مدونة احمد زايد عبدعلي


واقع الشباب 2022 نظرة وتحليل

احمد زايد عبدعلي | Ahmad Zayed abd Ali


17/12/2022 القراءات: 997  




يفخر الوطن بالشباب لانهم الرئة النقية التي يتنفس منها، الشباب المؤهل بالعلم والمعرفة، والطموح القادر على الاخذ بزمام المبادرة، المثقف الواعي الحريص على قضايا امته، المحصن بتقوى الله، الجريء في قول الحق بلا افراط او تفريط، صاحب العزيمة، المحافظ على مكتسبات الوطن المادية والمعنوية، المنتمي لدينه ووطنه وامته، لا يتردد ابدا في ان ينخرط في الخدمة العامة بارتياح واطمئنان، والذي يسهم في رسم الخطط لأحداث التغيير الايجابي الجذري بدون كلل لأنه يؤمن بقوله تعالى «ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»(الرعد ايه 11) ينظر الى امته بعين المحبة، ويخلص في اداء واجبه لأنه عبادة يتقرب بها الى ربه عز وجل، لقد اودع الله في الشباب طاقات يجب ان تستغل في العطاء والخير الذي يعود على ابناء الامة بالسعادة والرضا والامان المادي والمعنوي، والشباب المؤمن قادر على تخطي العقبات التي تعترض مساره بالحكمة للوصول الى الهدف المنشود، كما انه صادق في تحمله للأعباء، لأنه يتعامل مع قضايا الوطن بطرق علمية حضارية قائمة على العلم والاحاطة للتحديات الحاضرة والمستقبلية التي تجابه الامة. كما يعتز الوطن بالشباب المؤمن لأنه يتمتع بنظرة الشيوخ الثاقبة في معالجته للمشاكل، ويأنف ان يكون إمعة، انه صاحب قرار عنده من الشفافية والصدق والحس الايماني والوطني ما يبعده عن الاساءة لنفسه ولغيره، لقد رسم الشباب الذي يمثل كل الامة معالم شخصيته، وحدد موقعه كرقم له اهميته في فهم قضايا امته مع السعي لعلاجها بعد ان اخذ بالأسباب وتوكل على الله، واعد لكل قضية ما يلزمها، فمن المؤكد لشيء مفرح ان يمتزج رأي الشباب بالحكمة والحماس، لقد اخذ الرسول الكريم في معركة احد برأي الشباب عندما خرج للقاء العدو الذي يهدد امن وعقيدة وسلامة الامة حينذاك، هذه الفئة الخيرة يعول الوطن عليها ويعقد الآمال، لأنها تضطلع بالمسؤولية لتحصين الوطن الغالي من غائلة الاخطار، ولأنها تربت في اسرة زرعت فيهم عنصر الحيوية والعطاء في المجتمع، ودربته على الحوار والتواصل مع غيره بإيجابية وثقة، واحترمت عقله وآدميته فجعلته محط اهتمامها ورعايتها، فكان لهذا الاثر الواضح في تفاعله وحركته النشطة، وانطلق بحرية مسؤولة، ليكون رسول خير لامته بفكره الناضج، وعطائه المتميز، وايمانه العالي فإنّ هذه الخصائص ترشّحهم ليكونوا طليعة التغيير ورُواد كلّ جديد.
"يغلب على عنصر الشباب الميل للتغيير وعدم الرضا بالقديم، والبحث عن الجديد، ومن هنا فإنّ وقود التغيير يعتمد أساساً على حماسة الشباب وصلابة إرادتهم" ويعتبر الشباب وقوداً لحركات التغيير في كلّ المجتمعات، لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحبّ المغامرة والتجديد، والتطلع دائماً إلى كلّ جديد، والثورة على التبعية والتقاليد، إلّا ما كان ديناً قويماً، أو تراثاً صحيحاً. نعم إنّهم يمتلكون القوّة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير، فهم الذين تسير بهم العملية التعليمية والمصانع والمزارع والتكنولوجيا الحديثة.
عزيزي القارئ لو تتبعت خارطة حركة الجماعات الارهابية بمختلف محاورها ومستوياتها نجدها تستخدم التكنولوجيا الافتراضية كمصدر حيوي لبث رسائلها وتنسيق هجماتها. ورغم جهود الحكومات وبعض شركات الإنترنت لمنع استخدام الشبكة كحاضنة للإرهاب، سمح العصر الرقمي والتكنولوجيات القوية للمنظمات المتطرفة أن تشجع وتتواصل مع مجندين محتملين كما وسهلت منصات التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، ومنصات الدردشة، التجنيد الإرهابي عن طريق توفير مسارات للتطرف بنشر إيديولوجيا ودعاية ومحتويات أخرى وبعضها تستغل الدوافع الدينية وبالإضافة إلى التجنيد، عززت التكنولوجيات الرقمية وسائل اتـصـال الـشبكات الإرهـابـيـة، وامكانياتها اللوجستية والاستطلاعية وماليتها، مما سهل لها تنسيق المؤامرات حول العالم عن طريق استعمال منظومة الرسائل المشفرة وكذلك لا ننسى نشر المقاطع الفديوية بكثافة في استراتيجيات الدعاية والمشاركة للجماعات الإرهابية التي تستغل ادنى ثغرة للولوج لعالم الشباب مستغلة في ذلك واقعنا المعاصر فالشباب يعانون من مشاكل كثيرة بسبب البطالة "مشكلة الباحثين عن عمل" وهدر طاقاتهم وعدم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب، إضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمّة المستخدمة في حياتهم اليومية، وقد سبّب ذلك انطوائهم وعزوفهم عن الزواج وتهربهم من المجتمع بطُرق ملتوية وانخراطهم في تناول المخدرات وهو بداية طريق الضياع.
وهنا يأتي دور الإعلام كوسيلة مهمّة لتوجيه الشباب بالوجهة الصحيحة وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة من خلال الدور المهم الذي يطلع به الإعلام.
فالإعلام هو في حقيقته قوّة حضارية أو عملية ثقافية تجري في بيئة معيّنة مؤثرة فيها ومتأثرة بها، وهناك تفاعل مستمر بين وسائل الإعلام والمجتمع وعلى الشباب على وجه الخصوص، فهذه الوسائل لا تؤثر على المجتمع بنُظمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل إنّ هذه النُّظم قد تؤثر فيه أيضاً.
فمن هنا نجد أنّ المنطلق الأساسي الذي يدور حول حقيقة جوهرية مؤثرة هو أنّ الإعلام يبثّ القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع إن كان ذلك الإعلام، إعلاماً صادقاً نابعاً من صميم الأُمّة الإسلامية وسيرة رسول الرحمة والانسانية محمد بن عبد الله (صلى الله علية واله وسلم) والمجتمع المسلم الأصيل.
فيجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدّم وتحقيق القوّة والعظمة لأُمّتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفّز الشباب في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرمجة المستقبل
وقد يُصاب الشاب بالإحباط نتيجة عدم تحقيق طموحاته ورغبته في التطوّر ومسايرة العلم والتكنولوجيا وذلك بسبب عدم توفّر الفرص والإمكانيات اللازمة لذلك. فيشعر الكثير من الشباب بعدم الرِّضا لأنّ ما يحصلون عليه أقل بكثير ممّا يتطلعون


الميول والاتجاهات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اتمنى اطلاعكم ان ينال استحسانكم