مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي


جرائم الحرب والابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني

د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a


01/11/2023 القراءات: 1848  


الصمت يغلف المشهد والقاتل مسترسل في الجريمة والمكان ثابت اماالتاريخ فمتفرج مضى عليه اكثر من ستين عاما ولم تختلف فيها الا تقنيات نقل المشاهد والصور مشاهد انتشال الجثث وصوت القذائف لايتوقف وكل ماسبق هو نقطة في بحر ماجرى ومايجرى من مجازر واعتداءات على يد الاحتلال في حرب غزة الان وكل الروايات سواء روايات الصحافة ام الشهود ام الضحايا تضيع امام انكار المسؤولين وإفلاس هيئات التحقيق والصمت الدولي الرهيب مسلسل مستمر منذ ماقبل عام1948حتى يومناهذا مشكلا فسيفساء الاجرام الصهيوني بالتواطؤ مع المتنفذين في المجتمع الدولي وهكذا ارتبط تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ بدايته بارتكاب المجازر وابشع الممارسات التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وتحديدا حقه في الوجود على ارضه وحقه في الحياة الكريمة فالشعب الفلسطيني يتعرض الى عملية ابادة جماعية باستهداف المدنيين في المجمعات السكنية والكنائس والمستشفيات ومجزرة مستشفى المعمدانية اظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني ونواياه التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء حقامايحدث جريمة حرب مكتملة الاركان بدأت بقتل العزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الاحياء منهم ومن الصعب ان نصور بالكلمات مايحدث يوميا من اعمال فظيعة ومذابح ودفن للأبرياء تحت انقاض منازلهم واليوم تشكل غزة امتحاناجديدا للنظام العالمي الذي فشل مرات عدة في تطبيق ماينادي به من قيم الانسانية والعدل والحرية لذا حان الوقت لوضع حد لهذا الاحتلال البغيض ووقف معاناة الشعب الفلسطيني فارضهم ارض الاسلاف ولابد ان يتمسك بهاالاحفاد فهي حق لأهلها المسلمين الاصلاء والظلم لاينتج سلامامستداما ولاسبيل لتحقيق الامن وانهاءالعنف الابإزالة اسبابه وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري والكيان الصهيوني مستمرفي خرق القوانين بمافيها قوانين الحرب وخرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب والاتفاقية الرابعة التي توفر الحماية للمدنيين في الاراضي المحتلة ويواصل خرقه للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والاعلان العالمي لحقوق الانسان وهذا سيؤثر حتماعلى الامن القومي الدولي وامتداد الصراع اقليميا بل عالميا ويهدد امدادات الطاقة للأسواق العالمية ويضاعف الازمات الاقتصادية العالمية ويفتح الباب على صراعات اعمق واوسع ولو جرى احترام القرارات الدولية وتولت الهيئات الدولية مسؤولياتها ماوصلت القضية الفلسطينية الى هذه الاوضاع المأساوية
وبدورنا نرفض بشدة محاولات إفراغ قطاع غزة من اهله فلا مجال للحديث عن إعادة التوطين اوخلق معسكرات للجوء ولامكان للفلسطينيين إلاأرضهم ونشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة ثم العمل على ضمان تبادل آمن وشامل للأسرى والمعتقلين ويجب بذل الجهود لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ولضمان عدم تكرار المأساة ندعو الى انشاء صندوق لدعم وإعمار غزة كماويجب وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها فليس من حق احد ان يتصالح ويتنازل او يتبرع نيابة عن الشعب الفلسطيني لانهم اصحاب الارض والقضية فلازالت الشرعية الدولية ومعها كل الشعوب الحرة تنادي بدولة فلسطينية عاصمتها القدس لاتمزقها المستوطنات اوتذلها المعابروسياسات التجويع فالاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لاينتج الا المزيد من العنف والتطرف والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم فالصراع العربي الاسرائيلي يعد من اكثر الصراعات التاريخية الممتدة التي عرفها العالم المعاصر ويتميز بانه يشمل مختلف الجوانب الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها فإسرائيل تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تصر على اعادة الهيكلة التامة للنظام الاقليمي الرئيسي وللنظم الاقليمية الفرعية المحيطة بها فهي تزعم ان هناك ضرورة قصوى لتفجير وازالة النظام الاقليمي العربي بل ولتفتيت الكيان الاجتماعي القومي العربي ليس ذلك فحسب وانما ايضا تفتيت النسيج الاجتماعي الوطني لكل قطر عربي على حدة ونلاحظ في ذلك ان هناك ثمة علاقة ارتباطية بين البعد الديني والصراعات الدولية حيث يمثل هذا البعد احيانا خيارا استراتيجيا لبعض الاطراف التي لاتجد سندا قانونيا تدافع به عن مطالبها فالأبعاد الدينية للصراع العربي الاسرائيلي واضحة في تبني الفكر السياسي الصهيوني لجذوره المبنية على اساطير ومزاعم استطاع اقناع العالم بها بالرغم من زيفها فجعل الدين اداة للسياسة بإضفاء القداسة عليه عن طريق القراءة الانتقائية للنبوءات التوراتية فالصهيونية عبارة عن حركة سياسية استعمارية استمدت جذورها من اساطير مزعومة مستمدة من تحريف النبوءات التوراتية لتبريراغتصابهالأرض فلسطين وكسب تأييد العالم الغربي النصراني لهاومن الاسباب التي ساهمت في انجاح المشروع الصهيوني التقاء المصالح الاستعمارية بالأهداف الصهيونية التي لعبت فيه الدول الاستعمارية دورا مهما وبهذا يتضح مخاطر الدولة الصهيونية وابعادهاعلى الشعب الفلسطيني والعالم العربي والاسلامي لذانوصي بادراك تداعيات إعلان اسرائيل انها دولة لكل الشعب اليهودي وتبني خطوات مدروسة وحازمة للتصدي لهذا الاخطبوط الصهيوني الذي يسعى الى الغاء الوجود العربي من فلسطين وطمس هويتها الاسلامية والعربية وانهاء اي حلم لإقامة دولة فلسطينية على اي شبر منها ولهذاكان هذا الانفجار ولهذا يتجدد الانفجار بطوفان الضمير الذي امربه الله في الحفاظ على الحياة والعرض والمال والوطن فقد حققت ملحمة طوفان الاقصى ان امة الاسلام وان تباعدت اقطارها جسد ومشاعر واحدة وان تخاذل الحكام والامراء ولكن الشعب والامة واحدة لقوله تعالى(إن هذه امتكم امة واحدة واناربكم فاعبدون)الانبياء/92 اللهم نسألك ان تنجز وعدك وتتحقق نبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال"لاتزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم الا ما اصابهم من لأواء حتى ياتيهم امر الله وهم كذلك قالوايارسول الله واين هم قال ببيت المقدس واكناف بيت المقدس"اخرجه احمد والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات


جرائم الحرب الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع