مدونة بكاري مختار


من نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


07/05/2020 القراءات: 5778  


الحجاج بن يوسف الثقفي والغلام صعوبات التساؤلات واستمراره لم يفت في عضد الصبي فرد بقوة وسرعة : الذي خُلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام، والذي نجا من الماء موسى عليه السلام، والذي هلك بالماء فرعون. فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟ فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس، والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام. وكلما وجه الحجاج تساؤلا رد الصبي إذا طالبه الحجاج بإخباره: عن العقل؟ والإيمان؟ والحياء؟ والسخاء؟ والشجاعة؟ والكرم؟ والشهوة؟ فقال الغلام: إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا، والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال، والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء، الطفل واصل الإجابة على أسئلة الحجاج: الشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحدا في بقية العالم، والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال. فقال الحجاج: فأخبرني عن أقرب شيء إليك؟ فقال الغلام: الآخر. الحجاج ورغم غضبه على الطفل الإ أنه لم ينكر إعجابه به بالقول: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبيا أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام. ثم قال الحجاج: فأخبرني عن النساء؟ فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن، غير أن الطفل لم يتوقف عن الإجابة فرد الأسئلة الخاص عن النساء بالمشهور من أمورهن، قائلا : بنت العشر سنين من الحور العين، وبنت العشرين نزهة للناظرين، وبنت الثلاثين جنة نعيم، وبنت الأربعين شحم ولين، وبنت الخمسين بنات وبنين، وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين. "الف دينار وكسوة " الحجاج ومن فرط إعجابه بالطفل وإجابته : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك، فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس. وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا، وإن أخذ غيرها قتلته. فلما قدمها له قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام، فقال الغلام: إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس، أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع. الحجاج أنهي سجاله مع الطفل النابعة قائلا: خذهم لا بارك الله لك فيهم. فقال الغلام: قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى بل أن الطفل بفضل ما امتلكه من ذكاء وفطنة وفهم وحسن تخلص تمكن من الإفلات من الافخاخ التي نصبها له أمير العراقين .


الغلام، الحجاج بن يوسف الثقفي، الماء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع