مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ .
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
19/12/2022 القراءات: 536
((عن سيرة النبي ))
(( ونموذج عن حلمه ووفائه ))
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان هذا متفق علي صحته .
ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم وإسماعيل هو الذبيح علي القول الصحيح والقول بأنه إسحق باطل ولا خلاف أنه ولد بمكة عام الفيل يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول وقيل لعشر منه وقيل لاثنتي عشرة خلت منه سنة 571 م .
وأما عبد الله أبو رسول الله فكان أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وكان أبوه يحبه والأكثر يقولون أنه توفي والنبي حمل وقيل أنه مات ولرسول الله شهران وجميع ما خلفه عبد المطلب خمسة أحمال وجارية
حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن وهي حاضنته .
وروي البيهقي أنه ولد مختونا وذكر البيهقي أيضا لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ارتج إيوان كسري وسقط من أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك من ألف عام وغاضت بحيرة ساوة .
وروي الإمام أحمد وغيره عن العرباض بن سارية عن النبي قال إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وأن آدم لمجندل في طينته وسوف أنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسي قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضأت له قصور الشام .
قال في اللطائف وخروج هذا النور عن وضعه إشارة إلي ما يجئ به من النور الذي اهتدي به أهل الأرض وزالت به ظلمة الشرك كما قال تعالى : ﴿ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ﴾ .
وبعد مولده أرضعته أمه آمنه بنت وهب بن مناف بن زهرة بن كلاب ثم أرضعته ثوبية عتيقة أبي لهب أعتقها حين بشرته بولادة النبي ثم أرضعته حليمة السعدية .
قالت حليمة السعدية التي أراد الله أن تقوم بإرضاعه قدمت مكه مع تسع نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضاع في سنة شهباء علي أتان لي ومعي صبي لنا وقد عرض رسول الله علي كل امرأة منا فأبين أن يرضعنه حينما علمن أنه يتيم الأب .
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول إنه يتيم ما عسي أن تصنع أمه وجده فكنا نكرهه لذلك قالت : فو الله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا فلما لم أجد غيره قلت لزوجي وهو الحارث بن عبد العزي والله إني لا أكره أن أرجع من بين صواحبي وليس معي رضيع لانطلقن إلي ذلك اليتيم ولآخذنه .
قال لا ضرر عليك أن تفعلي . عسي الله أن يجعل لنا فيه بركة فذهب ثم أخذته بما هو عليه فأقبل عليه ثديي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب ابني حتى شبع فودعت النساء بعضهن بعضا .
ثم ركبت أتاني وأخذت محمدا بين يدي ثم مشت أتاني حتى سبقت دواب الناس الذين كانوا معي وصاروا يتعجبون مني ثم وصلنا إلي منازل بني سعد ولا أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به كثيرة اللبن فنحلب ونشرب . وفي السنة الرابعة من عمره ذكر أن ملكين شقا بطنه واستخرجا قلبه وشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء ثم غسلا قلبه وبطنه بالثلج وقال أحدهما زنه بعشره من أمته فوزنه ثم مازال يزيد حتى بلغ الألف فقال والله لو وزنته بأمته لوزنها .
وماتت أمه عليه السلام ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين حين انصرفت من زيارات أخواله بني النجار وكانت خرجت به معها ومعه دايته أم أيمن قدمت به إلي مكة بعد موتها .
فكفله جده عبد المطلب ورق عليه رقة لم يرقها علي أحد من أولاده فكان لا يفارقه وما يجلس علي فراشه إجلالا له إلا رسول الله .
وقدم مكه قوم من بني مدلج من القافة فلما نظروا إليه قالوا لجده احتفظ به فلم نجد قدما أشبه بالقدم الذي في المقام من قدمه فقال لأبي طالب اسمع ما يقول هؤلاء واحتفظ به .
وتوفي جده عبد المطلب في السنة الثامنة من مولده وأوصي به إلي عمه أبي طالب شقيق أبيه عبد الله فكفله وأحسن كفالته قال الواقدي أقام أبو طالب من سنة ثمان من مولد رسول الله إلي السنة العاشرة من النبوة ثلاثا وأربعين سنة يحوطه ويقوم بأمره ويذب عنه ويلطف به .
ولما بلغ اثنتي عشرة سنة خرج مع عمه أبي طالب حتى بلغ بصري فرآه بحير الراهب واسمه جرجيس فعرفه فقال وهو آخذ بيده هذا سيد العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال وما علمك بذلك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا وخر ساجدا ولا
تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتبنا .
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ .
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع