«مِن أعلام البصر بالدين معرفةُ الأصول» ما المراد بالأصول؟
23/11/2020 القراءات: 3732
روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/785) بسنده إلى ذي النون بن إبراهيم، قال: «مِن أعلام البصر بالدين معرفةُ الأصول؛ لتسلم من البدع والخطأ، والأخذُ بالأوثق من الفروع احتياطا لتأمن».
قلت: فهم بعضهم من قوله: «معرفة الأصول» أي: أصول الفقه، مستدلا به على فضل علم أصول الفقه -ولا مرية في فضله- غير أن مورد النص في كلام ابن عبد البر لا يساعده، فالمراد بالأصول هنا: أصول العلم، بمعنى منابع العلم ومصادره، وهي الكتاب والسنة، وما بني عليهما كالإجماع والقياس.
وهذا التوجيه يؤيده أمران:
الأول: سياق الأثر في كلام ابن عبد البر رحمه الله، فقد ذكره في: (باب معرفة أصول العلم وحقيقته)، وذكر تحته ما شاء الله من الآثار، ثم قال (1/779): «وأما أصول العلم: فالكتاب والسنة...»، ثم ساق بعده آثارا هذا الأثر أحدها.
والثاني: أن قوله: «لتسلم من البدع والخطأ» يُعيِّن المراد بالأصول، لأن الذي يعصم من البدع على الحقيقة هو معرفة الكتاب والسنة والتشبع بهما واتباعهما إجمالا وتفصيلا.
ولا شك أن معرفة أصول الفقه أساس في فهم الكتاب والسنة، ولكن لمن كان حبله بهما وثيقا ومعرفته بهما على الجادة، واجتماع الأمرين كفيل بالعصمة من البدع، والاطلاع على واقع علم أصول الفقه والمؤلفين فيه من أتباع المذاهب الأربعة وغيرها يدل على المقصود.
والله أعلم.
أصول الفقه، أصول العلم، البدع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سعادة الأستاذ جمال حاروش..لقد استفدت من مدونتك الرائعة هذه..فعلا نحتاج معرفة مثل هكذا مفاهيم ومقاصد. زادك الله علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك وجعله في ميزان حسناتك.