مدونة بكاري مختار


أقوال المؤرخين في الحجاج بن يوسف الثقفي

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


15/11/2020 القراءات: 7555  


الحكم الأموي: الأمويون هم السلالة الإسلامية الأولى التي حكمت بعد العهد الراشدي، وقد امتدت خلافتهم من عام 661م وحتى عام 750م، ويعدّ معاوية بن أبي سفيان هو مؤسس هذه السلالة، الذي كان على ولاية الشام في خلافة عمر بن الخطاب، وقد انتقلت الخلافة إلى الفرع السفياني بعد وفاة الحسن بن علي، وانتهت الخلافة الأموية بخلافة مروان بن محمد بن الحكم، حيث سقط الحكم الأموي على يد العباسيين، وقد كان للأمويين ولاة على الأمصار في الدولة، ومن هؤلاء الولاة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي تولى الحجاز، ثم تولى العراق وبقي فيها عشرين عامًا حتّى مات. الحجاج بن يوسف الثقفي: هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، ولد عام 41 هجرية، وهو أحد القادة والولاة في العهد الأموي، ولد الحجاج في الطائف ونشأ فيها، ثم انتقل إلى الشام وكان من شرطة روح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان، ثم أصبح له أمر العسكر في زمن عبد الملك بن مروان وأمره أن يُقاتل عبد الله بن الزبير، فتوجه على رأس جيش كبير إلى الحجاز وقتل ابن الزبير وفرّق جماعته، فولاّه حينها عبد الملك ولاية الحجاز أي مكة والمدينة والطائف، وبعد ذلك أصبحت العراق أيضًا تحت ولايته بما فيه من ثورات، فذهب إلى الكوفة وقمع الثورة هناك واستمرت إمارته للعراق قرابةً العشرين عامًا، وكان هو من بنى مدينة واسط التي كانت وفاته فيها. كان الحجاج ظالمًا سفاحًا يسفك الدماء وذلك بإجماع المؤرخين، كما ذكر عنه أنّه كان قبيح الوجه، ذي جسد صغير، ولكنّ عُرف عنه فصاحته وبلاغته وخطابته، كما أنّه كان حاسدًا حاقدًا، وسياسيًا محنكًا، ويتمتع بشخصية ماكرة ومخادعة تتخذ الحيلة للانتصار في الحرب، وعلى الرغم من ظلمه وجبروته فقد كان من إنجازاته بنائه لمدينة واسط وتسييره الجيوش لفتح المشرق، كما أنّه قضى على الفتن وحمى الدولة من شرورها، ولكنّه لم يكن محبوبًا من كلّ الفئات في ذاك الزمان، فقد كرهه الأمويون والشيعة والخوارج، ولكلّ فئة أسبابها في هذا الكره والحقد على الحجاج، وكان الحجاج يكفّر كلّ من يخرج عن طاعته أو طاعة السلطان ويخرجه من الملّة، وكان يرى في ذلك تقربًا من الله تعالى، وقد شكلت شخصيته تناقضًا كبيرًا بين الصالحين من الأمة؛ كسعيد بن المسيب، وبين تعظيمه لكتاب الله وإصراره على الفتوحات، وتوفي الحجاج في عام 95 هجرية. أقوال المؤرخين في الحجاج: أجمع المؤرخون على أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان سفاحًا، ترك وراءه بحرًا من الدماء منها دماء المتقين والصالحين من المسلمين، ولم يُعلم شيء أشدّ على الله من سفك دم المسلم، وقد قيل فيه الكثير من الأقوال، وفيما يأتي بعض مما جاء في كلام المؤرخين: قول الذهبي في الحجاج: "أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلًا، وكان ظلومًا جبارًا ناصبيًا خبيثًا سافكًا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء". قول الجصاص في الحجاج: "ولم يكن في العرب ولا آل مروان أظلم ولا أكفر ولا أفجر من عبدالملك ولم يكن في عماله أكفر ولا أظلم ولا أفجر من الحجاج وكان عبدالملك أول من قطع ألسنة الناس في الأمر بالمعروف". قول ابن كثير في الحجاج: "وقد كان ناصبيًا يبغض عليًّا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جبارًا عنيدًا، مقدامًا على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا".


الحجاج بن يوسف الثقفي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع