مدونة د حازم الشيخ الراوي


الخطاب الإلهي المباشر للمؤمنين الحلقة السادسة عشر (التعاون)

د حازم الشيخ الراوي | D.HAZIM AL SHEIKH ALRAWI


28/04/2022 القراءات: 768  



ورد أمر الله تعالى بالتعاون بين المؤمنين في خطابه المباشر سبحانه إليهم بالآية 2 من سورة المائدة بقوله عز وجل (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
والتعاون من العون والمساعدة، والذي ينطوي على المشاركة بين الأفراد والجماعات لتقديم الدعم والعون لبعضهم البعض من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. والتعاون نقيض الانانية، ويسهم في البناء المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات. والتعاون في شريعتنا السمحة ينطوي على جوانب الخير دون الشر كما ورد في أمر الله تعالى حيث لا يجوز التعاون على المعاصي والاعتداء على الآخرين. بل يجب أن يكون تعاونا يحقق الخير والفلاح سواء للأشخاص أو للمجتمع. وبذلك فهو يرتكز على العطاء الطيب دون انتظار تحقيق مصالح فردية.
والتعاون هو العنصر الاساسي لتحقيق النجاح والنمو والتطور والازدهار والنهوض بالمجتمع، ومجابهة كافة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعتري مسيرة المجتمع. فالتعاون يحقق القوة والتماسك، فالمؤمن للمؤمن كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف كالبنيان، يشد بعضه بعضا (البخاري، ح/ 467).
كما ان التعاون يعزز عرى الترابط الاسري والاجتماعي، وكما جاء في صحيح البخاري عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قوله: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى. (البخاري، ح/ 2580)
والتعاون يختزل الزمن والجهد في تحقيق الأهداف المختلفة، وينمي المودة والحب بين الناس، ويعمق مشاعر الأخوة والألفة بين المتعاونين، وينشر السعادة والرفاه بين أفراد المجتمع، ويسهم في اشاعة الاحترام المتبادل بينهم. كما ان التعاون يعزز الثقة بالنفس، ويقضي على الفاقة والعوز كما في الآثار المعيشية الايجابية التي تحققها الصدقات والزكاة، فضلا على انه يحظى برضا الله تعالى ويثقل ميزان الحسنات للمتعاونين على البر والتقوى. وكما جاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسل: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. (مسلم، ح/ 2580)
فالمجتمع ليس سوى مجموعة من الأفراد الذين يختلفون بالشكل وبالمواهب والقدرات والاختصاصات، ويتحدون بالهدف الذي يتمثل بالتطور وتحقيق الرفاه والرخاء والاستقرار والأمن والنمو. وبالطبع لا يمكن تحقيق هذا الهدف الا بالتعاون والتكاتف والتفاعل والتكامل بين الخبرات والكفاءات والتجارب والمواهب المتنوعة فيما بينها، وكل ضمن اختصاصه


المؤمنون .. العقيدة ..


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع