مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


[فصل في النظر إلى ما يخشى منه الوقوع في الضلال والشبهة]

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


29/05/2023 القراءات: 360  


[فصل في النظر إلى ما يخشى منه الوقوع في الضلال والشبهة]
ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال والوقوع في الشك والشبهة، ونص الإمام أحمد - رحمه الله - على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها وقال في رواية المروذي لست بصاحب كلام فلا أرى الكلام في شيء إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - أو عن التابعين فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود رواه الخلال وقال في رواية أحمد بن أصرم لرجل إياك ومجالسة أصحاب الخصومات والكلام وقال في روايته أيضا لرجل لا ينبغي الجدال اتق الله ولا ينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إن جاءك مسترشد فأرشده. رواهما أبو نصر السجزي.
وقال في رواية حنبل: عليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم، وإياكم والخوض والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام وقال لي أبو عبد الله لا تجالسهم ولا تكلم أحدا منهم وقال أيضا وذكر أهل البدع فقال: لا أحب لأحد أن، يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم، وكل من أحب الكلام لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة لأن الكلام لا يدعو إلى خير، عليكم بالسنن والفقه الذي تنتفعون به ودعوا الجدال وكلام أهل البدع والمراء، أدركنا الناس وما يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام.
وقال عبد الله: سمعت أبي يقول كان الشافعي - رضي الله عنه - إذا ثبت عنده خبر قلده وخير خصلة فيه أنه لم يكن يشتهي الكلام إنما كانت همته الفقه وقال في روايته أيضا وكتب إليه رجل يسأله عن مناظرة أهل الكلام، والجلوس معهم قال والذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا
من سلفنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله لا تعدى ذلك.
وقد قال أحمد في المسند حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام بن حسان حدثنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «من سمع بالدجال فلينأ عنه؛ من سمع بالدجال فلينأ عنه، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به بما معه من الشبه حتى يتبعه» إسناد جيد ورواه أبو داود من حديث حميد بن هلال. وقال الزعفراني سمعت الشافعي - رضي الله عنه - يقول: ما ناظرت أهل الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله عز وجل من ذلك.
وقال الربيع سمعت الشافعي - رضي الله عنه - يقول: لأن يبتلي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من الأهواء.
وقال ابن عبد الحكم عنه لو علم الناس ما في الأهواء من الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد.
وقال أيضا ما أحد ارتدى بالكلام فأفلح، وسأله المزني عن مسألة من علم الكلام فقال له: أين أنت؟ فقال: في المسجد الجامع في الفسطاط، فقال لي: أنت في تاران. وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فيها فأدخل علي شيئا أفسد جوابي، فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي فجعل كلما جئت بشيء، أفسده، ثم قال لي: هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا فكيف الكلام في رب العالمين الذي الجدال فيه كفر؟ فتركت الكلام وأقبلت على الفقه.
وقال أيضا: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في القبائل والعشائر، وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال ابن الجوزي رحمة الله عليه إما من عنده أو حكاية عن الشافعي
لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر، وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية؛ لأنه ليس من العلم.
وقال نوح الجامع: قلت: لأبي حنيفة فيما أحدث الناس في الكلام من الأعراض والأجسام فقال: مقالات الفلاسفة، عليك بطريق السلف وإياك وكل محدثة.
وقال عبدوس بن مالك العطار سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال. والخصومات في الدين إلى أن قال لا تخاصم أحدا ولا تناظره، ولا تتعلم الجدال فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه لا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال.
وقال العباس بن غالب الوراق: قلت لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري، فيتكلم متكلم مبتدع أرد عليه قال: لا تنصب نفسك لهذا، أخبر بالسنة ولا تخاصم، فأعدت عليه القول. فقال: ما أراك إلا مخاصما. قال القاضي أبو الحسين: وجه قول إمامنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا أراد الله بقوم شرا ألقى بينهم الجدل وحزب عنهم العمل» . وقيل للحسن البصري: تجادل؟ فقال: لست في شك من ديني.
وقال مالك بن أنس: كلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد - عليه السلام - لجدله، وقال - عليه السلام -: «عليكم بسنتي» الخبر.
وروى أبو المظفر السمعاني في كتاب الانتصار لأهل الحديث عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس من أمتي أهل البدع» ، وذكر أبو المظفر فيه قيل للإمام مالك بن أنس - رحمه الله -: وما البدع قال: أهل البدع الذين يتكلمون في
أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون.


[فصل في النظر إلى ما يخشى منه الوقوع في الضلال والشبهة]


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع