مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (128)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/01/2024 القراءات: 516  


لطف المعاملة:
جاء في "روضة العقلاء" للإمام أبي حاتم ابن حبّان البُستي، الباب (29)، (ص: 384): «حدثني محمد بن أبي علي الخلادي، حدثنا محمد بن خلَف البسامي، حدثنا محمد بن عبيدالله الرازي، حدثنا محمد بن عمران الضبي قال: قال ابنُ السّمّاك: لِنْ ‌لمَنْ ‌يجفو؛ فقلَّ مَنْ يصفو».
فقلت:
لِـنْ لـمَنْ يجفو عليكْ ... قلَّ مَنْ يصفـو لديكْ
هكذا قال حكيمٌ ... أرسل القول إليكْ
وإذا جاءك نصحٌ ... فانتهبهُ بيديكْ
دبي: الأحد (23) من ربيع الأول (1445) = (8/ 10/ 2023م).
***
قيمة العافية:
زرتُ شيخنا الشيخ عبدالكريم المدرس في بيت ابنهِ مساء الثاني من العيد يوم (18/ 4/ 1997م) وهو مضطجعٌ، فذكرتُ اسمي فرحَّبَ وسأل عن أخي عبدالسميع، وبلغتُه سلامًا من الوالد فقال: سلِّمْ لي عليه، وقل له: زرتُه وهو مريضٌ يطلب الدعاء. وذكر السؤالَ عني وعن عملي وأثنى على ذلك وقال: أنتم قادرون على إفادة المسلمين وتعليم الطلاب. ورجا أنْ تعود الدراسةُ إلى المناهج الأولى، ثمَّ قال وكرَّرَ: العافيةُ نعمة قلَّ مَنْ يعرفُ قيمتها، قلَّ مَنْ يقدرها قدرها.
***
تقريب الوصول لابن جُزي:
-يكاد يكون مختصرًا لكتاب القرافي: شرح التنقيح.
-سمع عبدالله ابن المؤلِّف على أبيه بعض تقريب الوصول. الإحاطة (3/ 299). –
و"كان... جمّاعة للكتب، ملوكي الخزانة، حسن المجلس، ممتع المحاضرة، قريب الغور، صحيح الباطن". الإحاطة (3/ 12).
-تحقيق: محمد علي فركوس (الجزائر).
-تحقيق: محمد المختار الشنقيطي.
-تحقيق: د. عبدالله الجبوري.
-لمحمد أمين الكاظمي (١٢٦٧-١٢٣٤): غاية المأمول في شرح تقريب الوصول إلى علم الأصول. معجم المؤلفين (9/ 72)، فهل هو المقصود؟
-تنقيح (تهذيب) تقريب الوصول إلى علم الأصول (أصول الفقه) لمجهول. خزانة التراث.
-نُشر في بغداد سنة ١٩٩٠، ومكة سنة ١٩٩٠، والقاهرة سنة ١٤١٤، وعمّان سنة ١٤١٠.
***
كتاب من مكتبة الصيادي:
قال الشيخ أحمد الغماري في كتابه "الائتناس بتراجم فضلاء فاس"، في ترجمة العالم الكبير أحمد بن العربي بن سليمان الأندلسي الفاسي (ت: 1141)، (ص: 114):
"وكان مولعًا بالنسخ، فنسخَ كتبًا كثيرة، وكان لا يُرى إلا مدرِّسًا، أو مطالعًا، أو ناسخًا، أو مصليًا، أو تاليًا، مقبلًا على شأنه.
ومِنْ براعته أنه نسخ «فتح الباري» للحافظ في مجلد واحد، وهو عند حفدته إلى الآن، وهذا شيء من العجائب.
وأعجبُ منه أني رأيتُ بمكتبة الملك الظاهر نسخة من «لسان العرب» لابن منظور في مجلد ليس بالكبير جدًّا.
وحدَّثني الخانجي رحمه الله أنه اشترى من [حسن خالد] ابن أبي الهدى الصيادي نسخة من «تهذيب الكمال» للحافظ المزي في مجلد أيضًا.
وكان في كتب الشيخ عابد السندي بالمدينة مجلد وسط فيه الكتب الستة بتمامها و«الموطأ» لمالك أيضًا، ثم وقعت هذه النسخة بعد الحرب العالمية الأولى إلى مصر، فاشتراها صديقنا الشيخ أحمد شاكر بثمنٍ زهيدٍ لا يساوي نسخ كراسة واحدة منها، وإن كان خطها ليس بالجيد إلا أنها مصححة، وفائدتها كون الكتب الستة في جزء يحمله المرء تحت إبطه". ا.هـ بإضافة اسم ابن أبي الهدى.
قلت: وكان لدى الصيادي مكتبة كبيرة جدًّا، وقد ذهب ابنُه حسن خالد بعد وفاة أبيه في إسطنبول إلى مصر بوصيةٍ منه، وحمل معه كتبًا يبدو أنه باعها هناك.
و"تهذيب الكمال" نقل منه الصيادي في كتابه "تطبيق حكم الطريقة العلية على الأحكام الشرعية النبوية"، وتحرف فيه المزي إلى المزني.
جاء فيه (ص: 271) بعد ذكر حديثٍ: "ذكره الحافظُ جمال الدين المزني في التهذيب".
وجاء على الصواب (ص: 274)، ولكن لُقِّبَ هنا كمال الدين! وهو جمال الدين كما سبق في الموضع الأول.
أما وصية أبي الهدى لابنه فقد حدثنا السيد تاج الدين بن حسن خالد -وقد لقيناه في بيت ابنته في بغداد- أنَّ جده أبا الهدى كان يرتجل الشعر في آخر حياته، ومن ذلك قوله لابنه حسن خالد:
ارحلْ لمصرَ فأهلُ مصرَ كرامُ ... شهدتْ لهم بالنجدة الأيامُ
ولم يَذكر لنا غير هذا البيت من تلك القصيدة، أو أني لم أحفظ، وقد مر على هذا اللقاء أكثر من أربعين سنة. وقد ذهب تاج الدين بعد ذلك إلى عمّان -حيث كان أبوه قد ولي فيها رئاسة الوزراء مِنْ قبل، وتُوفي ودُفن فيها- وتُوفي ودُفن هناك كذلك.
***
ليس التصوف أكلًا ورقصًا:
أرسل إلي الشيخ مأمون الراوي -حفظه الله- صفحة، هي غلاف مخطوط "المجالس السَّنية في شرح الأربعين النواوية" تأليف الشيخ [أحمد بن] حجازي الفشني (من مخطوطات الظاهرية)، وقد كُتب عليها -كما جرتْ عادة النساخ والقراء بالكتابة على الأغلفة- ما يأتي:
"قال الزمخشري صاحب "الكشاف" في كتابه "جواهر العلوم":
أيا جيل التصوّف شرّ جيل … لقد جئتم بأمر مستحيلِ
أفي القرآن قال لكم إله [كذا] … كلوا مثل البهائم وارقصوا لي!
وقال ابن عراق:
لو أنَّ بالرقص يُنال المنى ... ما فازَ بالجنة إلا الدّبابْ
أو كان مولانا يحبُّ الغنى [كذا] ... أرسلَ مع كل نبي رَبابْ". انتهى.
أقول:
ليس البيتان للزمخشري، و"جواهر العلوم" ليس له، وذُكر أن للتفتازاني "جواهر العلوم في المتفرقات" فلعله هو المقصود.
وقائل البيتين الظاهر الجزري المتوفى سنة (401) كما في «معجم الأدباء» (3/ 1414-1415).
وصواب لفظ: إله: إلهي.
وأما البيتان الآخران فقد وردا ضمن قصيدةٍ في كتاب "الكلام على مسألة السماع" لابن قيم الجوزية، واللفظ هناك (1/ 62-63):
يا قوم لو أنَّ الغنا قربةٌ … لجاء مَعْ كل نبيٍّ رَبابْ
أو كانَ هذا الرقص دِينًا لنا … لكانت الجنة مأوى الدِّبابْ
***
***
لابن الجوزي لا للقاري:
"الناسخ والمنسوخ من الحديث"، أوله: "الحمد لله العظيم في وفده، الكريم في رفده".
نُسِبَ إلى الشيخ علي القاري في "فهرس المخطوطات في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد" (1/ 313). والصواب أنه لابن الجوزي، وهو كتابه الصغير في هذا الموضوع المسمى: "‌إخبار ‌أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث" ذكره ابنُ رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 491 ت العثيمين)، وقال عنه: "جزء". وهو مطبوع.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع