سؤال وجواب في الوتس اب (64)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
01/01/2024 القراءات: 558
السؤال (689):
كيف نفهم الأحاديث التي تنفي دخول الجنة عمن ارتكب بعض الذنوب من المسلمين؟
الجواب:
هذا النفيُ له محاملُ بيَّنها العلماء، فالمنفي:
-دخول الجنة الأولي مع السابقين الأولين، فيُعذب العاصي بقدر.
-أو لا يدخل إلا أن يعفو الله عنه.
-أو إلا أن يتوب توبة صحيحة في الدنيا.
-أو أن ذلك محمول على مَن استحل ذلك الذنب.
-أو لا يدخل جنة خاصة معدة لمن يقوم بعمل خاص مناف لذلك الذنب الذي ارتكبه.
-أو يُعاقب بحرمان جُزئي.
-أو أن ذلك الذنب قد يقودُه إلى سوء الخاتمة فلا يموت على الإيمان فلا يدخل الجنة. وهذا أشد ما ذكر.
ولنتأملْ ما قاله الإمام المناوي مثلًا في هذه الأحاديث:
1-قال في «فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي» (2/ 322):
«(إن الإسلام نظيف) نقي من الدنس (فتنظفوا) أي:
نقوا ظواهرَكم مِن دنس نحو مطعم وملبس حرام وملابسة قذر.
وبواطنَكم بإخلاص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء.
وقلوبَكم مِن نحو غلٍّ وحقدٍ وحسدٍ.
(فإنه لا يدخلُ الجنةَ إلا نظيف) أي طاهر الظاهر والباطن.
ومَن لم يكن كذلك طهرته النار، ثم لا بد مِن حشرِ عصاةِ الموحِّدين مع الأبرار، في دار القرار، فالمنفيُّ الدخولُ الأوليُّ».
2-وقال (المُناوي) في (3/ 180):
«(الإسلام نظيف) أي نقي من الوسخ والدنس (فتنظفوا فإنه لا يدخلُ الجنةَ إلا نظيف).
يحتمل النظافة الحسية، ويحتمل المعنوية.
أي لا يدخلها إلا المطهرُ من دنس العيوب ووسخ الآثام، ومَن كان ملطخًا بذلك لا يدخلها حتى يُطهر بالنيران، أو يدركه عفوُ الرحمن».
3-وقال في (4/ 172):
«(الشحيح) أي البخيل الحريص على ما سبق بما فيه [كذا] (لا يدخلُ الجنةَ) مع هذه الخصلة حتى يُطهر منها: إمّا بتوبةٍ صحيحةٍ في الدنيا، أو بالعفو، أو بالعذاب».
4-وقال في (4/ 428):
«(فرخ الزنا) بخاء معجمة بضبط المُصنِّف [السيوطي] وفي بعض النسخ: فرج بالجيم وهو تصحيف (لا يدخلُ الجنةَ) مطلقًا إن استحلَّ. أو مع السابقين الأولين إنْ لم يَستحل».
5-وقال في (4/ 517):
«(قسَمٌ من الله تعالى لا يدخلُ الجنةَ بخيل) أي إنسان رُزق مالًا وحظًّا من الدنيا، فلحبِّهِ له وعزتهِ عنده وعظمتهِ في عينه ووقعهِ في قلبه زواه عن حقوق الحقِّ والخلق، فهذا لا يدخُلها حتى يُطهر مِنْ دنسِ البخلِ وقبحِ الشحِّ بنار جهنم، أو يُعفى عنه».
6-وقال في (5/ 12):
«مَن أطاعني) أي انقاد وأذعن لما جئتُ به (دخلَ الجنةَ) وفاز بنعيمها الأبدي، بيَّن أن إسناد الامتناع عن الدخول إليهم مجازٌ عن الامتناع لسببه وهو عصيانه بقوله: (ومَن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى) فله سوء المنقلب بإبائه.
والموصوفُ بالإباء:
إنْ كان كافرًا [فهذا] لا يدخل الجنة أصلًا.
أو [كان] مسلمًا لم يدخلها مع السابقين الأولين».
7-وقال في (6/ 157):
«(مَن شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها) أي مِن شربِها حتى مات. وفي كلمة "ثم" إشارةٌ إلى أن تراخي التوبة لا يمنع قبولها ما لم يغرغر (حُرِمَ منها) بضم الحاء وبالتخفيف، وفي رواية مسلم [في الصحيح]: حُرِمها (في الآخرة) يعني: حُرم دخول الجنة إنْ لم يُعف عنه، إذ ليس ثَم إلا جنة أو نار، والخمر من شراب الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة لا يدخلها، لأنّ شربَها مرتبٌ على دخولها، فكأنه قال: مَن شربها لا يدخل الجنة.
أو المراد: جزاؤه أن يُحرم شربها في الآخرة عقوبةً له وإنْ دخلها. كذا في "المنضد". ورُجِّحَ.
واعتُرِضَ بأنه يتألمُ بذلك، والألمُ العقوبة [كذا ولعل الصواب: عقوبةٌ] والجنةُ ليستْ بدارها؟!
ورُدَّ بمنع تألمه، لجواز نزع شهوتها منه.
واعتُرض بأنه إذا لم يتألمْ لا يكون منعُها جزاءً فلا يرتدع عنه في الدنيا، والحديث وردَ لذلك.
ومُنِع بأنه إذا لم يتألم لا يلتذ بها أيضًا، وكفى به جزاء...".
8-وقال في (6/ 448):
«(لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم، كما جاء مبينًا هكذا في [صحيح] مسلم عن سفيان، بل وردتْ هذه اللفظة في "الأدب المفرد" للبخاري ....
والمراد: لا يدخل الجنة التي أُعدتْ لوصال الأرحام.
أو: لا يدخلها مع اتصافه بذلك، بل يُصفى مِنْ خبثِ القطيعة، إمّا بالتعذيب، أو بالعفو.
وكذا يُقال في نحو "لا يدخلُ الجنة متكبرٌ" وشبههِ، وهو محمولٌ على المُستحلّ، أو على سوء الخاتمة».
9-وقال في (6/ 448):
«(لا يدخل الجنة [خَبٌّ]) أي مع الداخلين الأُوَل مِن غير عذابٍ ولا بأسٍ.
أو: لا يدخلُها حتى يُعاقب بما اجترحه.
وكذا يُقال فيما بعده.
قال التوربشتي: هذا هو السبيلُ في تأويل أمثال هذه الأحاديث، لتوافق أصول الدين، وقد هلك في التمسك بظاهر أمثال هذه النصوص الجمُّ الغفيرُ من المبتدعة.
ومَنْ عرف وجوه القول وأساليب البيان من كلام العرب هان عليه التخلصُ بعون الله من تلك الشبه
(خَبٌّ) بمعجمة مفتوحة وباء موحدة، خداع يفسد بين المسلمين بالخدع، وقد تكسر خاؤه، وأما المصدر فبالكسر كذا في "النهاية".
أي لا يدخلُ الجنةَ مع هذه الخصلة حتى يُطهر منها، إمّا بتوبة في الدنيا، أو بالعفو، أو بالعذاب بقدره.
(ولا بخيلٌ ولا منّانٌ)»
10-وقال في (6/ 448):
«(لا يدخل الجنة مَنْ لا يأمن جارُه بوائقه) أي دواهيه، جمع بائقة، الداهية، وجاء في حديثٍ تفسيرُها بالشرِّ، وهو تفسيرٌ بالأعم.
زاد في رواية: قالوا: وما بوائقه؟ قال: شره.
وذلك لأنه إذا كان مضرًّا لجاره، كاشفًا لعورته، حريصًا على إنزال البوائق به، دلَّ حالُهُ على فسادِ عقيدته، ونفاقِ طويته، أو على امتهانهِ ما عظم الله حرمتَه، وأكدَّ وصلتَه، فإصرارُه على هذه الكبيرة مظنةُ حلول الكفر به، فإنَّ المعاصي بريده، ومَن خُتم له بالكفر لا يدخلها.
أو هو في المُستحل.
أو المراد: الجنة المعدَّة لمَنْ قام بحقِّ جاره».
***
السؤال (690):
نشرتم قولًا للشيخ عبدالكريم المدرس: "الناس أكلة خبز"، ماذا يقصد الشيخ بذلك؟
الجواب:
يقصد: الناسُ طلابُ دنيا.
***
أسئلة وأجوبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة