مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (106)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


23/12/2023 القراءات: 636  


رسالة في التفسير للشيخ الدَّبَان:
قلتُ في صدر نشرها سنة (1424-2003م): "وإنك لتجدُ في هذه الرسالة:
- الإشارة إلى نظائر التعبير في الآيات، وربط بعضها ببعض.
- حسن النقل، والاقتصار على المطلوب.
- وضوح العبارة، وسلامة الأسلوب.
- ترقيم الأقوال، ونسبتها إلى قائليها.
- مناقشة الأقوال وبيان ما فيها.
- لفتات تربوية مهمة.
ومن هنا ارتأيتُ إخراجها، لتكون ثاني عمل علمي ينشر للشيخ بعد ”الفتاوى“ التي نشرتها مجلة التربية الإسلامية ببغداد تباعًا".
***
من رسائل شيخنا الدبان:
عرض الأستاذُ الشيخُ الدكتور أحمد حسن الطه مسودة كتابه عن "المفقود" على الشيخ عبدالكريم الدبان -رحمه الله تعالى-، فشجعه على طباعته وكتب إليه -وأنقل من خطه-:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السيد أحمد حفظه الله
قرأتُ هذه الصفحات فوجدتُّ فيها الإجادة والإفادة. فيها الدقة في البحث، والتلطف في العرض، والقوة في نصرة الحق. وإني -إذ أؤيدك في جميع ما ذكرتَ- أدعو الله سبحانه أن يبارك بك ويبارك لك وعليك، وأن يحسن إليَّ وإليك، ويفتح عليّ وعليك. والسلام. عبدالكريم الدبان. في 1 صفر سنة 1404".
***
إهداء كتاب:
أهدى الأستاذُ الشيخُ الدكتور عبد الملك السعدي كتابه "الطلاق وألفاظه المعاصرة" إلى شيخه العلامة عبد الكريم الدبان فقال في فاتحته:
"إلى كنز علم [محافظتي] "بغداد" و"صلاح الدين"، بل العراق.
إلى السر المكتوم، والعلم المخزون، مَن رَفَضَ الشُّهرة والظهور بكل أشكاله.
إلى النزاهة والعفة والرضا باليسير.
إلى مَنْ زهدَ في الدنيا وأعرض عن وظائفها.
إلى شيخ الفطام، وعلم الأعلام.
إلى مَنْ ختم الله لي على يديه شرف التلقي مِنْ بعض بحر علومه.
إلى موسوعة العلوم العقلية والنقلية.
أستاذي وشيخي: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي.
أقدم هذا الجهد المتواضع، على الله أن يلحقني به وبأمثاله في الدنيا والآخرة.
وأداء لبعض إحسانه عليَّ، أرجو له من الله الرحمة والمغفرة والرضوان. آمين.
المؤلف: تلميذه".
***
كتابان جديدان:
نشر شخصٌ يسمّي نفسه: (يا رفاعي) نصًّا نقلَه من كتابٍ سمّاه: "نسيم الصبا في معنى غريب الغربا" وعزاه إلى أبي الهدى الصيادي، ولم أكن علمتُ بهذا الكتاب، ولم يُذكر في قائمة مؤلفات الصيادي في كتابه "الفرقان". وسألتُ عنه الشيخ محمود الدرة -وهو متتبع للتراث الصيادي- قلت: هل مرَّ بكم هذا الكتاب؟ فقال: "نعم رأيتُه في عمّان في بيت السيد تاج الدين الصيادي، وهو رسالة صغيرة جدًّا".
ونَشر الشخصُ المذكورُ مقدمة كتاب باسم: "منحة الهادي في ترجمة الغوث السيد محمد أبو الهدى أفندي الرفاعي الصيادي"، ولم يَذكر المؤلف. ولم أكن علمتُ به.
***
الطلاق مرتان:
قال لي شيخنا الأستاذ مصطفى الزلمي -رحمه الله-: زارني رجلٌ له مدرسةٌ، ودرَّس خمسين سنة، وعلى الباب قال: خرب الله بيتك! كيف تفتي أنَّ الطلاق الثلاث واحدة؟! فقلت: لستُ أنا. فقال: فمَن؟ قلت: الله تعالى هو القائل، فقال: كيف؟ فقلت: الله يقول: (الطلاق مرتان)، واسألْ حتى الراعي يعرف أنَّ (مرتان) بينهما زمن، ولم يقل: الطلاق اثنان؛ لأنَّ اثنين ليس بينهما زمن، فقال: لولا قول الشافعي لأخذتُ بهذا الفهم.
***
جعفر الصادق والملحد:
قال الإمام الرازي في «مفاتيح الغيب» (2/ 333):
«ليس الغرض من الدلائل القرآنية المجادلة، بل الغرض منها تحصيل العقائد الحقة في القلوب، وهذا النوع من الدلائل أقوى من سائر الطرق في هذا الباب، لأن هذا النوع من الدلائل كما يفيد العلم بوجود الخالق فهو يذكر نعم الخالق علينا، فإن الوجود والحياة من النعم العظيمة علينا، وتذكير النعم مما يوجب المحبة وترك المنازعة وحصول الانقياد، فلهذا السبب كان ذكر هذا النوع من الأدلة أولى من سائر الأنواع. واعلم أن للسلف طرقًا لطيفة في هذا الباب، أحدها:
يُروى أن بعض الزنادقة ‌أنكر ‌الصانع عند جعفر الصادق رضي الله عنه فقال جعفر: هل ركبتَ البحر؟
قال نعم.
قال: هل رأيتَ أهواله؟
قال: بلى، هاجت يومًا رياح هائلة فكسرت السفن وغرقت الملاحين، فتعلقتُ أنا ببعض ألواحها ثم ذهب عني ذلك اللوح فإذا أنا مدفوع في تلاطم الأمواج حتى دُفعتُ إلى الساحل.
فقال جعفر: قد كان اعتمادك من قبل على السفينة والملاح، ثم على اللوح حتى تنجيك، فلما ذهبتْ هذه الأشياء عنك هل أسلمتَ نفسك للهلاك أم كنت ترجو السلامة بعدُ؟
قال: بل رجوتُ السلامة.
قال: ممن كنتَ ترجوها؟
فسكتَ الرجل.
فقال جعفر: إن الصانع هو الذي كنت ترجوه في ذلك الوقت، وهو الذي أنجاك من الغرق.
فأسلم الرجلُ على يده».
***
منشور لا يصح:
شاع في وسائل التواصل هذا المنشور:
"من أدب الخلاف:
أحد طلاب اﻹمام الشافعي رحمه الله تعالى اسمه يونس، اختلف مع أستاذه اﻹمام "الشافعي" في مسألة، فقام الطالب غاضبًا.. وترك الدرس.. وذهب إلى بيته!
فلما أقبل الليل... سمع صوت طرق على باب منزله..
فلما فتح الباب، فوجئ بالإمام الشافعي.. يقول: يا يونس، تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة!
يا يونس، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات.. فأحيانا "كسب القلوب" أولى من "كسب المواقف"..
يا يونس، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها.. فربما تحتاجها للعودة يومًا ما!
اكره "الخطأ" دائمًا... ولكن لا تكره "المُخطئ".
وأبغض بكل قلبك "المعصية"... لكن سامح وارحم "العاصي".
يا يونس، انتقد "القول"... لكن احترم "القائل"...
فإن مهمتنا هي أن نقضي على "المرض"... لا على "المريض.
أقول:
هذا موضوع على الشافعي، والصحيح جملة واحدة:
"قال يونس الصدفي: ما رأيتُ أحدًا أعقل من الشافعي.... ناظرته يومًا في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة". "تاريخ دمشق" لابن عساكر (51/ 302).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع