مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


28/06/2023 القراءات: 408  


قال أبو كريب: كان عيسى - عليه السلام - يقول: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي، ولا يعمر بك النادي قال في شرح مسلم: أجمعت الأمة على استحباب كتابة العلم بعد ذلك، وأجابوا عن أحاديث النهي بخوف اختلاط القرآن بغيره قبل اشتهاره، فلما اشتهر وأمن ذلك جاز. والجواب الثاني أنه نهي تنزيه لمن وثق بحفظه وخيف اتكاله على الكتابة.
وقال الثوري: معرفة معاني الحديث وتفسيره أشد من حفظه وقال وكيع: قال إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وكان ثقة: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به. وسأل مهنا أحمد ما الحفظ؟ قال الإتقان هو الحفظ.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: الحفظ الإتقان، ولا يكون إماما في العلم من يحدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما في العلم من يحدث بالشاذ من العلم، وقال المروذي: إن أبا عبد الله قال: ما أنفع مجالس أصحاب الحديث قلت: كيف مجالستهم وهم يغتابون؟ قال: ما أنفع مجالستهم يعرف الرجل الحديث بهم.
وروى الخلال عن ابن سيرين قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلسون في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - حلقا يتذاكرون الحديث ويتراجزون الشعر، وروى أحمد عن عبد الله هو ابن مسعود قال: تذاكروا الحديث فإن حياته المذاكرة، وعن علقمة قال: أطيلوا ذكر الحديث لا يدرس، وعن وهب بن منبه قال: مجلس يتنازع فيه العلم أحب إلي من قدره صلاة، روى ذلك الخلال. وذكر البيهقي في كتاب المدخل من حديث شعبة عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلسوا كان حديثهم يعني الفقه إلا أن يقرأ رجل سورة أو يأمروا
أحدهم أن يقرأ سورة، وعن علي - رضي الله عنه - قال: تذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا ذلك اندرس العلم.
وقال أبو سعيد: تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث وقال عمر المهاجري عن ابن عباس: إن له لسانا سئولا، وقلبا عقولا رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عنه.
وروى أحمد عن جرير عن مغيرة قال قال رجل لابن عباس: بم أصبت هذا العلم قال: بلسان سئول، وقلب عقول وقال ابن وهب عن يونس قال الزهري: العلم خزائن وتفتحها المسألة. وروي عن الزهري أنه كان يرجع إلى منزله وقد سمع حديثا كثيرا، فيعيده على جارية له من أوله إلى آخره كما سمعه ويقول لها: إنما أردت أن أحفظه وكان غيره يعيده على صبيان المكتب ليحفظه، وقال الأوزاعي عن الزهري: آفة العلم النسيان وقلة المذاكرة، وعن محمد بن كعب مرسلا: ما تجالس قوم ينصت بعضهم لبعض إلا نزع الله من ذلك المجلس البركة. وعن ابن مسعود أنه كان إذا قعد يقول: إنكم في ممر الليل والنهار إلى آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع لا يفوت بطيء حظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرا فالله أعطاه، ومن وقي شرا فالله وقاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، مجالستهم زيادة قال البيهقي: وروي عن الحارث عن علي مرفوعا وهو ضعيف.
وقال علي بن المديني حدثنا جندب بن عبد الرحمن الرواسي ثنا زكريا بن أبي زائدة عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: جالسوا الكبراء وسائلوا العلماء، وخالطوا الحكماء قال البيهقي روي مرفوعا وهو ضعيف «وقال لقمان: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل المطر» قال البيهقي: وروي مرفوعا
وهو ضعيف. وعن أنس مرفوعا «منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا» رواه الترمذي
قال البيهقي: وروي عن كعب من قوله.
وروى الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي أخبرنا أبو بكر أخبرنا عبد الغفار بن أبي الطيب المؤدب حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج حدثنا جدي قال: سألت أحمد بن حنبل قلت: يا أبا عبد الله أيما أحب إليك الرجل يكتب الحديث أو يصوم ويصلي؟ قال: يكتب الحديث قلت: فمن أين فضلت كتابة الحديث على الصوم والصلاة؟ قال: لأن يقول: إني رأيت قوما على شيء فاتبعتهم.


كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع