا يعرفها إلا قليلا من الناس وتصيب الكثيرين بالاحباط، إنما تتقدم الأمم بامتثال القدوات وإبراز النماذج وترسيخ القيم والعادات الحسنة.
وعلى الرغم من ذلك لا أنكر أهمية الأعداد والتواريخ كوسيلة لكنها الآن أصبحت للتفاخر واجترار الماضي بدلا من تقويم الحاضر والتطلع للمستقبل.
لقد أصبحت مناهجنا التربوية المعلنة أو الخفية تعتمد على الحشو والحفظ والاستظهار، بدون أدني اهتمام بأهمية توظيف المعلومات في حياتنا وفهمها وتحليلها وتركيبها وتقويمها، وقد ترتب على ذلك امتلاء ثقافتنا بالكثير من المغالطات والخرافات، وأصبح طلابنا مجرد نسخ صماء بكماء ومكررة من المقررات الدراسية بدون أدني قدر من التفاعل معها.
بإمكانك أن تكتشف أن أبلد طالب في مدارسنا يعرف عن الجاذبية أكثر مما كان يعرفه نيوتن نفسه، وبكل سهولة قد تجد من الطلاب من يعرف من علوم الشريعة مثل ما كان يعرفة أكابر الأئمة لكنه لا يستطيع أن يربط بين هذه المعلومات ويستنبط حكما واحدا من نص.
لذلك جعل الله تعالى حفظ القرآن فرض كفاية إذا فعله البعض سقط عن الباقين، أما فهمه وتدبره فهو فرض عين لا يسقط عن أحد إلا بعذر.
لقد صارت أمتنا أمة: "اذكر"، بعد أن كانت أمة: "اقرأ"، فأصبحت أمة مستهلكة لما تنتجه الأمم من إنتاج مادي وثقافي.
ومع ذلك لا أنكر أهمية تذكر الأعداد والتواريخ كوسيلة لتنمية العقل وإثراء الفكر، لكننا نرفض أن تكون شغلنا الشاغل، ومحك للحكم على ثقافة الفرد واطلاعه.


تاريخ، عدد، تربية، ثقافة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع