مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ (2).
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
19/12/2022 القراءات: 592
وعن أنس قال دخل علينا رسول الله فقال عندنا – أي نام – فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ رسول الله فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وإنه أطيب من الطيب أخرجاه .
وروي الدرامي عن جابر قال : رسول الله لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرقه .
وفي حديث أم معبد المشهور لما مر بها النبي في الهجرة هو وأبو بكر ومولاه ودليلهم وجاء زوجها فقال صفيه لي يا أم معبد فقالت رجل ظاهر الوضاءة حلو المنطق فضل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن .
وذكر بعضهم زيادة علي هذا قال فيه :
في وصف أم معبد الخزاعية لرسول الله قال أبو معبد لزوجته صفي لي صاحب قريش الذي يطلب يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضأة – أي الحسن والنظافة مبتلج الوجه – أي مشرق ذو نور - .
حسن الخلق لم تعبه ثجلة – أي ليس بطنه ضخم – ولم تزر به صعلة – أي ليس رأسه صغير – وسيم – أي جميل معتدل القامة – في عينه دعج – أي شدة سواد العين مع سعتها - .
وفي أشفاره وطف – كثرة شعر الحاجبين – وفي صوته صحل – صوته رخيم – أحور – شدة بياض العين في شدة سوادها – أطحل أزج – كان عينه مكحولة وإن لم تكحل – دقيق الحاجبين في طول – أقرن – مقرون الحاجبين – شديد سواد الشعر في عنقه سطح – أي ارتفاع وطول وفي لحيته كثافة .
إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما – أي ارتفع – وعلاه البهاء – الحسن والجمال وكأن منطقه خرزات يتحدرن حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر – أي لا عي فيه ولا ثرثرة أجهر الناس وأجملهم من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب .
ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يخصون به إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلي أمره محفود – أي يطيعه أصحابه مسرعين – محشود – يجتمعون حوله .
اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لما وفقت له الصالحين من خلقك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
" قصة أبي أيوب الأنصاري "
أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الأنصاري ، شهد بدرا والعقبة وروي مائة وخمسين حديثا ، مات بأرض الروم غازيا سنة 52 هـ ودفن إلي أصل حصن بالقسطنطينية ، وله قصة يحلو ذكرها .
بعد ما تآمرت قريش بدار الندوة علي قتل رسول الله وجاء جبريل عليه السلام إلي رسول الله فأخبره بذلك وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة .
وجاء رسول الله إلي أبي بكر نصف النهار في ساعة لم يكن يأتيه فيها متقنعا فقال اخرج من عندك فقال إنما هم أهلك يا رسول الله ، فقال رسول الله إن الله قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله ، قال نعم فقال أبو بكر فخذ بأبي وأمي إحدى الراحلتين ، فقال بالثمن ، وأمر عليا رضي الله عنه أن يبيت تلك الليلة علي فراشه .
ومضي رسول الله إلي بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في بيت أبي بكر ليلا ، ومضي رسول الله وأبو بكر إلي غار ثور ، فنسجت العنكبوت
علي بابه ، وحام الحمام فوق الغار وجدت قريش في طلبهما وأخذوا معهم القافة حتى انتهوا إلي باب الغار ، فوقفوا عليه فلما رأوا الحمام فوقه والعنكبوت قد نسجت علي به استبعدوا ذلك جدا وأعمي الله بصائرهم وأبصارهم وفي ذلك يقول الشاعر :
وما حوى الغار من خير ومن كرم
( وكل طرف من الكفار عنه عمي
(
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على
( خير البرية لم تنسج ولم تحم
(
وقاية الله أغنت عن مضاعفة
( من الدروع وعن عال من الأطم
(
فقال أبو بكر : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلي ما تحت قدميه لأبصرنا ، فقال ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا وكانا يسمعان كلامهم إلا أن الله عمي عليهم أمرهما إن الله علي كل شيء قدير . بلغ النبي المدينة ، فتلقته قلوب أهلها بأكرم ما يتلقي به وافد ، وتطلعت إليه عيونهم تبثه شوق الحبيب إلي حبيبه ، وفتحوا له قلوبهم ليحل منها في سويدائها ، وأشرعوا له أبواب بيوتهم لينزل فيها أعز منزل ، فكانوا يخرجون كل يوم إلي الحرة ينتظرونه ، فإذا اشتد حر الشمس رجعوا إلي منازلهم .
فلما كان يوم الاثنين ثاني عشر الأول علي رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته خرجوا علي عاداتهم فلما حميت الشمس رجعوا ، فصعد رجل من
اليهود علي أطم من آطام المدينة فرآي رسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب ، فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة ، هذا صاحبكم هذا جدكم الذي تنتظرونه .
فثار الأنصار إلي السلاح ، ليتلقوا رسول الله ، وسمهت الوجية والتكبير في بني عمرو وبن عوف وكبر المسلمون فرحا وسرورا بقدومه .
فلما كان يوم الجمعة ركب فأدركته الجمعة في بني سالم ابن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة ، ثم ركب ناقته فجاءت سادات يثرب في طريقها كل يريد أن يظفر بشرف نزوله عنده .
فأتاه عتبان بن مالك ، وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف ، فقالوا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة قال ( خلوا سبيلها فإنها مأمورة ) فخلوا سبيل ناقته .
فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو ، في رجال من بني بياضة ، فقالوا : يا رسول الله هلم إلينا إلي العدد والعدة والمنعة ، قال ( خلوا سبيلها فإنها مأمورة ) فخلوا سبيلها .
فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني الحرث بن الخزرج اعترضه ابن الربيع وخارجة بن زيد وعبد الله بن رواحة في رجال من بني الحرث
ابن الخزج فقالوا : يا رسول الله هلم إلينا إلي العدد والعدة والمنعة قال : « خلوا سبيلها فإنها مأمورة » . فخلوا سبيلها .يتبع إن شاء الله
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ (2).
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع