مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (167)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


16/04/2024 القراءات: 151  


-صاحب قصيدة: (اللهَ قلْ):
قال أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالملك الأنصاري الأوسي المراكشي (ت: ٧٠٣) في كتابه «الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة» (5/ 205- 207):
«محمدُ بن أبي زَيْدٍ عبدالرحيم بن محمد بن ‌أبي ‌العَيْش الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ؛ تلمسينيٌّ أندَلُسيُّ الأصل، أبو العَيْش.
رَوى ببلدِه عن أبي بكرٍ محمد بن يوسُف بن مُفرِّج بن سَعادةَ، وأبوَيْ عبدالله: ابن عبدالرّحمن التُّجِيبي وابن عبدالحق، ورَوى أيضًا عن أبي محمد بن حَوْطِ الله.
حدّثنا عنه أبوا محمد: ابنُ أبي خرص الواعِظ، ومَوْلى سَعِيد بن حَكَم. وكان أديبًا بارعَ الكتابة، شاعرًا مجُيدًا، رائقَ الخَطّ، ذا مشاركةٍ في فنونٍ من العلم.
دَخَلَ الأندَلُسَ وكتَبَ عن بعض الوُلاةِ بها، ثم تخَلَّى عن ذلك ولزِمَ الانقباضَ، وآثَرَ الخَلْوةَ والعُزْلةَ عن الناس، ونبَذَ علائقَه منهم.
وله في طريقةِ الزُّهد وسُبُل الخَيْر والوعظِ والتذكير وتنزيهِ الباري سبحانه وما جَرَى مجرى ذلك منظوماتٌ بديعة، وقَفْتُ على كثيرٍ منها بخطِّه الأنيق، ومنها: "الحقائقُ المَصُونة في الألفاظِ الموزونة في ذكْرِ أسماءِ الله ‌الحُسنى وصِفاتِه، واقتباسِ أنوارِها من مخلوقاتِه الباهرةِ ومَصنوعاتِه"، نَظَمَ في كلِّ قطعةٍ اسمًا من الأسماءِ ‌الحُسنى أجادَ فيها وبلغَ الغايةَ؛ منها في ذكْرِ اسم الله سبحانَه:
الله قُلْ ودعِ الوجودَ وما حَوى … إنْ كنتَ مُرتادًا بلوغَ كمالِ
فالكلُّ دونَ الله إن حقَّقْتَهُ … عَدَمٌ على التفصيلِ والإجمالِ
واعلَمْ بأنّك والعوالم كلَّها … لولاهُ في مَحْوٍ وفي اضمحلالِ
فالعارفونَ فنُوا ولمّا يشهدوا … شيئًا سوى المُتكبِّر المُتَعالي
ورأَوْا سِواه على الحقيقةِ هالكًا … في الحالِ والماضي والاستقبالِ
مَن لا وجودَ لِذاتِه من ذاتِهِ … فوجودُه لولاه عينُ مُحالِ
فالمَحْ بطَرْفِك أو بعقلِكَ هل ترى … شيئًا سوى فعلٍ من الأفعالِ
وانظُرْ إلى أعلى الوجودِ وسُفلِهِ … نظرًا تؤيِّدُه بالاستدلالِ
تجدِ الجميعَ يشيرُ نحوَ جلالِهِ … بلسانِ حالٍ أو لسانِ مقالِ
هو مُمسكُ الأشياءِ من عُلوٍ إلى … سُفْل ومُبدعُها بغيرِ مثالِ
وَجَبَ الوجودُ لذاتِه وصفاتِهِ … فردًا عن الأكفاءِ والأمثالِ
فاسكُنْ إليه بهمّةٍ عُلوّيةٍ … متنزِّهًا عمّا سوى الفَعّالِ
يبقَى وكلٌّ يضمحِلُّ وُجودُهُ … ما واجبٌ كمقيَّدٍ بزوالِ
وهو الذي يُرجَى وُيخشى، لا تَلُذْ … بسِواهُ في حالٍ من الأحوالِ
فالشرعُ جاء بذا وأنوارُ الهدى … قد أيّدتْه فعِشْ خليَّ البالِ
وأتبَعَ هذه القطعةَ قطعًا ضمَّن كلَّ قطعةٍ منها اسمًا أو اسمَيْنِ من أسماءِ الله الحُسنى إلى تمامِها، ناحيًا منحى أبي الحَسَن بن أحمد بن محمد بن عُمرَ الوادى آشيّ المتقدِّم الذِّكْر في إنشاءاته التي أودَعَها: "الوسيلةَ لإصابةِ المعنى، في إحصاءِ أسماءِ الله الحُسنى".
ولأبي العَيْش في وَصْف حالِه وانقطاعِه إلى الله تعالى وإيثارِه العُزْلةَ، ونقَلتُه من خطّه:
قَنِعتُ بما رُزقتُ فلستُ أسعى … لدار أبي فلانٍ أو فلانِ
وآثرتُ المقامَ بكسرِ بيتي … ولا أحدٌ نراه ولا يَراني
ولا ألقَى خليلًا غيرَ حَبْرٍ … مُعِينٍ في المعارفِ أو مُعانِ
وقد أيقنْتُ أنّ الرّزقَ آتٍ … وإن لم آتِهِ سعيًا أتاني
وقد حَققتُهُ فهمًا وعِلْمًا … وقد شاهدتُه رأيَ العِيانِ
فلازمْ ذا بإخلاصٍ تُمَكَّنْ … هنا وهناك مِن أسنى مكانِ
وكان يُنشئُ للواعظِ أبي محمد بن أبي خرص رحمَه الله أشعارًا، يفتتحُ بها مجالسَه أو يُنشِدُها أثناءها تدُلُّ على صِدقِه وتشهَدُ بإجادتِه».
***
-فضل فاضل:
كتبَ إليَّ الأخُ الكريم الشيخ عبدالرحمن بلعالم الأميري الجزائري: "حياك الله أستاذنا الموقر، قرأتُ النص التالي:
قال المُفْتِي محمد بن محمد المهدي الشهير بابن علي الجزائري في وصيته لولده شيخ الإسلام أبي عبدالله محمد:
واحْفَظْ لِشَيْخِكَ ما إنْ عِشْتَ حُرْمَتَهُ ... واجْعلهُ في البِرِّ والتَّوقِيرِ مِثْلَ أَبِ
قَبِّلْ يَدَيْهِ إذا لاقيتَهُ أَبدًا ... فكَمْ أَفادكَ مِنْ عِلْمٍ ومِنْ أَدبِ
فتذكرتُك، وإني لأتمثلُ معكم ذلك".
فقلتُ مجيبًا له:
شكرًا جزيلًا وأنت اليومَ ذو أدبِ ... يجلُّ عن شبَهٍ في سيرةِ الطلبِ
فزادك اللهُ مِنْ آلائه كرمًا: ... علمًا ودينًا وفضلًا عاليَ الرُّتبِ
الخميس (2) مِنْ شوال (1445) = (11/ 4/ 2024م).
***
-نظرات في كتاب:
جاء في كتاب "معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي وبيان ما أُلف فيها" للأستاذ عبدالله الحبشي -حفظه الله-، في مادة (السجن، الحبس)، (2/ 567):
"-رسالة في صفة السجن والمسجون لعبدالملك بن غصن الحجاري (أعتاب الكتاب: 303).
-السجن والمسجون والحزن والمحزون، لعبدالملك الخشني (كحالة 6: 187)، وخوقير (طريقي 6:294)".
أقول: هما واحد، وصواب "أعتاب الكتّاب": "إعتاب الكتّاب"، وهو خطأ مطبعي.
وجاء في الكتاب المذكور "معجم الموضوعات المطروقة"، في مادة (المسبحة، السبحة)، (4/ 246):
"-وصول التهاني بسنية السبحة، لمحمد سعيد ممدوح (ط)".
والصواب: وصول التهاني بإثبات سُنِّية السُّبحة والردِّ على الألباني، لمحمود سعيد ممدوح".
وجاء فيه (2/ 564):
"-الفتح المكي في تراجم بيت السبكي، للسيوطي (إياد: 37]".
والذي جاء في كتاب الدكتور إياد الطباع وهو "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية" (ص: 373): "الفتح المسكي في تراجم البيت السبكي".
وهذا الكتاب ذكره السيوطي لنفسه في كتابه "التحدُّث بنعمة الله" (ص: 154)، ثم لم يعد لذكره في رسالته "فهرست مؤلفاتي"، وأظن صواب العنوان: "الفيح المسكي".
***
-سُنة حسنة:
سنَّ العلامة محمد المختار السوسي سنة حسنة بتأليف كتابه "سوس العالِمة"، وصدر بعده: "سبتة العالِمة ومدارسها في العلوم الشرعية"، وهو مجموعة أعمال قُدمت في (ندوة علمية).
وقد تفضل بإهداء نسخةٍ منه الصديق الأستاذ الشيخ الدكتور توفيق الغلبزوري جزاه الله خيرًا.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع