مدونة الاستاذ حمداني قدور


التجربة السمعية في الفن التشكيلي عند عبد الجواد عبابو الجزائر

حمداني قدور | Hamdani Kaddour


19/06/2020 القراءات: 3002  



عبد الجواد عبابو (كوكليكو) من سيدي بلعباس الجزائر درس بالمدرسة العليا للفنون الجميلة الجزائر، ثم التحق بكلية الآداب و اللغات و الفنون جامعة جيلالي اليابس الجزائر ليدرس النقد السينمائي دراسات عليا دكتوراه ، هو الآن يمارس طقوس داخل ورشته أين يقضي معظم حياته في البحث و الاختبار لفن الرسم، تجاوز مرحلة المسودات بما يفوق 100 رسم زيتي، و حاليا يمر بمرحلة التمارين التي بلغ من خلالها ما يفوق ربع المائة عمل، كما سيصدر له فيلم قصير العامل و الذي سيرى النور هذه الأيام، من اعتقاداته أن الفن حاجة في النفس و ليس متعة، لأننا لم نخلق للهو.
رسام و باحث أكاديمي جزائري من الجيل الثالث يختلف كثيرا عن باقي الرسامين الموهوبين في العالم
وذلك بانفراده بفلسفته في الأداء و خلقه لميكانيزمات واليات إبداعية جديدة,فهو لا يرسم بريشته و ألوانه في إطاره البصري فحسب بل هو مختلف تماما إذ انه يرسم بسمعه و بصره و فؤاده و صدق اعز القائلين حينما قال " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا "
في الثامن من جوان أهداني بور تري لصورتي الذي تطابقت فيه الأحاسيس بالملامح تماما مع تناسق في الألوان إلى ابعد الحدود
و الجدير بالذكر هذا الفنان اسر على مكالمتي و تجاذب أطراف الحديث معي هذه المكالمة الهاتفية التي سبقت هذا الرسم و التي اعتز بها كشهادة في مشوار هذا الفنان العبقري
اتصال هاتفي تعدى الساعتين لا جرم أن الفنان جواد كان بصدد استشعار الملامح و الوضع في الإطار وخاصة وان أطراف الحديث الراقي الشيق كان أيام الحجر المنزلي في زمن جائحة كوفيد 19 فأحسست مباشرة بعد استلامي للبور تري أن الفنان رسمني بسمعه و بصره ثم تمخض العمل في فؤاده ليولد من رحم إبداعي جديد بعد مخاض عسير اسمه التجربة السمعية البصرية الحسية في مدرسة الفن عند" جواد عبابو" هذه المدرسة التي تلد الأعمال الإبداعية مغلفة بالإحساس المرهف و ممزوجة بتجربة سمعية دقيقة التفاصيل و بصرية لا متناهية النظر مفعمة بهالة من الجمال و التناسق
كون المبدع ينفرد بهذه الخاصية التي أهلته ليكون مخرجا سينمائيا بجدارة بعد حصوله في السنوات الماضية على أعلى جائزة وطنية عن فيلم كوكليكو (جائزة علي معاشي لليوم الوطني للفنان بالجزائر)
رساما عصاميا و أكاديميا واسع المعرفة النظرية ملما بجميع المدارس الفنية من العصور البدائية الى مابعد الحداثة تجاوز المدارس التقليدية مثل الواقعية والطبيعية و الرمزية و السيريالية ليجتاز مرحلة الغوص في التجريب
لقد ختم في هذا العام الفنان عبد الجواد عبابو مئويته من اللوحات الزيتية ليرقى بعدها من مرحلة التجريب و المسودات إلى مرحلة الاستحقاق لقد اجتث اسم الفنان بجدارة على درب و خطى عمالقة الرسم و الفن التشكيلي في العالم أمثال ميكيافيلي و ديفانسي و رفايلوا و بيكاسوا و اتيان ديني نعم لقد شق جواد عبابو مشواره الفني باحترافية كبيرة و خطى ثابتة بثقة واحترافية كبيرتين ليصبح فنان في الثامن من جوان
اليوم الوطني للفنان بالجزائر
بقلم قدور حمداني الجزائر


الفنون التشكيلية-التجربة السمعية الحسية البصرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع