مدونة الدكتور محمد محمود كالو


لا تكن ضحية.. أ.د. محمد محمود كالو

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


19/06/2022 القراءات: 563  


لا تكن ضحية..
معظم الناس يعتبرون أنفسهم ضحايا الفساد، بل ربما ضحايا العجز والفقر والكسل وغلبة الدَّين وقهر الرجال، لأن دور الضحية أسهل بكثير من دور المكافح الناجح، ويرغبون أن يتعاطف معهم الآخرون، ويساعدونه ولو كانوا على خطأ، دون أن يدروا أنهم ضحايا غرائزهم وأهوائهم وأنفسهم، وما أسهل أن يلقوا اللوم على الظروف والبيئة والوضع المادي وغير ذلك، بل يحمّلون الآخرين خيباتهم المتتالية، ليرهقوا أنفسهم بسلبيات تفكيرهم، وبأسباب وهمية لشعورهم بالعجز، فيلقون باللوم على الأسرة والظروف وقسوة المجتمع لتعثرهم في الحياة.
أما سمعتم بالمثل القائل: (ضربني وبكى.. سبقني واشتكى) فحتى الظالم والمجرم يرى نفسه ضحية لمخالفي أفكاره المنحرفة..!
ومن سمات عقلية هؤلاء الضحايا أنهم يرفضون أي اقتراح للنهوض، فمهما اقترحت عليه من آراء وأفكار وحلول ممكنة فلن يستجيب لها بشكل إيجابي؛ ولهذا السبب قد تصبح هذه الحالة مزمنة لديه.
أخي الكريم/ أختي الفاضلة: أما مللت من دور الضحية كل يوم..؟!
لا تكن ضحية الظروف..
لا تكن ضحية الأفكار المستوردة المنحرفة..
لا تكن ضحية الجوال والتكنولوجيا والإنترنت..
لا تكن ضحية الموضة (والماركات التجارية)..
لا تكن ضحية الاكتئاب والأمراض النفسية..
لا تنظر إلى نصف الكوب الفارغ..
لا تكن ضحية للتفكير السلبي..
كن إيجابياً وقم واستجمع قواك واختر لذاتك دوراً فعالاً في الحياة، فما تفعله من إلقاء اللوم على الآخرين لن يزيد الأمور إلا تعاسة أكبر.
قم الآن، فما زالت هناك فرص عظيمة تنتظرك، فكر في هبات الله عليك، واستثمر نعمه عليك، فأنت الوحيد الذي يملك حق تقرير مصيرك، وما يحدث معك من تعثرات وأخطاء هو من قبيل التعلم وصقل الخبرات وتطوير الذات.
قم الآن ووجه دفة سفينة حياتك إلى ما تريد، وتعلم من كل تجربة وموقف، وانسَ دور الضحية، فكل ما تمر به خير، يتوقف ذلك على نظرتك المتزنة والمستنيرة للأمور.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان) [رواه مسلم].
ومن دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ) [رواه البخاري].
ويقول باولو كويلو «ليس هناك سوى شيء واحد يمكنه أن يجعل الحلم مستحيلاً: الخوف من الفشل».
من يتحكم في حياتك: أنت أم الآخرون؟ هل ما زلت تظن أنك ضحية الظروف والآخرين؟
قم واخرج من متاهة الانغماس في أحزانك ومحنتك، ولا تلعب دور الضحية، فكم من الأبواب أغلقت في وجوهنا؛ لتفتح لنا أبواب الخير والسعادة في مكان آخر.
لكن لن يحصل لك أي جديد ما لم تبادر..


ضحية، الكسل، العجز، الظروف، البيئة، السلبية، كن إيجابياً


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


كل شيء يبدأ من الداخل، من الذات حتى القران الكريم يؤكد ذلك: فإذا عزمت فتوكل على الله، بمعنى العزيمة أولا