مدونة الدكتور محمد محمود كالو


المجون بمعنى المزاح، أ. د. محمد محمود كالو

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


03/07/2022 القراءات: 735  


المجون بمعنى المزاح

قال العلامة ابنُ رجب الحنبلي في ترجمة الإمام الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي (510 - 597هـ) في كتابه "الذيل على طبقات الحنابلة" (1 /412 ):
"قال الموفَّقُ عبد اللطيف: ... كان ابنُ الجوزي لطيف الصورة، حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات والنغمات، لذيذ المُفاكهة.... نشأ يتيمًا على العفاف والصلاح، وله ذهنٌ وقّاد، وجوابٌ حاضر، ومجونٌ لطيفة، ومداعباتٌ حلوة، ولا ينفكُّ من جارية حسناء...".

ومِنْ خلال تتبُّع استعمال العلماء لهذه اللفظة (المجون) نجدُ أنهم أرادوا بها المبالغة في التنكيت والتبكيت.

ففي "هدى الساري" خبرٌ فيه استعمال لفظ المجون بمعنى المزاح، انظر التفصيل في ص 384.

أمّا أهل بغداد فمعنى المجون عندهم: "صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى آخر. وذلك يدل على قوة الفطنة" كما قال ابنُ الجوزي في كتابه "أخبار الظراف والمُتماجنين" ص8.

أما محاولة النيل من ابن الجوزي بأنه كان (ماجنًا) محاولةٌ قائمة على فهم خاطئ، وأعني بذلك ما جاء في كتاب "كفاح الأشرار ونصرة الأخيار" لحسين رئيس رمضان الخالدي [طبع سنة 1354هـ]، فقد جاء فيه قوله ص3: "...وتستند هذه البحوث المجرمة إلى بعض هذيانات ابن الجوزي الماجن ...".

وقوله ص7: "ومَنْ كان نزيه الفطرة نبيه الفطنة ودرَس حياة ابن الجوزي المأثور تاريخها عن الثقاة لم يتأخر لحظة أن يحكم بسفاهته ومجونه...!".

إذن لا ينقص الوصفُ بالمجون من الموصوف به شيئًا، فالموصوفين بالمجون من كبار أهل الورع والتقوى والتمسُّك بأهداب الدين، إلا إذا قُرِنَ به وصفٌ آخر كأنْ يُقال: كان ماجنًا فاسقًا.


المجون، المزاح، المفاطهة، التنكيت، التبكيت، ماجن فاسق


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع