مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي


أحكام فقهيّة متعلّقة بالأضحية (3)

الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab


07/06/2024 القراءات: 673  


🌴 *ذبح الأضحية*
📌الأولى للمضحّي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذّبح؛ لأنّ الذّبح قربة وعبادة، وله أن ينيب عنه غيره، فقد نحر - صلّى الله عليه وسلّم - بيده ثلاثًا وستّين بدنة، واستناب عليًّا في نحر ما غبَر (تبقّى). رواه مسلم

📌وينبغي أن يراعي المضحّي آداب الذّبح كالإحسان إلى الذّبيحة وإراحتها؛ للحديث الصّحيح الّذي رواه أهل السّنن عن شدّاد بن أوس، أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: قال: ... (وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته). وكره أهل العلم أن تحدّ السّكّين أمام الأضحية، واستحبّوا استقبال القبلة. وإن كانت الأضحية من الإبل، فإنّها تنحر قائمة، معقولة يدها اليسرى، وهو معنى قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} الحجّ/36، وإن كانت من غير الإبل، فإنّها تذبح مضجّعة على جنبها الأيسر. ويستحبّ وضع الرّجل على صفحة عنقها، ويقول : بسم الله، والله أكبر، ويسأل الله القبول، كما تقدّم.

📌 وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرّجل وأهل بيته وإن كثروا؛ لحديث أبي أيّوب -رضي الله عنه- المتقدّم.

📍ويستحبّ للمضحّي أن يأكل من أضحيّته، ويهدي، ويتصدّق، والأمر في ذلك واسع من حيث المقدار، لكنّ السّنّة أن يأكل ثلثًا، ويهدي ثلثًا، ويتصدًق بثلث؛ فقد كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يطعم أهل بيته الثّلث، ويطعم فقراء جيرانه الثّلث، ويتصدّق على السّؤال الثّلث. رواه الحافظ أبو موسى الأصفهانيّ، وقال: حديث حسن.

📌 ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره؛ لأنّها مال أخرجه العبد لله -تعالى-، فلا يجوز الرّجوع فيه كالصّدقة.

📍ولا يعطى الجزّار شيئًا منها مقابل أجرته؛ لحديث عليّ -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أمره ألّا يعطي في جزارتها شيئًا كما ثبت في الصّحيحين، ولأنّ ذلك بمعنى البيع، وأمّا إن أعطاه شيئًا على سبيل الصّدقة أو الهديّة بعد أن يعطيه أجرته، فلا حرج في ذلك.

🌴والسّنّة لمن أراد أن يضحّي - إذا دخلت عشر ذي الحجة - أن لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا بشرته شيئًا؛ لقول النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم' كما في صحيح مسلم: (إذا رأيتم هلال ذي الحجّة، وأراد أحدكم أن يضحّي، فليمسك عن شعره وأظفاره) ، وفي رواية : (فلا يمسّ من شعره وبشره شيئًا) ، وفي رواية: (حتّى يضحّي). وإذا وكّل غيره بالذّبح، فلا يلزم وكيله شيء على القول الرّاجح عند أهل العلم؛ وإنّما يشرع في حقّ من أراد أن يضحّي (صاحب الأضحية)،؛ للحديث المتقدّم: *وأراد أحدكم أن يضحّي*.

🌾 وعلى المضحّي أن يستحضر نيّة التّقرّب إلى الله بفعله، فيخرجها طيّبة بها نفسه؛ لينال الأجر والثّواب.

🤲🏻 *نسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم، ويوفّقنا لعمل الصّالحات، ويرزق جميع المسلمين، ويفرّج همومهم، وينفّس كروبهم، وينصر إخواننا المجاهدين في غزّة، ويرزقهم الصّبر، والغلبة، والقوّة، والتّمكين، وينتقم من أعداء الدّين، والظّلمة، والمفسدين. وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله، وصحبّه أجمعين*🤲🏻

تراجع المواقع الآتية: الإسلام سؤال وجواب، إسلام ويب، ابن باز.


أضحية، آداب، أحكام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع