مدونة د. عبد الرحمن أحمد ندا


العلاقة بين الهوية والإبداع- تناغم أم تعارض

د.عبد الرحمن أحمد أحمد ندا | Dr. ABDELRAHMAN AHMED NADA


08/12/2021 القراءات: 1736  


تتضح طبيعة العلاقة بين الهوية والإبداع من خلال النظر إلي انعكاسات الهوية علي إبداعات الفرد، واعتبار أن الشعور بالهوية هو مدخل للإبداع، وذلك من خلال:-
• شعور الفرد بأنه صاحب رسالة وتمايز.
• العمل علي إنماء قدرات المجتمع من الداخل.
• تحديد مسئوليات الأفراد نحو تنمية مجتمعهم وتحقيق مستوي ملائم من النماء.
ويظهر أثر الشعور بالهوية علي الفرد والمجتمع من خلال وجود عبء التفكير في بناء المستقبل، والعمل علي بناء مشروع للتنمية الحضارية في هذا المجتمع، والتأكيد علي وجود/تنمية ثقافة التنمية المجتمعية.
إن القضية هي: بناء الإنسان العربي القادر علي صياغة مستقبله، والإبداع في بناء حضارته في إطار من التمايز، وليجعل من قضية الإنجاز الحضاري العربي مؤشراً لنضج الفكر العربي في محضنه الرئيسي" الذاتية الثقافية والهوية العربية"، وعلي الجانب الآخر توسيع نطاق مشاركة الخبرة العربية و تمكينها من المنافسة والإبداع في إطار الواقع العالمي.
وبالنظر إلي واقعنا العربي من حيث الإبداع العلمي في الوطن العربي، يتضح أن من أهم المشكلات التي تقف في وجه طاقات الإبداع العلمي العربي هو خلل العلاقة بين الهوية والإبداع العلمي والذي يتضح من وجود قصور في تكوين رؤية حاكمة بين حاجتنا للتأكيد علي العلامات المميزة لثقافتنا و خصوصياتنا الحضارية وبين الحاجة المتجددة لاستيعاب المتغيرات العصرية والانفتاح علي الآخر؟ ، لذا فإن العمل علي حماية الثوابت المميزة لهوية مصر الحضارية وخصوصياتها الثقافية يبرز التمايز بين نوعين من القيم: قيم المحور والتي تتعلق بخصوصيات الهوية الحضارية وقيمها & وقيم الإطار والتي تتعلق بآليات التفاعل مع مستحدثات التطور.
وخلاصة القول، أنه ليس هناك ثمة تناقض بين الهوية والإبداع العلمي، لذا فإنه ينبغي التأكيد علي:-
 أن هوية المجتمع العربي والإسلامي تهيئ الأفراد لإعلاء كلمة الله لكي تكون أمتهم بحق أمة الشهود الحضاري.
 إنَّ الأمَّة العاجزة عن المحافظة على جوهر كينونتها وروحها الحضاري والدِّفاع عن خصوصيَّتها... أي القابلة للذَّوبان في أيِّ محلول حضاريٍّ غريب عنها، ليست جديرة بالبقاء، ولن تجد من يأسف عليها.
 أنه يجب النظر للغرب/الآخر علي أنه تحدٍ تاريخي وليس نموذجاً نسعى إلي تقليده أو الإقتداء به. وإذا كنا لا نقبل تقليد ماضينا فمن الأكيد أيضاً أننا لا يجوز أن نقلد الآخر أو أن نكون نسخاً مكررة للآخر وإنما المطلوب هو الإبداع لا التقليد.
 إن حاجتنا إلي تجديد ثقافتنا وإغناء هويتنا والدفاع عن خصوصياتنا لا تقل عن حاجتنا إلي اكتساب الأسس والأدوات التي لا بد منها لممارسة التحديث والإبداع ودخول عصر العلم و الثقافة دخول الذوات الفاعلة المستقلة وليس دخول الموضوعات المنفعلة المسيرة.
 الحاجة إلي الدعم الإيجابي لهوية المجتمع وخصوصياته الثقافية بما يجسد المعاني الحضارية للأمة، وبما يساعد علي تحديد نموذج الإنسان الذي نسعى إلي بناءه.
 إن تفعيل العلاقة بين الهوية والإبداع العلمي هي قضية ترتبط بتربية الإنسان التربية المتكاملة من خلال:-
أ‌- احترام الذات: ويشير إلي وعي الإنسان بدوره ومكانته الوجودية وواجباته.
ب‌- الثقة بالقدرات: وتشير إلي ثقة الإنسان بأنه صار قادراً علي أن يصنع شيئاً متميزاً.
ج- القدرة علي تحمل المسئولية: من خلال وجود الفعل ( وهو المظهر المعبر عن الشخصية)، والمحاسبة علي هذا الفعل.
د‌- الوفاء بحق الوطن: وهو ما يشير إلي الأثر المتبقي للفعل في خدمة قضايا المجتمع.


الهوية - الإبداع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع