رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (152)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
23/02/2024 القراءات: 744
وافقَ اسم بدريّ:
اسم أبي حنيفة: النعمان بن ثابت، ومن الصحابة الذين شهدوا بدرًا: "النعمان بن ثابت".
***
فرد في زمانه:
للإمام الذهبي جزء لطيف بعنوان: "مَن كان فردًا في زمانه"، وقد جاء فيه (ص: 23): "أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه".
طرفة حنفية:
كان في الجامع الكبير في حلب محرابان، واحد للحنفية، والآخر للشافعية، وكان مشهد نبي الله زكريا يقع في مصلى الحنفية، وذَكر لنا شيخنا الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى أن امرأة سألته مرة: هل نبي الله زكريا حنفي؟ قال مستغربًا: لم؟ قالت: لأنه مدفون في جهة مصلى الحنفية!
***
التفقه على مذهب أبي حنيفة:
قال الدكتور عماد ملكاوي: "في مقام الحديث عن أبي حنيفة رحمه الله أذكر أنني كنتُ في مجلس شيخي رحمه الله وكان يحدثنا عن علم الفقه، فقال: من أراد أن يتعلم الفقه فعليه أن يتفقه على مذهب واحد من المذاهب الأربعة التي اجتمعت عليها الأمة، وأن يدرس المذهب حتى يتقنه، ثم بعد ذلك إذا أراد أن يدرس المذاهب الأخرى فلا بأس.
فقلت لشيخي: أنا أختار أن أدرس مذهب أبي حنيفة. فتبسم الشيخ وقال: أهل العلم يقولون: ما فَقِهَ من درس مذهب أبي حنيفة في أقل من أربعين سنة.
قلت: لا أستطيع، وسوف أدرس بدلاً عنه مذهب الإمام مالك.
فقال: نعم. وأعطاني أسماء مراجع الفقه المالكي فدرستها، وبعد أن انتهيت طلب مني أن أدرس كتاب بداية المجتهد".
***
أبو حنيفة زمانه أيضًا:
قال الدكتور رأفت آل فرج: "وأيضًا يُلقب الشيخ أمين الفتوى محمود أفندي الفخري الحنفي الموصلي (ت: 1285) بـ (أبو حنيفة زمانه)، ذكر ذلك سبطُه الشيخ محمد علي الفخري (ت: 1332)، وله ألفية في الفقه الحنفي عنوانها: "العقد النضيد"، على وشك إتمام تحقيقها على أربع نسخ".
***
أبو حنيفة وجاره:
أمين السعدي: هل صحتْ قصته مع جاره السكير؟
قلت: ينبغي النظر في سند الخبر، وهو لا يبعدُ عن أخلاقه وبُعد نظره.
قال: أسندها الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣٦٠-٣٦١): "أخبرني علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو الليث نصر بن محمد الزاهد البخاري- قدم علينا- حدثنا محمد بن محمد بن سهل النيسابوري، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الشعيبي، حدثنا أسد بن نوح، حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا القاسم بن غسان، أخبرني أبي قال: أخبرني عبدالله بن رجاء الغداني قال: كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع، حتى إذا جنّه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحمًا فطبخه، أو سمكة فيشويها، ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غنى بصوت، وهو يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يسمع جلبته، وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله، ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل: أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس، فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته واستأذن على الأمير. قال الأمير: ائذنوا له وأقبلوا به راكبًا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط، ففعل، فلم يزل الأمير يوسع له من مجلسه، وقال: ما حاجتك؟ قال: لي جارٌ إسكاف أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأميرُ بتخليته، فقال: نعم وكل مَن أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا، فأمر بتخليتهم أجمعين، فركب أبو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه، فلما نزل أبو حنيفة مضى إليه فقال: يا فتى أضعناك؟
قال: لا بل حفظتَ ورعيتَ جزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار ورعاية الحق.
وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان".
لم أجد ما بين أسد بن نوح والغداني: محمد بن عباد، والقاسم بن غسان، لكن تحتاج إلى تقصٍّ، جمعتُ شيئًا منه وفترتُ.
قلت: شد الله من أزرك، وبارك في عزمك، ولا جعل للفتور إليك سبيلًا، ولا للملل نحوك طريقًا.
***
كتاب النعماني عن النعمان:
لشيخنا الشيخ محمد عبدالرشيد النعماني كتاب بعنوان: "مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث".
وقد انتهى الأستاذ محمد زاهد أبو غدة من ترجمته إلى الإنكليزية. يسر الله له نشره ليضوع نشرُه.
***
بعض الناس:
جاء في صحيح البخاري عبارة: "قال بعض الناس" أربعًا وعشرين مرة، وقد اشتهر أنه يعني به الإمام أبا حنيفة.
وقد أثار هذا القولُ همم عدد من علماء الحنفية للتأليف في مناقشة هذه المواضع، ومنهم العلامة الفقيه الشيخ عبدالغني الغنيمي، وسمى كتابه: "كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس". وفي مقدمة النشر ذكرَ الأستاذُ المحققُ مَن ألف في هذا الموضوع أيضًا (ص: 12-15).
ولي مقالٌ بعنوان: "كشف الالتباس عن كشف الالتباس"، يبين صحة نسبة الكتاب إلى الشيخ عبدالغني، وهو منشور.
***
رواية أبي حنيفة عن مالك:
قال السيوطي في خاتمة كتابه "تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك":
"بلغني في هذه الأيام [بعد تأليف كتابه "الفانيد في حلاوة الأسانيد" الذي فرغ منه يوم الأربعاء العشرين من شهر جُمادى الآخرة سنة 900] أنَّ ثَمَّ مَنْ أنكرَ رواية الإمام أبي حنيفة عن الإمام مالك، وعلَّلَ ذلك بأنه أكبرُ سنًا منه، وهذا لا يُقال ...
وروايةُ أبي حنيفة عن مالك ذكرَها:
الدارقطني في كتاب "المُدبَّج".
وابن خسرو البلخي في "مسند أبي حنيفة".
والخطيبُ البغدادي في كتاب "الرواة عن مالك".
وذكرَها من المتأخرين:
الحافظُ مغلطاي ... والشيخُ سراج الدين البلقيني
وقال الشيخُ بدر الدين الزركشي في "نُكته على ابن الصلاح": صنَّفَ الدارقطني جزءًا في الأحاديث التي رواها أبو حنيفة عن مالك.
قال: وقال الحنفية: إنَّ أجلَّ مَنْ روى عن مالك أبو حنيفة. انتهى.
قلتُ: وهذه العبارة تدلُّ على أنه رَوى عن مالك عدةَ أحاديث.
والذي وقفتُ أنا عليه حديثان فقط:
أحدُهما: في "مسند" أبي حنيفة لابن خسرو.
والآخر: في "الرواة عن مالك" للخطيب.
ولم أقفْ على الجزء الذي صنَّفه الدارقطني.
...
ثم وقفتُ على "مسند" أبي حنيفة لابن الضياء الذي جمعَه مِنْ خمسة عشر مسندًا، فرأيتُهُ أورد فيه من رواية أبي حنيفة عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: "إذا صليتَ الفجرَ والمغربَ ثم أدركتَهما فلا تُعدهما".
فهذا ثالثٌ.
وقد سُررتُ بوجوده كثيرًا...".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة