مدونة الدكتور محمد محمود كالو


هَنْدِسْ سَعَادَتَكَ بِنَفْسِكَ

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


07/05/2022 القراءات: 427  


هَنْدِسْ سَعَادَتَكَ بِنَفْسِكَ
يروى أن طفلاً وجد حجراً في الشارع فأخذه ومشى في الشارع، فوافق أن رآه أحد العلماء الجيولوجيين في الحي، وقد شك العالم أن هذا الحجر الذي بيد الطفل هو ماسة ثمينة جداً، فطلب من الصبي هذا الحجر مقابل أن يعطيه مبلغاً طائلاً من المال، فوافق الطفل، فأعطاه العالم المال وأخذ منه الحجر، وذهب ليحلله في مخبره، فلم يصدق نفسه، فقد أخذ من الطفل ماسة باهظة الثمن، فهذا الطفل لم يكن يعرف ما كان يملك في يده، وأنت أيها القارئ تملك جوهرة نفيسة في داخلك، لأنك كنز ثمين، وجوهرة نفيسة من صنع الخالق سبحانه وتعالى، فلا تبع نفسك رخيصاً كما فعل الصبي، وقدر ما لديك.
أنت مركز وحجر زاوية السعادة، وسعادتك تبدأ من ذاتك، لا تنتظر السعادة من أحد، فالسعادة أقرب مما تعتقد، والسعادة هدف رائع تحتاج إلى العمل من أجله كلَّ يوم، ويمكن تحقيقها باتباع قواعدَ بسيطة:
أن تكون سعيدًا ينبغي أن تبدأ بتنمية الإيجابية في حياتك، أحِطْ نفسَك بأُناس إيجابيين؛ لدعم صحة الجسم والعقل، إذ سيساعدك التحدث عن مشكلاتك مع صديق أو أحد أفراد الأسرة في التخلص من التوتر المكبوت بداخلك.
ووفقًا لعلماء النفس، هناك عدة أشياء صغيرة يمكنك القيام بها، والتي سيكون لها تأثيرٌ كبيرٌ على صحتك وسعادتك.
وفَكِّر في نفسك؛ فمن المؤكد أن تقدير الذات من الأمور الصعبة؛ لكن تقدير الذات يرتبط بالسعادة، إذ السعادة مهارة ينبغي تعلُّمها من الذات.

عَبِّر عن امتنانك للأشياء الجيدة في حياتك؛ من أجْل تغييرها إلى الأفضل، وحاول التركيزَ على الأمور التي تسير على ما يُرام؛ حتى لا تشعر بالاكتئاب في حياتك.
واستبدِل الأفكارَ السلبيةَ بالحديث الذاتي الإيجابي، لأن الأفكار السلبية يمكن أن تجعل الشعور بالسعادة أمرًا صعبًا.
لا أحد في مأمن من المشقات والنكسات؛ تحدَّث مع نفسك بعبارات إيجابية طوال اليوم: امدح نفسك مرةً واحدة على الأقل يوميًا، قل لنفسك مثلاً: (لباسي رائع، كتابتي ممتازة، تعليمي ناجح) أشِرْ إلى أفضل ميْزاتك ومواهبك وإنجازاتك، سيساعدك هذا على التفكير بشكلٍ إيجابي في نفسك.
كل شخص لديه نقاط ضعف؛ فلا تشعر بالضيق تجاه نقاط ضعفك، بل اعمل على تحسين نقاط ضعفك؛ حتى تتمكن من التغلُّب عليها، وذلك من خلال تعلُّم مهارات جديدة، أو تجربة شيء مختلف؛ وبمرور الوقت ستتمكن من تحسين نفسِك.
لا تقلق بما يفعله الآخرون، توَقَّفْ عن مُقارنة نفسك بالآخرين، بل قارن نفسك بما كنتَ عليه سابقاً، فالكل في رحلته الخاصة؛ لذلك ليس من العدل أن تقيسَ تَقدُّمَك بالنظر إلى ما أنجزه الآخرون.
عِش وفقًا لقيَمِك الشخصية؛ بحيث يمكنك أن تكون الشخص الذي تُريده؛ لأن تجاهل معتقداتك الأساسية سيجعلك تشعُر بالضيق أو التناقض.
كما حددت نقاط ضعفك وحسنتها، حَدِّد نقاطَ قُوَّتك؛ لمساعدة ذاتك على الثقة بالنفس، فإذا كنتَ فخورًا بما أنت عليه ستشعر بالسعادة حتماً.
ضع قائمة بمواهبك ومهاراتك ومعرفتك؛ لمُساعدتك على تذَكُّر مدى روعتك وإبداعك.
عَبِّر عن مشاعرك ولا تحاول إخفاءها؛ حتى لا يتم سدها، فتجاهل المشاعر يؤدي إلى جعلها أكثر حدة، تَحدَّثْ إلى شخصٍ ما، اكتُب في صحيفة، افعل شيئًا مُبدِعًا، شارِك في مؤتمرٍ علميّ، أنفق أموالك على الخيرات بدلًا من أشياء غير ضرورية؛ اشترِ كتاباً مفيداً بدلاً من قميص جديد، فشراء شيء تريده ممتع؛ لكنه لن يؤدي إلى سعادتك الدائمة.
تواصَل مع الآخرين؛ حتى تشعرَ أنك جزء من مُجتمعك، فالبشر يحتاجون إلى مجتمع؛ لذا فإن التواجد مع الآخرين يُساعدك على الشعور بالسعادة، وخاصة إذا وجدت لديهم أرضية مشتركة معك، حتى لو كنتَ تبدو مختلفًا عنهم؛ فقد يستمتع كلاكما بالكتب أو رحلة في الطبيعة.
احصل على وقت كاف للنوم كلَّ ليلة؛ حتى تَحصلَ على قسطٍ جيد من الراحة؛ إذ يُمكن أن يكون للشعور بالتعب تأثيرٌ سلبيٌّ على مِزاجك وسعادتك.
ووفقا لدراسات أطباء الأغذية، فإن تناول الطعام الصحي؛ له علاقة بالصحة والسعادة؛ لذلك تجنَّب الأطعمةَ المُصنَّعة والوجبات الخفيفة السكرية؛ وعليك باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ حتى يتغذَّى الجسم والعقل معًا مما يضفي بهجة مميزة على حياة سعيدة بطريقة سليمة.
ولا تنسَ الرياضة مع الطعام الصحي، سواء بالمشي أو الجري أو السباحة وغيرها؛ لتوفير مزاج إيجابي وجسم سليم، فالرياضة تُطلقُ (الإندورفين) الذي يجعلك تشعر بالراحة والسعادة.
خُذ فتراتِ راحة من وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتجنُّب الشعور بأنك ضائع، إذ تُسبِّب وسائل التواصل الاجتماعي الخوفَ من الضياع، وضَعْ في اعتبارك أن ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما يكون مُبالغًا فيه، وأنك ترى –فقط- أفضل لحظات هؤلاء الأشخاص.
تَحكَّم في مستويات التوتُّر لديْك، وقلِّلْ منه بتعلُّم بعض تِقنيات إدارة الوقت، إذ بالسيطرة على الوقت يمكن أن تُقلِّل من التوتر، فإذا كانت لديك مشاعر القلق مع التوتر؛ يمكن أن تُساعدَك تِقنيات التنفس؛ جرِّب تمرينَ التنفُس، فهذه تغييرات إيجابية.
السعادة مهارة مَعرفية، ورسالة السعادة واضحة، فهندسة السعادة تَبدأ من الذات، أنت مركز دائرة سعادتك، تَصالَح مع نفسك بواقعية، كن قنوعاً تكن أكثر سعادة، ولا تنتظر أن تأتيك السعادة على طبقٍ من ذهب، إن السعادة تأتي من داخل ذاتك، وقد قال الباري سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].


هندس سعادتك، الراحة، الإيجابية، الأفضل، الأحسن، الذات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع