رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (224)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
03/11/2024 القراءات: 271
-عاملني بما أنت أهله:
أنشدني الأديب الأريب الشيخ محمد علي حميسان لنفسه:
حططتُّ على بـاب الكريـم رواحلي ... ونـاديتُ يا ربــاه يـا سـامع النـجـوى
ويـا منـتـهى الآمـال يـا غـايـةَ المنى ... ويا منجدَ المضطر إنْ دهمَتْ بلوى
أتـيــتُ بـــأوزارٍ ثــقـــالٍ تــهــدنــي ... ينـوء ولا يقـوى على بعضهـا رضوى
أجــرُّ ثـيــابَ الــذُّلِّ نـحـوك تـائبـًـا ... كئيبـًا كليـم القلب لا أطعم السلوى
فـلا تـأخــذنِّـي بـالــذي أنــا أهـلُــه ... فيفرح إبليس الخسيس بمـا أغـوى
ولـكنْ فـعـامـلنـي بـمـا أنت أهـلُـــه ... فأنتَ تحـب المَـنَّ والصفحَ والعفـوَ
***
-صور من الرداءة :
من الرداءة حلّاقٌ يجرحك أو يستعمل مقصًا قديمًا ينتر شعرك ويؤذيك.
وباصٌ توصيلٍ لا يظلل زجاجُه ولا يبرد هواؤه.
ومكيفٌ يُخرج هواء حارًّا رطبًا.
وصديقٌ يدعوك إلى مناسبةٍ لديه يوم المناسبة.
وعاملٌ في الصف الطباعي يدخل رأيه فيما يصف.
ومخرجٌ ومنسقٌ يضع نفسه موضع الباحث.
وعاملُ صيانةٍ يصلح شيئًا ويفسد شيئًا أو أشياء.
وحلواني لا ينقي الفستق فإذا بك تُفاجأ ببقايا القشر القاسي يصك أضراسك.
وفرّاشٌ لا يطيب له مسح المكتب إلا عند حضورك.
وآخرُ ينظف المكتب فيشد أشرطة توصيل الحاسوب ويخرجها من أماكنها.
وآخرُ يستعير الشاحن فلا يرده.
وآخرُ يستعير نعلًا أعددتَّه للوضوء فيبلله ويدعه مبتلًا.
ومطعمٌ ملاعقه قديمة، أو غير نظيفة كما ينبغي.
وسائقُ أجرة لا يرد على اتصال، ولا يعرف المقال، ولا يتقن الاستدلال.
وبائعٌ يسوِّقُ ما يريد لا ما تريد.
ومدرسةٌ تهتم بالترفيه على حساب التعليم.
ودعوةٌ كل ما فيها باردٌ إلا الماء.
***
-رسالة من عزة دروزة إلى مصطفى الزرقا:
(بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الدكتور مصطفى الزرقاء المحترم
السلام عليكم ورحمة الله. وبعد: فقد أعدتُّ طبع كتابي "الدستور القرآني في شؤون الحياة" طبعة جديدة مزجتها بالسنة النبوية فصار جزئين بعنوان "الدستور القرآني والسُّنة النبوية في شؤون الحياة".
وقد أرسلتُ إليكم نسخة منه أرجو أنْ تروق لكم، وقد خطر لي أنْ أرسل أيضًا نسخة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لأنَّ وضع الكتاب في المكتبات والمعاهد التابعة للوزارة مفيدٌ بل ضروري للقراء والناشئة. وأعتقد أن ذلك سوف يتبين لكم وله إذا ما تصفحتم الجزئين وتصفحهما بدوره.
والجماعة يحتاجون -على ما يظهر- إلى مَن ينبههم إلى المفيد الضروري من الكتب. لأني كنتُ أرسلتُ لهم نسخة من كتابي "تاريخ بني اسرائيل وأخلاقهم من أسفارهم ومن القرآن الكريم" بواسطة الشيخ رضوان البيلي وهو كتابٌ مهمٌّ جدًّا فلم أحظ بجواب ولا إيجاب. فإذا لم يكن من حرج عليكم أن تسلموا النسخة للوزير شخصيًّا وتنبهوه إلى فائدة وضرورة أخذ كمية من الكتاب وتوزيعه على المكتبات والمعاهد التابعة للوزارة فأرجوكم أن تفعلوا، وبذلك تقومون بخدمةٍ لكتاب الله وسنة رسوله، لكم جزاؤها عند الله تعالى أيضًا. وإنْ كان عليكم حرج فأرسلوا الجزئين مع رسالتي إلى الوزير مع شخصٍ من طرفكم. ولكم احترامي وتحياتي. محمد عزة دروزة. (دمشق الشام. شارع الروضة. ... شعبان 1390، .../10/ 1970)
وعلَّق الشيخ مصطفى الزرقا على الرسالة بخطه: "أجبتُ في (29) من رمضان مبينًا تأخر وصول النسختين، ثم وصولهما، ومقابلة الوزير ووعده بذلك، مع بيان التعقد الأخير في طريقة شراء الكتب بالمناقصة، ووعدتُّ بتذكير الوزير والوكيل وإخباره بما يتم".
***
-رؤيا ابن الخاضِبة:
قال ابن طاهر المقدسي في «المنثور من الحكايات والسؤالات » (ص 415-416):
«سمعتُ أبا بكر محمد بن أحمد الدقاق المعروف بابن الخاضبة رحمه الله -وكنت ذكرت له أن بعض الهاشميين ذكر لي بأصبهان أن الشريف أبا الحسين ابن الغريق يرى رأي الاعتزال-. فقال أبو بكر: لا أدري، ولكن أحكي لك حكاية:
لما كانت سنة الغرق [466] وقعتْ داري على قماشي وكتبي، ولم يكن لي شيءٌ، وكان لي عائلة: الوالدة والزوجة والبنات، فكنت أورق للناس وأنفق على الأهل، فأعرف أنني كتبت (صحيح مسلم) في تلك السنة بالوراقة سبع مرات، فلما كان ليلةٌ من الليالي رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت ومناد ينادي: أين ابن الخاضبة؟ فأحضرتُ. فقيل لي: ادخل الجنة. فلما دخلتُ الباب وصرتُ من داخل استلقيتُ على قفاي، ووضعتُ إحدى رجلي على الأخرى، وقلت: آه، استرحتُ والله من النسخ، فرفعتُ رأسي وإذا ببغلة مسرجة ملجمة في يد غلامٍ، فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أبي الحسين ابن الغريق، فلما كان في صبيحة تلك الليلة نُعي إلينا الشريف بأنه مات في تلك الليلة».
***
-أهل البرزخ وأصحابهم:
رأتْ بنتُ أختٍ لي -وكانت نائمة عند الوالدة -رحمها الله- الوالد -رحمه الله- وهو يقول لها: اعملي لي فنجان قهوة فسيأتيني ضيفٌ.
قالت الوالدة: فخفتُ من هذه الرؤيا، وبعد قليلٍ سمعنا صوت المؤذن في الحيّ يخبرُ بوفاة عبدالكريم حُوري، وكان من الآخذين عنه ومحبيه وملازميه.
قلتُ: حدثتني بذلك الوالدة -رحمها الله تعالى- يوم الجمعة (6 /12 / 1434).
***
-الشيخ حسن حبنكة:
حدثني الأستاذ أحمد سليم الحمامي مكاتبة قال: كان العلَّامةُ الشَّيخُ حسن حبنَّكة الميدانيُّ -رحمه الله - كثيرًا ما يُنشد في درسِه:
تكفي اللَّبيبَ إشارةٌ مَفهومةٌ ... وسواه يُدعى بالنِّداء العالِي
وسِواهما بالزَّجرِمن قَبْلِ العَصا ... ثمَّ العَصا هِي رابعُ الأحوالِ
أروي هذا عنه بواسطة، وقد حضرنا جملةً مِن دروسه ومجالسه وخُطبه في جامع منجك في حي الميدان في دمشق حماها الله، وفي بيته العامر في نفس المحلة في الميدان حي الغواص ، وكنا نسمع منه أبياتًا يكررها :
اشتدِّي أزمةُ تنفرجي ... قذ آذنَ ليلُك بالبَلجِ
وظلامُ الليلٍ له سُرُجٌ ... حتى يغشاه أبو السُّرُجِ
وكان إذا تثاءبَ يدفعه عنه بظاهر يده، ثم يقول:
قد جعلَ النعاسُ يَغْرَنْديني ... أَدْفَعُهُ عني ويَسْرَنْدِيني
ويفسِّر ذلك بقوله: أي يغالبُني وأغالبُه.
رحم الله مشايخنا، وجمعنا بهم في مستقر رحمته.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة