مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
التواضع متوسط بيْن الْكبْر والضعة (1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
01/12/2022 القراءات: 537
وأما أحْسن الأدب والتواضع واللطْف مع الْمعلم الذي يبْذل جهْده في سبيل تثْقيفه وتهْذيبه وترْبيته ترْبية صالحة وأنه بتواضعه وحسْن سيرته مع معلمه يبرْهن على أنه ممنْ يعْرف قدْر الْعلْم والْعلماء وأنه يدْرك قيمة الْمعْروف وأنه ممنْ يجازي على الإحْسان بالإحْسان .
أما الْمتكبر الذي يتكبر ويتعاظم في نفْسه ويحْمله الْكبْر على سوء الأدب واحْتقار الْمعلم فهو بالْحقيقة غبي جاهل جلف فدم لا يعْرف للْعلْم قيمته ولا يريد أنْ يخْرج منْ جهْله وهذا شيْء مشاهد معْروف فإنك ترى الْمتكبرين على الْمعلمين يعْمهون في حمْقهمْ وجهْلهمْ ولا يخْرجون عن السخف فضْلا عما
ارْتكبوه منْ نكْران الْجميل وجحْد الْمعْروف الذي يسْدى إليْهمْ. وإنْ كان الْمتواضع تاجرا ذا مال فإنه بمخالطته الناس وعدم الترفع والْكبْر عليْهمْ ينال به الإنْسان الألفة والائْتناس والْمحبة والإقْبال عليْه في الْمعاملة ويعْرف الْفقراء والْمحْتاجين ويرى ما يصيبهمْ من الشقاء ويمسهمْ من الْجوع والْعري وما يؤْذيهم منْ ألم الْحر والْبرْد فتألم نفْسه لما يصيبهمْ فيرْحمهمْ ويعْطف عليْهم فيسْهل عليْه فعْل الْخيْر والْمشاركة فيه ويسْهل عليْه أداء ما
فرضه الله عليْه منْ نفقات وزكاة ويهون عليْه إنْقاذ الْمكْروب وإغاثة الْملْهوف .
وفي عمله ذلك مع النية الصالحة فائدة له وللناس لأنه بعمله هذا يرْضي الله أولا ورضى الرب خيْر ذخيرة يذْخرها الْمرْء تنْفعه في الدنْيا والآخرة لأن منْ يرْضى عنْه موْلاه الْقوي الْعزيز فقدْ فاز بالدنْيا والآخرة أما بالدنْيا فلما يحْصل له منْ راحة الْخاطر التي يتألم لها الْمتكبرون وتغْلي منْ أجْلها دماؤهمْ ويطْغى غضبهمْ فيحْملهمْ على التعدي على عباد الله قوْلا وفعْلا ولما يكْسبه منْ قلوب الناس ومحبتهمْ له واحْترامهمْ له وإخْلاصهمْ في خدْمته والْمبادرة لقضاء حوائجه وتضافرهم على الدفاع عنْه والانْتصار له .
وعلى عكْسه الْمتكبر لاحْتقاره لهمْ واحْتقارهمْ وإنْ كان التواضع منْ صاحب جاه فإن التواضع يجْعل لجاهه قيمة لأن الْجاه إنْ لمْ يسْتعْملْ في فائدة الأمة والأفْراد لا يكون له معْنى ومنْ ترفع عن الناس ولمْ يتواضعْ لهمْ فإنه لا يدْنو منْه أحد ولا ينْتفع بجاهه محْتاج فيظل جاهه قاصر عليْه ويصْبح اسْما بدون مسمى .
ومنْ ظن أنه متى حصل له ما يسد شهْوته وحْده منْ مال أوْ جاه أوْ سلْطان فقدْ ظفر بلذات الدنْيا ونعيمها فلا يبالي بعْد ذلك بغيْره شقي أمْ سعد فهو ضائع أحْمق لأن الإنْسان لا يسْتقل في هذه الْحياة بلْ لا بد من التعاون مع غيْره ، قال الله تعالى : ﴿ ورفعْنا بعْضهمْ فوْق بعْض درجات ليتخذ بعْضهم بعْضا سخْريا ﴾
التواضع متوسط بيْن الْكبْر والضعة (1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة