مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


🔻مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق‌‏

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


13/03/2023 القراءات: 490  


سلسلة السيرة النبوية

🔻مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق‌‏


كان سلام بن أبي الحقيق ـ وكنيته أبو رافع ـ من أكابر مجرمي اليهود الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأعانهم بالمؤن والأموال الكثيرة ، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ المسلمون من أمر بني قريظة استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله‏.‏ وكان قتل كعب بن الأشرف على أيدي رجال من الأوس، فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلتهم، فلذلك أسرعوا إلى هذا الاستئذان‏.‏


وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم في قتله ونهي عن قتل النساء والصبيان، فخرجت مجموعة قوامها خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، قائدهم عبد الله بن عَتِيك‏ رضي الله عنه ، خرجت واتجهت نحو خيبر حيث يوجد حصن أبي رافع


فلما دنوا منه، وقد غربت الشمس ، والناس راجعين إلى الحصن مع مواشيهم ، قال عبد الله بن عتيك لأصحابه‏:‏ اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب، لعلى أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته، وقد دخل الناس، فهتف به البواب‏:‏ يا عبد الله، إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب‏.‏

قال عبد الله بن عَتِيك‏ رضي الله وهو يحكي ماحدث :‏ فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق المفاتيح
قال‏:‏ فقمت إلى المفاتيح فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده(يسهر عنده مجموعة من الناس) ، وكان في علإلى (حجرة مرتفعة) له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت باباً أغلقت على من داخل‏


قلت‏:‏ إن القوم لو نَذِروا ( علموا ) بي لم يخلصوا إلى ( لم يصلوا إلى ) حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت‏
قلت‏:‏ أبا رافع، قال‏:‏ من هذا‏؟‏
فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف ، فما أغنيت شيئاً (لم أقتله)، وصاح، فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت‏:‏
ما هذا الصوت يا أبا رافع‏؟‏
فقال‏:‏ إن رجلاً في البيت ضربني قبل بالسيف‏
قال : فضربته ضربة قتلته

ثم جعلت أفتح الأبواب باباً باباً، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي، وأنا أري أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب‏
فقلت‏:‏ لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته‏؟‏ فلما أصبح الناس قام الناعي ينعيه ويخبر بأنه مات


فأنطلقت إلى أصحابي فقلت‏:‏ النجاء، فقد قتل الله أبا رافع‏.‏ فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته فقال‏:‏ ‏(‏ابسط رجلك‏)‏، فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها‏ "
البخاري


🔻مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق‌‏


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع