مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


[شواهد حية في مواقف القدوة]

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


02/05/2023 القراءات: 298  


[شواهد حية في مواقف القدوة]
[توضيح موقف وتفسير تصرف]
شواهد حية في مواقف القدوة: نعرض في هذه الفقرة إلى بعض الوقائع الماثلة البارزة من سيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العملية كشاهد للصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم في ممارسة القدوة لما يطلبه من أتباعه وأثر ذلك السريع في المتابعة والانصياع، وفي بعض ما سلف دلالة ظاهرة. لكن ما نختاره في هذه الفقرة أكثر
بروزًا في الحياة العملية من سيرة خير البرية نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك نقتصر في غير مزيد على سيرة القدوة الأولى وإمام الأئمة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وإن كان القارئ الكريم يعلم أن في السلف من بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، نماذج ماثلة وتأس محفوظ وفيما سبق إشارات كقصة الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن وغيرها.
في صلح الحديبية وبعد أن فرغ الرسول، صلى الله عليه وسلم، من كتابة الصلح مع قريش، «أمر عليه الصلاة والسلام الصحابة أن ينحروا ثم يحلقوا من أجل أن يتحللوا من عمرتهم، لأنهم قد حصروا ومنعوا من البيت. يقول الراوي: فوالله ما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات. . فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة - رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلق لك. فقام فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنته، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى
كاد يقتل بعضُهم بعضا» .
توضيح موقف وتفسير تصرف: يحسن بالقدوة أن يكون على درجة من الشفافية والتحسس ليبقى بعيدا عن موارد الظنون ومواقع التأويلات جاءت أم المؤمنين صفية بنت حيي زوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لتزوره في معتكفه في المسجد في العشر الأخير من رمضان، فمكثت عنده وتحدثت ساعة ثم قامت راجعة إلى بيتها، فقام معها النبي، صلى الله عليه وسلم، مصاحبًا لها حتى يبلغها بيتها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «فقال لهما النبي، صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنما هي صفيةُ بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله وكَبُر عليهم فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئا» .
قال الحافظ في الفتح: "وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتياط من كيد الشيطان والاعتذار ".
ويقول ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى بهم فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلًا يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم.


[شواهد حية في مواقف القدوة]


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع