مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
فقه الطهارة: 5- فقه الوضوء (فضله ، فرائضه ، سننه )
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
12/08/2023 القراءات: 494
فقه الطهارة: 5- فقه الوضوء (فضله ، فرائضه ، سننه )
فقه الوضوء
الوضوء:
معناه في اللغة مأخوذ من الوضاءة بمعنى الحسن والنظافة
وشرعا هو طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين والرأس والرجلين
دليل مشروعيته:
ثبتت مشروعيته بالقرآن والسنة والاجماع .
فمن القرآن ، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) المائدة آية 6.
ومن السنة : روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) رواه الشيخان
والإجماع: انعقد إجماع المسلمين على مشروعية الوضوء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فصار معلوما من الدين بالضرورة.
فضله:
ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة نكتفي بالإشارة إلى بعضها:
1- عن عبد الله الصنابجي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظافر يديه.
فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظافر رجليه. ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة) رواه مالك والنسائي
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط) رواه مسلم
(الرباط) : المرابطة حراسة حدود الدولة وسموا بذلك لأنهم كانوا يربطون خيولهم لعدم القتال وإنما حراسة ومراقبة للثغور،والمعنى : إن المواظبة على الطهارة والعبادة تعدل أجر المرابطين في سبيل الله.
3- وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة
فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت لو أنا قد رأينا إخواننا) قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال (أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: (أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم، فيقال: (إنهم بدلوا بعدك) فأقول: سحقا سحقا) رواه مسلم.
(دهم بهم) : سود، (فرطهم على الحوض) : أتقدمهم عليه، (سحقا) : بعدا.
فرائــض الــوضـــــــــوء
1- النية : والجمهور على أنها فرض خلافاً لأبي حنيفة قال بأنها شرط لصحة العبادة .
وحقيقتها الإرادة المتوجهة نحو الفعل، ابتغاء رضا الله تعالى وامتثال حكمه، وهي عمل قلبي محض لا دخل للسان فيه.
ودليل فرضيتها حديث عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى … ) الحديث رواه الجماعة.
(إنما الأعمال بالنيات) : أي إنما صحتها بالنيات، فالعمل بدونها لا يعتد به شرعا.
حكم التلفظ بها :
والتلفظ بالنية ليس له أصل في الشرع ، ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بها في الحج فإن الوارد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل نويت الحج ،وإنما لبى بالحج (اللهم لبيك حجة في عمرة )
قال ابن القيم رحمه الله: ولم يكن يقول في أوله نويت رفع الحدث ولا استباحة الصلاة لا هو ولا أحد من أصحابه البتة ولم يرد عنه في ذلك حرف واحد لا بإسناد صحيح ولا ضعيف .
2- غسل الوجه مرة واحدة: أي إسالة الماء عليه، وحد الوجه من منبت الشعر المعتاد من الرأس إلى أسفل الذقن، ومن شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى.
3- غسل اليدين إلى المرفقين، والمرفق هو المفصل الذي بين العضد والساعد.
الوسخ يكون تحت الظفر
إذا كان تحت الظفر وسخ يمنع وصول الماء، فهل يصح وضوءه؟.ثلاثة أقوال :
1- تجب إزالته مطلقاً، ولا يصح الوضوء مع وجوده وهو قول بعض الشافعية وبعض الحنابلة
2- لا تجب إزالته مطلقاً، ويعفى عنه، اختاره الغزالي من الشافعية ، ومال إليه ابن قدامة من الحنابلة .
3- إن كان يسيراً عفي عنه، وإن فحش وجبت إزالته، وهو مذهب المالكية واختيار ابن تيمية وهو الراجح .
وسبب الخلاف في هذه المسألة اختلافهم في العفو عن يسير ما يجب غسله من أعضاء الوضوء، فمن رأى أنه يجب غسل الأعضاء الأربعة في الوضوء، ولا يعفى عن شيء منها أوجب إزالة ما تحت الأظفار، ومن رأى أن هذا الشيء اليسير يعفى عنه كما يعفى عن يسير النجاسة ونحوها عفى عنه، ومن رأى أن الأعراب على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانوا لا يتعاهدون نظافة مثل ذلك، ولم يأمرهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بغسله، رأى العفو عنه مطلقاً، ولم يقيده باليسير.
فقه الطهارة: 5- فقه الوضوء (فضله ، فرائضه ، سننه )
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع