مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي


رمضــــــــــــــــــــــان: الخير بادٍ فيك والإحسانُ

الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab


18/03/2025 القراءات: 10  


الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خير مبعوث للعالمين، نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أمّا بعد؛

إنّه رمضان؛ شهر الصّيام، وشهر القيام، وشهر تلاوة القرآن، وشهر المغفرة والرّحمة والعتق من النّيران.

رمضــــــــــــــــــــــان
الخير بادٍ فيك والإحسانُ
*
والذكرُ والقرآنُ يارمضانُ

والصّوم فيك عبادة ورياضةٌ *
تسمو بها الأرواحُ والأبدانُ

والشّر فيك مكبّلٌ ومغللٌ *
والبرُّ فيك مجلّلٌ هتّانُ

واللّيل فيك نسائمٌ هفّافةٌ *
رقصت لطيب عبيرها الرّهبانُ

والفجر فيك عبادةٌ وتلاوةٌ *
والصّبح فيك سِعايةٌ وأمانُ

والرّوح فيك طليقةٌ رفرافةٌ *
أحلامها الغفرانُ والرّضوانُ

والجسم فيك حبيسةٌ أطماعه *
لا يستريح إذا سما الوجدانُ

والنّاس فيك تآلفٌ قد ضمّهم *
وأظلّهم ظلُّ الهدى الفينانُ

فكأنّهم جسمٌ يئنّ إذا اشتكى *
عضو به وكأنّهم بنيانُ

إنّه شهر تاقت له أفئدة الصّالحين، واشتاق إليه قلوب المتّقين، ونصبت فيه أبدان العابدين، قد مضى أكثر من ثلثه، والثّلث كثير.

خليق بنا أن نلحق بركب الصّالحين، الّذين عرفوا أنّ مقصد ومدلول الصّيام هو التّقوى، فربطوا صيامهم بالتّقوى، وأنفسهم بالتّطلّع إلى ما عند الله من النّعيم المقيم،

فهانت الدّنيا عندهم، وعلموا أنّها لا تصلح للقرار، وعظمت الآخرة في قلوبهم، فصبروا وصابروا ونغّصوا بالصّيام لذّة الهوى، حتّى أصبحت أبدانهم نحلى من الجوع والضّرر، وأجفانهم قد حالفت في اللّيل السّهر، ودموعهم تجري كقطرات المطر، قد تأهّب القوم للسّفر، يحدوهم ركوب الخطر.

الأيّام تمضي متسارعة، واللّيالي تذهب متتابعة، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس، وكلّ مخلوق سيفنى، ليس غير الله يبقى، من علا فالله أعلى.

فلنغتنم ما تبقّى من رمضان، ولنعمل بأسبابٍ توجِب لنا الرّحمة والمغفرة والعتق من النّار، من الصّيام والقيام، وقراءة القرآن والذِّكْر، والصَّدَقة والاستغفار، وغير ذلك من الأعمال الصّالحة.

ولنعلم أنّ لله عتقاء من النّار، وذلك في كلّ ليلة، فعن جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: «‌إِنَّ ‌لِلَّهِ ‌عِنْدَ ‌كُلِّ ‌فِطْرٍ ‌عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» رواه أحمد وابن ماجة، وقال الألبانيّ: حسن صحيح.

ولا يدري أحدنا متى يكون عتيقًا من النّار؟ أفي أوّل رمضان، أم في وسطه؟ أم في آخره؟ أم سيحرم من ذلك! نسأل الله السّلامة والعافية، ونعوذ بالله من النّار.

اللّهمّ اجعلنا من الصّائمين والقائمين رمضان إيماناً واحتساباً، اللّهمّ إنّا نسألك العفو والعافية في الدّين والدّنيا، اللّهمّ أعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المؤمنين من النّار، اللّهمّ ربّنا ومولانا وفّقنا ومَن له حقّ علينا للصّالحات قبل الممات، وأرشدنا إلى استدراك الهفوات قبل الفوات يا أرحم الرّاحمين🤲🤲🤲


رمضان، حال السّلف، التّقوى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع